يوسف: طريقة نور البيان حققت نتائج مذهلة.. والشيخ عبد الرحمن: أصابتنا دعوة الصالحين.. بعثات للخارج ووفود للداخل لتحفيظ القرآن بالقرية آيات الذكر الحكيم تتردد في كل مكان أينما تذهب تسمع صوت القرآن الكريم على ألسنة الأطفال والشباب تكاد من كثرة سماعه أن تقول إنَّ هذه القرية تتنفس قرآنًا إنها قرية عرب الرمل ذات الأربعين ألف نسمة أو كما يحب أن يسميها الأهالي "عرب القرآن" وبعضهم يذكر أنَّ مَن سماها عرب القرآن هو النبى محمد - صلى الله عليه وسلم- عندما أتى إلى أحد شيوخ القرية الصالحين فى رؤية وأبلغه بهذا الاسم. وقال الشيخ عصام يوسف، مؤسس دور تحفيظ القرآن في القرية والملقب ب"خادم القرآن"، إن تجربة قرية عرب الرمل بدأت منذ نحو 8 سنوات عندما أتقنت طريقة نور البيان في قراءة القرآن وجدت أنها أسهل طريقة لتلاوة وتجويد القرآن، وقررت أن أنشرها في القرية خاصة بين الأطفال والحمد لله الطريقة حققت نتائج مذهلة فكل أطفال القرية بمجرد أن يصل عمرهم إلى 3 سنوات يستطيعون قراءة القرآن مجوّدًا، لافتًا إلى أنَّ طريقة نور البيان تعتمد على معرفة أشكال وأصوات الحروف وهذه الطريقة قديمة ولكننا قمنا هنا في قرية عرب الرمل بتطويرها وجعلها أكثر تيسيرًا حتى انتشرت في كل محافظات الجمهورية. وأشار إلى وجود دورات مخصصة لإعطاء إجازة لقراءة وتعليم القرآن بالطريقة النورانية خلال أسبوعين للكبار وخلال 3 أشهر لطلاب المدارس؛ حيث نعطي فرصة للطلاب للحصول على الدورة بإقامة مجانية كاملة في القرية خلال الإجازة الصيفية، وذلك لتعلم القرآن ولدينا الآن 4000 طفل في القرية أصبحوا يجيدون قراءة القرآن بالتجويد والأحكام ومعرفة الآداب الإسلامية مع معرفة بدايات اللغة الإنجليزية. وأضاف: "قمنا بعمل مناهج مطورة لنور البيان، ولذلك طلب عدد كبير من أصحاب دور تحفيظ القرآن في كل أنحاء الجمهورية نقل الطريقة عنا وكذلك الوضع بالنسبة لعدد كبير من الدول العربية والأوروبية، وبالفعل وفقنا الله إلى إعطاء دورة للطريقة النورانية في المسجد النبوي والحرم المكي لقارئي ومحفظي القرآن هناك، إضافة إلى بعض المؤسسات في أمريكا وأستراليا، لافتًا إلى أنه تم توقيع اتفاقية مع سفراء الدول الإسلامية لنشر الطريقة بشكل رسمي في المنظمات الإسلامية. وأكد أنَّ هناك طلابًا من الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى يقيمون في القرية منذ سنة وأكثر على حساب المؤسسة لدراسة اللغة العربية وحفظ القرآن حيث نقوم بكل ذلك لوجه الله من أجل العمل على نصرة القرآن، مشيرًا إلى أنه حصل على وعد من مسئولين بالدولة بتعميم الفكرة في المؤسسات التعليمية الرسمية الفترة القادمة حتى يستطيع كل الأطفال قراءة القرآن وحفظه في وقت مبكر. وقال يوسف إنَّ القرية خرج منها علماء أكثر نفعًا للأمة وذاع صيتهم فى كل أنحاء العالم الإسلامى بداية من الشيخ عبد الخالق يوسف، الذى هاجر لينشر الإسلام الصحيح فى كل أنحاء العالم الإسلامى مرورًا بالشيخ فوزى السعيد وأخيرًا فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، الذى عاش وتربى فى الخارج إلا أنه لم ينسَ القرية التى ولد فيها وأنشأ مسجدًا ومجمع "الإحسان" الخيرى. وأشار الشيخ عصام يوسف إلى أن عدد دور تحفيظ القرآن الكريم بلغت 50 دارًا بها ما يقرب من 300 معلم ومعلمة يحفظون الأطفال والشباب وكذلك مَن لا يعرف القراءة والكتابة وبعض الوافدين من الدول العربية والأجنبية. وأكد الشيخ عصام يوسف، أنَّ القرية ترسل معلمين لطريقة نور البيان إلى كل دول العالم ومنها أمريكا وتركيا وبلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول وبدون مقابل، لافتا إلى أنَّ الباب مفتوح لكل مَن يرغب بالمساهمة والتبرع لإعلاء كلمة الله وحفظها. ومن جانبه، قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، إن قرية عرب القرآن تعشق القرآن وأصابتها دعوة الصالحين وأن الطريقة الجديدة التى ابتكرها الشيخ عصام ورفاقه فى تحفيظ القرآن مِن أروع ما رأى، لافتا إلى أنه يرى الطفل الصغير الذى لا يتعدى سنه أربع سنوات وخمس سنوات يمسك المصحف ويقرأ منه بطريقة صحيحة لغويًّا وبأحكام التجويد ولا يوجد خطأ واحد حقًا. وفي نفس السياق، قالت طيبة محمود بيكير، طبيبة بيطرية سودانية جاءت لحفظ القرآن بالقرية، إنَّ أقاربها جاءوا العام الماضي وحفظوا القرآن كاملاً بطريقة نور البيان فى قرية "عرب القرآن". أما ناهد فتحى، فقالت إنها حفظت القرآن كاملاً فى دار القرآن وأنها كانت غير ملتزمة ولكن عندما حضر ابنها إلى دار القرآن وجدت تغييرًا كليًّا فى سلوكه وأصبح يلتزم بالصلاة والأذكار الشرعية رغم صغر سنه ويقوم بتعديل سلوكى إذا أخطأت أمامه، فقررت أن تأتى والحمد لله أصبحت تجيد تعليم طريقة نور البيان. وبدورها قالت مقبولة عبد الله أمين، إنها جاءت مِن السودان؛ لكى تتعلم الطريقة وهى تعمل مدرسة أطفال فى السودان وعندما علمت من أقاربها الذين تعلموا الطريقة النورانية قررت أن تأتى بنفسها إلى عرب الرمل للتعلم. وفي نفس الإطار، قالت "أى نور" إنها حضرت هى وزوجها وابنتاها من تركيا من أجل أن تلتحق بدار القرآن وتحفظ القرآن هى وابنتاها وزوجها بل إنهم قاموا بتأجير مسكن فى القرية لكى يكونوا بجانب الدار. كما جاءت "منى" ذات الخمس سنوات لتحفظ القرآن لأن والديها قالا لها إنَّ القرآن سيحميها من الشيطان والشيطان عدوها فى الدنيا وإذا أرادت أن تكون أقوى منه فعليها أن تحفظ آيات القرآن عن ظهر قلب. أما "محمد" ذو الأربع سنوات ورغم أنه لم يتعلم القراءة والكتابة بعد فإنه يريد أن يحفظ القرآن حتى يحبه الله ويدخله جنته التى سيكون فيها كل ما يحلم به.