المعارضة فشلت فى الحشد ضد النظام.. وواشنطن تعيد تفكيرها فى موقفها من مرسى قال الدكتور محمد البرادعى، مؤسس حزب "الدستور"، والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني، إنه يعتقد أن الرئيس محمد مرسى سيضطر فى نهاية المطاف إلى التواصل مع المعارضة، بسبب تراجع الدعم الشعبي لجماعته وعجزها عن إيجاد حلول لمشاكل البلاد التي لا تعد ولا تحصى وحدها. وأضاف البرادعي في مقابلة مع وكالتي "رويترز" و"أسوشيتد برس" في منزله بأحد ضواحي القاهرة، إن مرسى فشل فى تنفيذ وعوده الخاصة بالعمل مع معارضيه، معتبرًا أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين "يعيشون في الوهم" إذا كانوا يعتقدون أن بإمكانهم إدارة البلاد بمفردهم، واصفًا إياهم بأنهم "أقلية ليس لديها خيارات أخرى" غير السعى نحو تحقيق إجماع نظرا للأزمات المتعددة فى البلاد. بل وأكد أنه في حال إجراء انتخابات برلمانية الآن فإن المعارضة ستفوز بعدد كبير من مقاعد البرلمان وأنها قد تشكل حتى الأغلبية، بسبب تراجع شعبيه "الإخوان". وأعرب البرادعي عن رفضه لانتقادات بأن قرار جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أحزاب المعارضة العلمانية والليبرالية واليسارية بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية نابع من خوف المعارضة من منافسة "الإخوان" والأحزاب الإسلامية الأخرى في الانتخابات. وقال إنه "من الكذب القول بأننا لا نريد المنافسة وأننا مفسدون لا نريد خوض الانتخابات"، وأضاف: "شعوري الآن أننا إذا خضنا الانتخابات فإن هناك فرصة جيدة في أن نحصل على كتلة كبيرة في البرلمان، إن لم تكن أغلبية، وذلك ببساطة ليس بسبب براعتنا ولكن لأن الأخوان المسلمين فشلوا بشكل سيء لدرجة أن الناس، في رأي، سيقولون "أي شخص غير الإخوان" لأنهم لم يحققوا شيئًا". وأشار البرادعي إلى أن المعارضة لا تزال تدرس ما إذا كانت ستقرر المشاركة في الانتخابات أم مقاطعتها، بعد أن كانت قد ربطت مشاركتها في الانتخابات بتنفيذ عدد من المطالب من بينها إقالة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل وتعيين آخر مستقل، وإلغاء قرار تعيين النائب العام الحالي، المستشار طلعت عبد الله، وتكليف المجلس الأعلى للقضاء باختيار نائب عام جديد. وانتقد البرادعي ما وصفه ب"فشل" الرئيس مرسي في الوفاء بوعوده التي قطعها محليًا وللمجتمع الدولي بالعمل مع معارضيه، لكنه اعترف بأن أحزب المعارضة لم تحشد الدعم الكافي لإجبار الرئيس مرسي على التواصل معها. وقال: "أنا أعترف بأننا ليس لدينا نفوذ. لكني اعتقدت أنهم لديهم قدر من المنطق السليم. نفوذنا كان يكمن في اعتقادنا بأن لديهم بعض المنطق أنهم أقلية وأنهم لا يملكون الأشخاص المؤهلون للحكم". وأضاف "لقد قاموا بكل أنواع الضجيج لكل الزائرين ولنا بأنهم مستعدون ويريدون التواصل مع المعارضة. ولكن ما رأيناه خلال الأسابيع الماضية عكس ذلك تماما". وشدد البرادعي على أن مصر في أمس الحاجة إلى توافق سياسي لمعالجة الأزمة الاقتصادية والتعامل مع الشعب الغاضب الذي فقد الأمل في نخبته السياسية، قائلاً "إذا لم تكن هناك شراكة وطنية، فأنا لا أرى بوضوح على الإطلاق في أي اتجاه سنذهب". وأعرب عن "صدمته" من عجز "الإخوان المسلمين" عن إدراك أن طريقتهم لن تنجح، وقال "إذا كنت في حفرة فتوقف عن الحفر، ولكن في رأيي فإنهم مستمرون في الحفر الآن". وعن قرض صندوق النقد الدولي التي تتفاوض الحكومة للحصول عليه، قال البرادعي إنه على الرغم من أن الغالبية تتفق على ضرورة اتخاذ تدابير تقشف وأهمية القرض، لكنه قال بأنه "إذا استمر الإخوان في اتباع سياسة الإقصاء، فعليهم ألا يتوقعوا أن تضع المعارضة ختمها على القرض". لكنه قال بأنه يتوقع ألا يكون أمام الإخوان أي خيار سوى الالتفات والوصول إلى توافق سياسي، مشيراً إلى أنه يتوقع حدوث ذلك بحلول نهاية الصيف، وذلك نظراً للوضع الاقتصادي والأمني، على حد قوله. واعترف البرادعي بأن حزب "الدستور" الذي يرأسه يعاني كما تعاني الأحزاب الأخرى التي تشكلت حديثًا من ضائقة مالية، وأشار إلى أن أعضاء الحزب بدءوا في العمل على الأرض للتواصل مع الناس من خلال تقديم قوافل طبية محدودة للمناطق التي تحتاج لرعاية، على غرار البرامج الاجتماعية الشعبية لجماعة "الإخوان". وتطرق البرادعي إلى العلاقة بين "الإخوان" والولايات المتحدة، قائلاً إن "الأخيرة كانت سعيدة في بادئ الأمر بفوز الإخوان المسلمين في الانتخابات باعتبارها فرصة للعمل مع جماعة إسلامية منتخبة ديمقراطيًا حول قضايا الأمن القومي المتعلقة بإسرائيل وإيران والخليج". غير أنه قال إن ذلك جعل الأمريكيين "خجولين تقريبًا" من انتقاد هيمنة الإسلاميين على العملية السياسية علنًا. وأضاف أنه يعتقد أن واشنطن الآن في "عملية إعادة تفكير"، ففي النهاية لا أحد يريد أن يرى مصر تنهار، على حد قوله.