ظهرت الجوانب الجيدة والسيئة والقبيحة للاعب ليفربول لويس سواريز مرة أخرى بعدما عض مهاجم اوروجواي ذراع احد مدافعي تشيلسي قبل ان يسجل هدفا قرب النهاية ليضمن لفريقه التعادل 2-2 في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم. ووضع سواريز اسنانه في ذراع المدافع الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش بينما كان الاثنان يتصارعان على الكرة داخل منطقة الجزاء اثناء تأخر ليفربول 2-1 في استاد انفيلد. وبدا ان الحكم كيفن فريند لم يشاهد الواقعة التي حدثت في الدقيقة 66 لكن سواريز - الذي اوقف يوما ما لسبع مباريات بسبب عض منافس بينما كان في هولندا مع اياكس امستردام - يواجه الايقاف بمجرد مراجعة لحظة جنونه. واكد الاتحاد الانجليزي لكرة القدم انه سيبدأ تحقيقا وسيتحدث اولا مع الحكم فريند لمعرفة ما اذا كان شاهد الواقعة. واعتذر سواريز في وقت لاحق في حسابه على موقع تويتر وموقع النادي على الانترنت بينما اضاف المدرب بريندان رودجرز ومدير ليفربول إيان اير ادانتهما. وقال سواريز "اشعر بأسف عميق بسبب سلوكي الذي لا يغتفر خلال مباراة تشيلسي ." واضاف "اصدرت اعتذارا وحاولت الاتصال ببرانيسلاف ايفانوفيتش للتحدث معه بشكل شخصي. اعتذر ايضا للمدرب وزملائي وكل من في نادي ليفربول لأني خذلتهم." وتحدث رفائيل بنيتز مدرب تشيلسي المؤقت على مضض عن الواقعة لكن تصرف سواريز واجه انتقادات لاذعة من الخبراء بينهم قائد ليفربول السابق جريمي سونيس. وقال سونيس لمحطة سكاي سبورتس التلفزيونية "لا ادري بماذا اصف ذلك. انه امر مثير للحرج. يجعل الامور صعبة للغاية عليه للبقاء في ليفربول." واضاف "اهم شيء هو حماية سمعة النادي. ليفربول معروف عالميا. سيتحدث الناس عن هذا الامر لفترة طويلة للغاية وسيظهر ذلك ليفربول بطريقة سيئة." وتابع "هذه ليست المرة الاولى التي يعض فيها لاعبا خلال مباراة." وقال الناقد الاخر جيمي ريدناب وهو لاعب سابق ايضا في ليفربول "يمتلك بالتأكيد مشكلة كبيرة. جينات الجنون موجودة عنده.. وما فعله لا يمكن الدفاع عنه." وتابع ريدناب "ماذا يفعل؟ لماذا يريد المرء ان يأخذ قطعة من ذراع شخص في ملعب لكرة القدم." ولاحق الجدل سواريز منذ انضم الى ليفربول قادما من اياكس في يناير 2011 لكن الواقعة الاخيرة تأتي في وقت حرج بالنسبة لليفربول مع اقتراب ذكرى مأساة هيلسبره حين لاقى 96 من مشجعيه حتفهم في قبل نهائي كأس الاتحاد الانجليزي عام 1989. وعوقب سواريز بالايقاف لثماني مباريات بسبب توجيه اهانة عنصرية الى باتريس ايفرا لاعب مانشستر يونايتد في الموسم الماضي واثار لاحقا غضب مدرب يونايتد اليكس فيرجسون بعدما تجاهل مصافحة المدافع الفرنسي قبل مباراة الفريقين في الدوري في فبراير العام الماضي. ويتهم سواريز (26 عاما) على نحو منتظم بادعاء السقوط وتصدر العناوين هذا الموسم بسبب تسجيله لهدف في مباراة بكأس الاتحاد الانجليزي ضد مانسفيلد المغمور عقب لمسة يد. ومع ذلك لا يزال سواريز واحدا من أفضل المهاجمين الذين يضيئون الدوري الانجليزي الممتاز. وكان هدف التعادل الذي سجله بضربة رأس ضد تشيلسي رقم 23 له هذا الموسم في الدوري ليتقدم بفارق هدفين عن روبن فان بيرسي في صدارة قائمة الهدافين. وينافس سواريز على جائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز هذا الموسم التي يقدمها اتحاد اللاعبين المحترفين بعد انضمامه الى قائمة نهائية من ستة لاعبين يتنافسون على الجائزة العريقة.وكانت روعته واضحة أمام الجميع . والتمريرة العرضية التي سمحت لدانييل ستوريدج باحراز هدف التعادل كانت دقيقة للغاية والطريقة التي سدد بها هدف التعادل المتأخر برأسه في مرمى الحارس بيتر شيك اظهرت سمات مهاجم عالمي. إلا انه في المباراة نفسها احتسبت ضده ركلة جزاء بسبب لمسة يد قبل ان يظهر الجانب القاتم لديه. وقال رودجرز الذي دافع عن سواريز في الماضي "بعد مراجعة اللقطات التلفزيونية والتحدث مع لويس اؤكد ان سلوكه غير مقبول وقلت له ذلك." كما ادان النادي الواقعة وقال اير إن سلوك سواريز "لا يلائم لاعبا يرتدي قميص ليفربول." وقال ستيفن جيرارد قائد ليفربول إن سواريز "ثالث أفضل لاعب في العالم وراء ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو" لكن مدافع النادي السابق مارك لورنسون وهو ناقد الان في هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قال إن موهبة لاعب اوروجواي لها ثمن. وتابع "انه لاعب عالمي لكنه يسبب متاعب ضخمة. اذا قرر الاتحاد الانجليزي لكرة القدم اتخاذ اجراء ضده على نحو رجعي - وهذا واضح - فان سواريز سيكون في ورطة شديدة."