أعلن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أمس، أن قضية حوار الأديان ستكون إحدى محاور المؤتمر الدولي الثاني والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المقرر في الثاني والعشرين من فبراير القادم، تحت عنوان: "مقاصد الشريعة وقضايا العصر"، حيث سيتم توجيه الدعوة إلى 200 شخصية عالمية. وقال زقزوق أثناء افتتاحه أمس الدورة التثقيفية للأئمة الرواد بالإسكندرية، إنه اشترط نهاية الصراع العربي الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية حتى يسمح لليهود بالمشاركة في فعاليات المؤتمر الذي يعد من أقدم وأهم المؤتمرات الإسلامية، مشيرا إلى أن مصر ستظل تساند القضية الفلسطينية وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني. لكنه أكد "شرعية" بناء الجدار الفولاذي، بدعوى حماية الحدود المصرية مع قطاع غزة، منتقدا الهجوم الذي تلقاه مصر بسبب بنائها هذا الجدار مضيفا أن مصر لن تقبل أية مزايدات من أي جانب لأنها قدمت الكثير من أجل القضية الفلسطينية كما فقدت مئات الآلاف من أبنائها من أجل حماية فلسطين. يأتي هذا فيما قوبل إعلان الوزير بطرح قضية الحوار بين الأديان على طاولة المناقشات خلال المؤتمر المزمع للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بانتقادات قللت من أهمية المؤتمر وجدواه باعتبار الكلام عن هذا "مضيعة للوقت ولا يقدم أو يؤخر وثبت فشله في ظل استمرار الإساءة للدين الإسلامي وإهانة المسلمين". وقال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لا جدوى من الحوار بين الأديان مع استمرار الإساءة إلى الإسلام والمسلمين في الغرب، دون أن يكون لهذا الأمر أثره في التخفيف من حدة الإساءات. ووصف عاشور الذي سبق له المشاركة في حوارات مماثلة، الحوار بين الأديان بأنه اقرب إلى "حوار الطرشان، وبات "مضيعة للوقت"، وقال إن هذه الحوارات فقدت مصداقيتها في ظل الهجوم الشرس على الإسلام والإساءة إلى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. وقال وكيل الأزهر السابق إن "المسلمين على مر الزمان دعاة حوار وسلام، وليس دعاة حرب أو إرهاب كما يصفونهم في الغرب، كما أن حضارة الإسلام حضارة سلام وليست صراعا مع حضارات الغرب كما يدعي الإعلام الغربي". وشاطره الرأي المفكر الإسلامي الدكتور أحمد عبد الرحمن، أستاذ الفلسفة والأخلاق الإسلامية، قائلا إنه لا جدوى من هذا الحوار للمسلمين، واصفا مؤتمرات حوارات الأديان بأنها "شغل مصاطب" لا طائل من ورائها. ودلل بالهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين في الغرب، وآخرها استفتاء حظر بناء المآذن في سويسرا، وقال إن ما يبتغيه الآخر من وراء مثل هذه الحوارات هو "بتر" الإسلام وجعله دين صلاة وصوم وحج فقط دون أن تطبق الشريعة الإسلامية، فهم يريدون إسلاما منقوصا ولن يتنازلوا عن ذلك. وهاجم الذين يروجون للحوار مع اليهود بزعم أنهم ليسوا صهاينة وليست هناك خصومة معهم، واصفا هؤلاء بأنهم "مخادعون" لأن الخصومة مع اليهود الذين لا يمكن التفاهم معهم، فالتوراة تناقض القران واليهود يشرعون للصهاينة، لكنه أشار إلى أنه يمكن التفاهم مع الصهاينة العلمانيين.