طوق النجاة الذي تقدمه الدولة الخليجية للقاهرة يبدو كما لو أنه بدون مقابل أو مساعدة من شقيقة لأختها بعنوان "القلب المصري في الجيب القطري"، قالت صحيفة "ذا ماركر" الإخبارية العبرية إنَّ طوق النجاة القطري للقاهرة يبدو كما لو أنه بدون مقابل أو شروط لكن هذا ما يبدو ظاهريًّا فقط. وقالت الصحيفة إنَّ مصر بدت الأسبوع الماضي على هذه الصورة بسبب إضراب سائقي القطارات، شتائم لعنات صرخات، عراك بين مواطنين وموظفين، طوابير بجانب الحافلات الصغيرة، المكاتب الحكومية والمصانع تفشل في فتح بواباتها في الوقت المحدد، لافتة إلى أنَّ هذا الإضراب ترجم الأزمة المصرية للغة مفهومة لكل مواطن، وفحواها أنه إذا لم تزداد أجور السائقين، لن يتمكن المواطنون من كسب لقمة عيشهم. وذكرت أن هذا الإضراب كان يشكل تهديدًا، لكنه لم يكن مظهر الاحتجاج الوحيد؛ فمنذ بداية العام تم تنظيم 196 احتجاجًا عماليًّا، و153 إضرابًا. وقالت "من يبحث عن شرارة العصيان المدني القادم، عليه أن ينظر إلى تلك الإضرابات التي يشارك فيها مواطنون كثيرون صوتوا لمحمد مرسي والإخوان المسلمين"، مضيفة أن الأزمة المصرية الحالية ليست إلا فرصة لقطر التي تنظر إلى القاهرة على أنها شركة تجارية فقدت أسهمها وهذه هي الفرصة للسيطرة عليها". وأضافت أن قطر أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستشتري سندات حكومية مصرية ب 3 مليارات دولار، وبهذا يصل حجم المساعدة القطرية للقاهرة 8 مليارات دولار، وهو تقريبًا ضعف المبلغ الذي تريده الأخيرة اقتراضه من صندوق النقد الدولي، الذي يضع شروطًا صعبة لإقراض مصر 4.8 مليار دولار. وذكرت أن طوق النجاة القطري يبدو وكأنه بلا شروط أو مقابل، وكما لو كان مساعدة عائلية من شقيقة لأختها، لكن مَن ينظر للأمر، يرى أن مساعدات قطر المالية للحكومة الجديدة في تونس، وتعهداتها بمنح 400 مليون دولار لحكومة حماس في قطاع غزة، والتمويل واسع المدى للثوار في سوريا والآن مساعدة مصر، من ينظر لكل هذا، يستنتج أن قطر ستحصد الثمن السياسي لكل هذا في الوقت الذي يرتأى لها. وقالت إن طموح دولة قطر الصغيرة في التحول إلى قوى سياسية عظمى فى الشرق الأوسط ليس سرًا، وفي العقد الأخير أدخلت قطر نفسها في كل صراع إقليمي وتوسطت بين حركتي حماس وفتح، وبين سوريا ولبنان، وبين الفصائل المتصارعة في لبنان وبين حماس والأردن. ونقلت الصحيفة في نهاية تقريرها عن صحفيى مصر يعمل بجريدة حكومية قوله "لا أخشى أن تفلس مصر، السؤال هو من يستولي على قلبها"، مضيفة في تقريرها أن عمال القطارات المصريين يريدون الزيادة المالية، سواء كانت من قطر أو من صندوق النقد الدولي.