بعد أيام من زيارتها للبابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس وإعرابها عن قلقها إزاء هجوم نجع حمادي، تتجه السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي لعقد ورشة خلال الأيام القليلة القادمة ستدعي إليها العديد من القوى السياسية وأحزاب المعارضة في مصر، حيث ستتناول التداعيات السلبية لهذه الأحداث وسبل منع تكرارها في المستقبل، والسعي لتنقية الأجواء بين المسلمين والأقباط في صعيد مصر من خلال مخطط تنموي يهدئ من أجواء الاحتقان بمناطق التماس الطائفية في مصر. وتتضمن قائمة المدعوين خصوصا الأحزاب والقوى الليبرالية في مصر، وعلى رأسها الحزب "الوطني" الحاكم وأحزاب "الوفد" و"الغد" و"الجبهة الديموقراطية"، فضلا عن توجيه الدعوة للعديد من أساتذة الجامعات والحركات السياسية، لكن الدعوات استثنت جماعة "الإخوان المسلمين" من حضور ورشة العمل. يأتي هذا وسط تحفظات رسمية مصري على عقد هذه الورشة وتطرق السفارة الأمريكية إلى الخلافات الطائفية في مصر باعتباره شأنا مصريا داخليا، بيد أن السفيرة الأمريكيةبالقاهرة رفضت التعاطي بإيجابية مع الدعوات الرسمية بإلغاء ورشة العمل المزمعة. ويرجح أن يتسبب موقف السفيرة سكوبي في إشعال أزمة دبلوماسية بين مصر والولاياتالمتحدة، بعد أن أبدت القاهرة غضبها في السابق من تدخلات سكوبي بالشئون الداخلية لمصر وأبلغت الجانب الأمريكي بذلك. وعقب استقبال البابا شنودة الثالث لها بالمقر البابوي بالعباسية الأسبوع الماضي، فيما قالت إنها زيارة كانت للمعايدة قالت سكوبي إن الولاياتالمتحدة تنظر بقلق إلى الأحداث الأخيرة بنجع حمادي، وهي تصريحات اعتبرها أدانها مثقفون مصريون وقالوا إن من شأنها إشاعة أجواء التوتر بين المسلمين والأقباط وانتهاك السيادة الوطنية لمصر. من جانبه، وجه الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق انتقادات لورشة العمل المزمعة واعتبرها تدخلا أمريكيا فجا في الشئون الداخلية لمصر ومسعى من جانب الولاياتالمتحدة للعب بورقة الأقباط والأقليات بالعالم العربي لإشعال التوتر والاضطرابات في أرجائه. وتحفظ الأشعل علي حضور العديد من القوى السياسية في مصر لورشة العمل الأمريكية لبحث قضية الأقباط في مصر، مرجعا ذلك إلى أن واشنطن لا ترغب في استخدام مثل هذه الأنشطة لتلطيف الأجواء بين المسلمين والأقباط، وأنها تستخدم الملف القبطي كورقة لإجبار النظام على تقديم تنازلات في العديد من الملفات.