اعترف ممثلو القوى السياسية المدنية بمحافظة القليوبية بعجزهم عن كسب ثقة الشارع السياسى والاستحواذ على رضا المواطنين وتأييدهم فى ظل تصاعد الغضب الشعبى على جماعة الإخوان ونظام الرئيس محمد مرسي، رئيس الجمهورية. وأكدت القوى المدنية خلال اجتماعها فى مؤتمر جمعية الإعلاميين بالقليوبية، الذى أقيم تحت عنوان "مصر رايحة على فين" أن الشعب تعرض لمشروع الوهم ولخدعة كبرى هى مشروع "النهضة" لافتين إلى أن تحقيق التوافق بين سائر القوى المدنية هو مسئولية النظام الحاكم والحكومة ولكننا أمام حكومة ضعيفة ومعارضة أضعف بسبب الحصار الذى مارسه النظام السابق على القوى السياسية. وأجمعت القوى المدنية على عدم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية قبل وضع الضمانات التى تكفل نزاهتها وشفافيتها فضلا عن إقالة الحكومة الحالية محذرين فى نفس الوقت من تحويل الانتخابات إلى صراع دينى باستخدام الشعارات الدينية. وقال الدكتور محمد عبده، ممثل الحزب الاشتراكي، إن الصدامات التى تلقاها المواطن والناخب المصرى من اختيار تيار الإسلام السياسى فى تجربة الانتخابات الماضية ستساعد فى تغيير اتجاهاته التصويتية فى الانتخابات القادمة. واستنكر عبده، الاتهامات الموجهة للقوى المدنية بحماية العنف واتهم الرئيس وجماعته بتصدير العنف وتوفير غطاء له مستشهدًا بأحداث الاتحادية وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى لافتًا إلى أن المشاركة فى الانتخابات المقبلة بقوانين هزيلة وإجراءات غير منضبطة ستكون دعوة لإضفاء شرعية على النظام الحالى والاعتراف بدستوره المعيب – على حد قوله. وبدوره قال كامل السيد، أمين حزب التجمع بالقليوبية إن النظام الحالى يفتقد الرؤية والبرنامج للتعامل مع مشاكل مصر، مشيرًا إلى أن القوى المدنية عليها العمل بسرعة لاستثمار هبوط أسهم تيار الإسلام السياسى وتدخل فى عدة تحالفات وتنشئ أحزابا جديدة تركز على النقاط المشتركة بين هذه القوى ليكون لها دور فى إحتلال المساحات التى يفقدها التيار الإسلامى فى الشارع السياسى. من ناحيته أكد سامى عبد الوهاب أمين حزب الكرامة بالقليوبية أن الوضع الاقتصادى الذى تعيشه مصر حاليا هو أسوأ وضع شهدته مصر محذرا من خطورة إلغاء حظر الشعارات الدينية فى الانتخابات مشيرًا أنها ستكون الشرارة الأولى لإعطاء لشرعية لظهور الميلشيات وتمزيق الدولة المصرية. فيما كشف بدر شرف الدين، أمين حزب المصريين الأحرار بالقليوبية، أن جبهة الإنقاذ نجحت فى تحقيق تواجد لها على الأرض وكسبت التأييد الدولى والمحلى ولكن ينقصها شىء واحد فقط هو التحرك الشعبى فى الميادين لمواجهة النظام الحاكم الذى انشغل بالسيطرة على مفاصل الدولة. وفى نفس الإطار اتهم محمد فياض، عضو اتحاد كتاب مصر النظام الحاكم بأنه هو المسئول عن العنف من خلال أجندة معدة لذلك تهدف لإلهاء الناس عن عمليات التمكين والأخونة والسيطرة على مفاصل الدولة. اما نبيل منصور عضو حزب التجمع بالمحافظة، فأكد أن قوى التيار الإسلامى لن تجد أرضية التعاطف التى كسبوها فى الانتخابات الماضية، مشيرًا إلى أنه شخصيا يرفض دعوات مقاطعة الانتخابات البرلمانية. فيما أكد محمد العجمى ممثل جمعية أبناء الوطن لحقوق الإنسان، أن تغيير المسار السياسى الحالى أمر هام وخطير وهذا يتطلب العمل على إصدار دستور جديد يؤسس لدولة حديثة ينبثق عنه قانون انتخابات عادل يكفل المساواة بين كل التيارات من خلال منافسة شريفة مطالبا كافة القوى السياسية المدنية فى مصر بالعمل على التنسيق السياسى فيما بينها لموجهة النظام الحالى وطرح مشروعات اقتصادية وسياسية واجتماعية بديلة قابلة للتنفيذ على الأرض . شارك فى المؤتمر ممثلو أحزاب التجمع والمصريين الأحرار والكرامة والناصرى والاشتراكى المصرى وجمعية أبناء الوطن لحقوق الإنسان والائتلاف العربى المستقل .