الطنطنة الفارغة حول وجود 13 ألف كادر إخوانى تم إقحامهم ضمن هيكل الجهاز الإدارى للدولة، لا تعدو أكثر من فزّاعة تم تضخميها بشكل هائل، لتحقيق توازن ردع مع فوبيا الفلول التى نجحت فى الإطاحة بالكثيرين من كوادر وقيادات الوطنى المنحل من المشهد السياسى وأكثر من معترك انتخابى. الأخطر من ذلك، هو تغلغل داء الأخونة داخل مفاصل وهياكل جماعة الإخوان، وهو اتهام أزعم أنه حقيقى، وأننى أمتلك من الأدلة ما يؤكده، لكن مبدأ الثقة المطلقة الذى يعد أحد أركان بيعة الإخوان، يُستخدم على نطاق واسع لتخدير الصف، وحجب الحقائق، ومنح المناصب لأولى القربى، وإسناد أكثر من موقع وملف لشخص واحد، بدعوى أنه "سوبر مان". رؤية وقراءة لمفاصل الجماعة، تكشف لك بشكل واضح، تغول "الأخونة" داخل الجماعة، أو ما يمكن وصفه ب"قوائم المرضى عنهم"، والتى تضم من يجيد السمع والطاعة، دون نقاش أو جدال، وإذا ناقش أو أبدى رأيًا، فيسهل قمعه بالعبارة الشهيرة "إخوانك شايفين كدة"، أو "إخوانك فوق أدرى وأكيد شايفين الصورة بشكل أفضل". القائمة الثانية تضم كوادر " Black list" أو القائمة السوداء، وتضم باللغة العامية "الأخ اللمض"، و"المشاغب"، و"المفكر"، و"اللى مش عاجبه حاجة" بحسب وصف نقباء الأسر، وكذلك من يتجرأ وينتقد قيادات مكتب الإرشاد، التى تسير بمعية لها، وتم تصوير الأمر لأبناء الصف بأنها لا تخطئ ولا تصيب، وإذا أخطأت، يكون التبرير بأن الأمر كان "شورى"، وأن بعد كل محنة منحة. الأرقام تؤكد تفاقم ظاهرة الأخونة داخل الإخوان، 5 مناصب للدكتور محمد الكتاتني، 5 للقيادى محمد طوسون، 3 مواقع للدكتور محمود غزلان، و4 مواقع للمحامى عبد المنعم عبد المقصود، و3 مهام جسيمة للقيادى كارم رضوان، و6 غنائم للمحامى صبحى صالح. سعد عمارة عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان، ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشورى، وحازم فاروق نائب بالبرلمان قبل حله، ونقيب لأطباء الأسنان، وعبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع المنصورة، وعضو مكتب الإرشاد بالجماعة. مختار العشري، رئيس اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة، وعضو مجلس النقابة العامة للمحامين، والدكتور عمرو دراج رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحرية والعدالة، وأمين عام الجمعية التأسيسية، والمهندس أسامة سليمان، عضو مجلس شورى الجماعة، وأمين حزب الحرية والعدالة بالبحيرة، وعضو الهيئة العليا للحزب، وهناك د.عادل عبد المنعم عميد كلية علوم بنى سويف، وعضو الهيئة العليا للحزب. أحمد عارف يعد الوحيد الذى نجا من داء "الأخونة داخل الإخوان"، فقد تقدم باستقالته منذ أسبوعين من منصبه كأمين عام مساعد لمجلس النقابة العامة، بعد تكليفه بمهمة المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين. أما "كوادر البلاك لست"، فتضم بحسب الباحث الإخوانى المحترم رجب الباسل، 4 أصناف من الكوادر إما مُقال أو مُستقيل، والثانى مُسافر أو مُهاجر، والثالث مُجمد أو فى الثلاجة، والرابع يعافر أو لديه أمل فى الإصلاح من الداخل. لا تحدثنى عن أن هذه المناصب مغارم وابتلاءات فقد كانت كذلك قبل الثورة، لكن الآن هى مغانم وألقاب ومكانة اجتماعية ورواتب وبدلات لا يعرف أحد حجمها، ولا توجد أدنى درجات الشفافية فى الإعلان عنها، الأمر الذى يعد لب أزمة "الأخونة داخل الإخوان"، والتى تسببت فى تفاقم أزمة "بطالة الصف"، وتغييب الكثير من الطاقات والكفاءات، وتحجيم نبوغ الموهوبين والمبدعين، لا لشيء سوى لأنهم لا يحظون برضا قيادات تقول "إنها تسير بمعية الله".