والمصالحة الوطنية كفيلة بقطع الطريق على فلوله وصف الشيخ عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، اعتدال جلسة مبارك بنصف جلسة خلال محاكمته وابتسامته العريضة لأنصاره وتطلع عدد من فلول النظام السابق لإمكانية عودته للحكم، بأنها أضغاث أحلام، مشددا على أن التواجد في السجن يخلق نوعًا من الأمل لدى السجين بإمكانية خروجه من السجن واستعادة أمجاده، وهو خيال لا ظل له فى الواقع من قريب أو بعيد. ولفت الزمر إلى أن جميع القوى الإسلامية والثورية رغم ما بينها من خلافات، إلا أنها ستنتفض ضد أي احتمالات لخروج مبارك من السجن أو احتمالات عودة فلوله لصدارة المشهد، لافتا إلى أن هناك إجماعًا بين هذه القوى على إزاحته ونظامه من الساحة وقطع الطريق على إمكانية عودته للمشهد. واستبعد الزمر بأي حال من الأحوال إمكانية مغادرة مبارك السجن في ظل حجم القضايا المقامة ضده، والتهم الموجهة إليه، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الفساد المالي ومسلسل نهب المال العام بشكل يجعل خروج مبارك دربًا من الخيال. وتابع الزمر: يخطئ مبارك كثيرًا إذا اعتقد أن هناك إمكانية لاستيلاء عدد من المقربين للسلطة وتمهيد الأجواء لعودته للحكم بالقوة، ومن سيستخدم القوة سيفاجأ بنفس أساليبه، ولن يكتب النجاح لمخططه، معتبرا أن السبيل الوحيد للتغيير هو صناديق الانتخابات. وحمل الزمر بشدة القضاء المصري مسئولية مهرجانات البراءة للجميع التي يحصل عليها رموز نظام مبارك، منبها أن القانون يتيح للقاضي إذا كانت الأدلة المقدمة له غير مستوفاة، أو كان هناك قصور في عمل النيابة العامة، فإن القانون يتيح له أن يحقق في القضية بنفسه, وأن يستدعي شهودًا ويجمع أدلة. وجدد انتقاده لانخراط القضاة في صراعات سياسية والانحياز لفصيل سياسي معين بشكل يفقد القاضي الحيدة والتجرد، محذرا من أن ارتكاب القضاة لمثل هذه الأخطاء يقود مؤسسة القضاء العريقة للخراب في ظل دخولها طرفا في الصراع السياسي. وطالب الزمر بعدم الإقدام على خطوات ثورية في هذا التوقيت المعقد، باعتبار أن مثل هذه الإجراءات وفي ظل الاحتقان السياسي الذي نعاني منه ستكون لها تداعيات سياسية على مجمل المشهد بشكل يجعلنا أن نستمر في محاكمة مبارك أمام القضاء العادي وتأجيل اتخاذ مثل هذه الخطوات الثورية لحين إتمام المصالحة ولم شمل القوى الوطنية. واعتبر الزمر أن المصالحة الوطنية وسياسية لم الشمل، هي السبيل الوحيد لقطع الطريق على رموز نظام مبارك للعودة للسلطة، فلا ينبغي أن نعرض ثورة شعبنا للخطر في ظل وجود خلافات إدارية بين الرئيس ومعارضيه.