ليس هناك من ثمة فرق كبير بين الجلسة التي دارت في دار الندوة بمكة المكرمة، حينما اجتمع أشرافها في جلسة أدارها إبليس وصدق وبارك علي ما جاء فيها من قرارات، من شأنها أن تريحهم من ذاك الرجل الذي جاء بالفضيلة التي تتعارض مع سيادتهم ؛ ولكن جاءت الحماية الإلهية لرسوله صلي الله عليه وسلم بالنجاة من مكرهم وفيهم نزل قول الله :(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )، وبين كثيرٍ من الجلسات التي تعرض في البرامج الحوارية علي الفضائيات المختلفة مثل ( القاهرة اليوم ، 90 دقيقة ، البيت بيتك ... الخ )، والتي كثيراً ما يلزم فيها إبليس الصمت ويجلس مستمعاً مثلنا، وهو يضرب كفا علي كف من تلك الجرأة التي يتم بها اختيار ضيوف ومواضيع المناقشة في هذه البرامج وأمثالها .. مثل: ( مناقشة ظهور العذراء مع قساوسة الكنيسة المصرية ) ( ومناقشة أشكال الصلاة ومواقيتها عند غير المسلمين وما يقابلها عند المسلمين مع أحد القساوسة) (مناقشة مخاطر إلزام الحجاب علي الأطفال ).....الخ الخ ثم قيام برنامج البيت بيتك بحملة رفع لوائها ودبر لها بليل علي نقاب الممرضات، بعدما أصاب العمى القائمين علي البرنامج. فبدلاً من أن يسلطوا الضوء علي فشل المنظومة الطبية لوزارة الصحة (المريضة) بعدما أصبحت المستشفيات الحكومية ترفع شعار:" لا مكان للفقراء في العلاج بها" .. ثم كانت السقطة الكبيرة لهذا البرنامج في استضافته (نصر أبو زيد) الذي طرد شر طردة ومنع من دخول الكويت بعد دعوته لإحدى المؤتمرات من أشباهه هناك؛ بسبب تطاوله من قبل علي كتاب الله. الأمر الذي قضت بردته والفصل بينه وبين زوجته إحدى المحاكم المصرية . ولم يكن موقفه الفكري المنحرف من كتاب الله عن جهالة أو خطأ، وإنما جاء بعد دراسة وفهم ووعي لحقيقة الإسلام والقرآن كونه أحد أبناء المؤسسة الأزهرية، التي لا ينسي فضل أجيالها القدامى علي الصمود والتصدي لأي محاولة فيها إساءة لدين الله، وكانوا حائط الصد الأول لكل من تسول له نفسه بالعبث في دين الله. وهذه الاستضافة إنما تعني الكثير والكثير؛ لأنها كانت في إحدى قنوات الدولة الرسمية بل وهذا البرنامج بالذات يعرف عنه أنه برنامج الدولة الذي تسخر له كل المؤسسات إمكانياتها، وهذا الأمر قد يفهمه البعض بأنه تلميح صريح في توجه الإعلام بمراعاة المنحرفين فكرياً مع ثوابت الدين، ولا يحترم أحكام القضاء. وهل صار ديننا وعقيدتنا هيناً إلي الحد الذي ننسي من أساء إلينا فيه ونستضيفه في أجهزة الدولة الرسمية ؟. كما يعتبر ظهوره انتصاراً جديدا علي أرض الواقع لأيتام الماركسية، من دعاة حرية الفكر والتجديد والإبداع وما إلي هذه المسميات التي لا تعني سوي التطاول علي الله ورسوله وثوابت العقيدة، بعد أن أفل نجمهم بالحملة الإعلامية التي عرت وجوههم وكشفت زيف أدعاءتهم وأوشكت أن تعصف بهم بعد تكريم أخيهم القمني . وهو إعلان صريح عن قوتهم وسطوتهم في مجال الإعلام وأنهم مازالوا أصحاب الصوت العالي الذي لا يخبت أمام سلطان القضاء ولا غيره . كما جاء ظهوره؛ ليدلل علي ضعف سلطان العلماء من رجال الدولة الرسميين؛ لأنهم لم يتحرروا بعد من قيود التبعية، ولم تطلق أيديهم بعد في الذب عن ثوابت الدين، وأنهم مازالوا تابعين وليسوا متبوعين،وذلك بالرغم من وجودهم في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذين يرسمون خريطة العمل، ومشرفين علي كل ما يبث فيها من برامج وغيرها إلا إن أمر وجودهم علي ما يبدو ما هو إلا للتمثيل المشرف فقط !!!!!!!!!!! ( فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) [email protected]