قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إنه مع تدهور الوضع الاقتصادي وتعثر المرحلة الانتقالية، فإن معارضي الرئيس مرسي أصبحوا يعلقون آمالهم على تدخل جنرالات الجيش لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية أو انهيار اقتصادي تام، على حد قولهم. وأشارت إلى أنَّ مِن ضمن هؤلاء المطالبين بالانقلاب العسكري بعض النشطاء العلمانيين والليبراليين الذين قادوا حملة شرسة لإنهاء الحكم العسكري الذي تلى الإطاحة بمبارك من الحكم في عام 2011، ومن بينهم الناشط الليبرالي البارز، شادي الغزالي حرب، الذي قال: "أعتقد أن الجيش لديه دور هام ليلعبه في هذه المرحلة من أجل إخراجنا من هذه المأساة التي وضعنا فيها الإخوان المسلمين". غير أنه أكد أن ذلك لا يعني أن النشطاء الليبراليين تناسوا ذكريات الانتهاكات التي ارتكبتها المؤسسة العسكرية وأساليبها غير الديمقراطية في إدارة البلاد، على حد قوله، ولكن المعارضة المنقسمة وغير المنظمة تجد في تدخل الجيش السبيل الوحيد لوقف تنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في الآونة الأخيرة. ولفتت الصحيفة إلى أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة بورسعيد في فبراير الماضي بين متظاهرين وقوات الأمن، أطلقت موجة أولية من الأصوات المطالبة بانقلاب عسكري، والتي قالت إن بعضها صُدر من مواطنين من الطبقة المتوسطة الذين صوتوا للرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن مثل هذه المطالب أعطت المعارضة المصرية دفعة جديدة بعد سلسلة الهزائم التي لحقت بها وخسارتها في معركة تحديد الدستور الجديد للبلاد أمام الإسلاميين. وأشارت إلى تصريح أدلى به المعارض البارز، دكتور محمد البرادعي، لهيئة الإذاعة البريطانية في فبراير الماضي قال فيه إنه في ظل غياب الأمن والقانون فإن الجيش "لديه واجب وطني بالتدخل، وهم أكدوا ذلك". وأكد البرادعي ألا أحد يريد عودة الجيش، وأنا لا أعتقد أنه إذا عاد الجيش فإنه سيعود للحكم، لأن لديهم تجريبة فظيعة في سوء إدارة المرحلة الانتقالية"، مُشيرًا إلى أنَّ الجيش سيعود فقط "لتحقيق الاستقرار، ثم سنبدأ من الأول مرة أخرى". وأوضحت الصحيفة أن فكرة البدء من جديد أصبحت تحظى بشعبية في أوساط السياسيين المعارضين مؤخرًا، والذين يعتقدون أن الرد الأفضل أو الوحيد على النتائج الديمقراطية غير المرغوب فيها هو العودة إلى مربع الصفر. وترى الصحيفة أن المعارضة العنيفة الذي يواجهها الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ترجع جذورها إلى حالة الإحباط الاقتصادي في مرحلة ما بعد الثورة، واتساع انعدام الأمن في الشوارع، والخوف من التعصب الديني، بالإضافة إلى شعور بالحرمان من الحقوق لدى النخبة السياسية القديمة والشباب الذين شاركوا في الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وأضافت أن الاعتقاد الشائع لدى بعض النشطاء بأن حالة الفوضى قد تدفع الجيش للتدخل هي سبب كافٍ للاستمرار في التظاهر والامتناع عن الدخول في مفاوضات مباشرة مع الرئيس وحلفائه للتوصل لحلول وسط حول الإصلاحات الضرورية وخاصة الاقتصادية. وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الذي ساعد في دعم نظام مبارك المعادي بشراسة للإسلاميين على مدى عقود قد يكون السبيل الأسهل للمعارضة لتحقيق أهدافها بقيادة البلاد والتي فشلت في تحقيقها عن طريق صندوق الاقتراع، بعدما خسرت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية أمام جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين. غير أنَّ العديد من المحللين والدبلوماسيين يرون أن الجيش لا يملك حافزًا قويًّا يدفعه للعودة إلى الساحة السياسية مرة أخرى، وأن الأولوية بالنسبة لقادة الجيش في الوقت الحالي هو الحفاظ على حصانتهم من الملاحقات القضائية والإمبراطورية الاقتصادية التي يديرها الجيش، بالإضافة إلى الامتيازات التي يحفظها لهم الدستور المدعوم من قبل الإسلاميين. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي رفضت تسميته قوله إن الجيش "لا يملك أدنى مصلحة في العودة إلى البيئة السياسية".