أحلف بسماها وبترابها ،وبشرف الحزب ... ، لا أعرف بدقة ما المقصود بتعبير ( جابت جاز ) هذا الذي وضعته في العنوان . ولكني سمعته مرات من أصدقائنا القاهريين واشتممت منه رائحة معنى ( الإفلاس ) وبلوغ الدرك الأسفل من الضياع . وبهذا الفهم استعملته في هذا العنوان ، الذي خطر ببالي وأنا أتابع في الأسبوع الماضي ثلاثة تصريحات وزارية لاثنين من الوزراء كلاهما ( أستاذ دكتور ) وأقسم بالله العظيم – لا بسماها ولا بترابها – أنني في خلال هذه المتابعة لتلك التصريحات الثلاثة كرهت صفتي الوظيفية الأساسية كأستاذ جامعي ، وتمنيت لو كانت صفتي الثانية ككاتب توفر لي دخلا كافيا للاستقالة حتى لا أرى نفسي ( زميلا ) لهاني هلال ويوسف بطرس غالي ، ففي الأسبوع الماضي نشرت الصحف أن صاحب المعالي [ الأستاذ الدكتور !! ] هاني هلال قال لمن يُمثّل لهم القدوة من أبنائه الطلاب في لقائه بهم ما معناه ( .. اوعوا حد يخوّفكم .. اللي يقول لك : أنت مش عارفني أنا ابن مين ؟ قل له : أنت ابن كلب !!!) ونشرت الصحف حوارا بين صاحب المعالي [ الأستاذ الدكتور ] يوسف بطرس غالي مع بعض الإعلاميين حول الشقق التي قد تُفرض عليها الجباية العقارية وتخلو من حمَّام فقال معاليه ( .. اللي ماعندوش حمَّام يعملها في القصرية ..!!) واكتملت أول أمس حين قال صاحب المعالي [ الأستاذ الدكتور ] يوسف بطرس غالي أمام لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب التي يترأسها ( المهندس – وليس المحاسب – أحمد عز ) أنه سيدفع تعويضات لمتضرري عزبة الهجَّانة لكنه قال ( .. لازم أجيب المالك وأطلّع دين أبوه !!) هذه الدرر التي تتساقط علينا من أفواه أولئك العباقرة ، جعلت بعض الزملاء الكتَّاب يستحضرون حزم الرئيس مبارك يوم أقال اللواء زكي بدر وزير الداخلية حين وصف بعض قادة المعارضة – خصوم الرئيس بلا شك – بأنهم ( ..أوساخ) أو ما شابه ذلك مما نشرته صحيفة الشعب يومها. ولكن الذي غاب عن الزملاء الكتَّاب أن لسان ضابط الشرطة الذي اعتاد لثلاثين عاما التعامل مع المجرمين والمهربين والمسجل خطرهم ، قد يزل ، وقد نجد له عذرا بحكم العادة وطبيعة العمل ، وإن كنا نستنكره بشدة ولا نجيزه بأي حال . لكن... كيف يكون لسان من تربى في سلك الجامعة وانتمى لهيئة تدريسها التي تضم خيرة العلماء؟ وازنوا بين عفة لسان المهندس حسب الله الكفراوي ودماثة خلقه وهو مجرد (خريج) كلية الهندسة التي يمثل د. هاني هلال أحد (أساتذتها ) حاليا !! لتروا الفرق واضحا. وازنوا بين أخلاقيات ولغة وسلوك الأساتذة الدكاترة الوزراء : اسماعيل صبري عبد الله وفؤاد مرسي رحمهما الله وعبد العزيز حجازي ومحيي الدين الغريب أطال الله عمريهما ، من جهة ، وبين الدكتوريوسف بطرس غالي وما تفوه به .من جهة ثانية !! أقسم بالله العظيم ثانية لو كنت عضوا بمجلس الشعب وحضرت الجلسة التي توعد فيها يوسف بأن ( يطلع دين أبو الملاك ) لما فعلت ما فعل منتظر الزيدي ، بل لقدَّمت استقالتي من المجلس فورا مسبَّبة وفي بيان مطوَّل لجميع الصحف . حتى لا أكون جبانا خائنا للقسم الذي أقسمته يوم نلت العضوية . أتمنى من كل عضو بتلك اللجنة أن يتقدم باستقالته إلى رئيس الحزب الوطني وإلى رئيس مجلس الشعب وإلى الصحافة حتى يستعيد احترام أمته له ، أما أن تنتهي المسألة ب( بقين كلام ) واعتذار صيغته ( أن معالي الوزير يأسف لما قوبلت به تصريحاته من "سوء فهم .". !! نجم عن الأسلوب " غير الدقيق" الذي تناول به الإعلام هذه التصريحات ...) فهذه هي الرخاوة المعتادة التي أصبحت غير مقبولة ، بل أصبحت مقززة . - اللي يقول لك : أنت مش عارفني أنا ابن مين ؟ قل له : أنت ابن كلب !! هكذا تحدث وزير التعليم العالي !!: من هو في مقام الأب مع أبنائه .!! هكذا تحدث وزير التعليم العالي !!: من هو في مقام القدوة الحسنة مع أبنائه الذين يُفترض فيهم أن يقتدوا به .!! هكذا تحدث وزير التعليم العالي !! : الذي يجتمع هو ورئيس الجمهورية ويعرض على الرئيس كيف يُدير جامعات مصر التي تنافس جامعات العالم ..!! هكذا تحدث وزير التعليم العالي !!: الذي يدير شؤون البحث العلمي في الدولة ذات السبعة آلاف سنة حقارة !! هكذا تحدث وزير التعليم العالي ! ! الذي يطنطن ليل نهار عن ( الجودة والإتقان ) : اللي يقول لك : أنت مش عارفني أنا ابن مين ؟ قل له : أنت ابن كلب !! شكرا لك يا أستاذنا وقدوتنا ومثلنا الأعلى ، شكرا لك يا من تربط أجورنا ورواتبنا ومكافآتنا وأي تحسين مالي لأوضاعنا ب( الجودة والإتقان )ممثلة في تجسس بعضنا على بعض .. . لن نقول بعد اليوم لأي حد يهددنا ( .. أنت ابن كلب !! ) كما علمتنا ، بل سنقول له (..سامحك الله أيها الجاهل !!) وأما صاحب المعالي [ الأستاذ الدكتور ] يوسف بطرس غالي فقد قال في أسبوع واحد : - اللي ماعندوش حمَّام يعملها في القصرية ..!!) - لازم أجيب المالك وأطلّع دين أبوه !!) نفترض أن دين (أبو) المالك غير دين (أبو) المستأجر فأي الدينين (هتطلع) يا صاحب المعالي؟ أتريدها فتنة طائفية جديدة بعد أن أخمد الله أوا رها بقتل جدك بطرس غالي رئيس وزراء مصر سنة1910 الذي كان أول من ارتبط اسمه ومقتله بالفتنة الطائفية ؟ أم أنك أردت بهذا التصريح العجيب أمام المجلس الموقر أن تحتفل بمرور مائة عام على مصرعه ؟ أيها الشرفاء في مكتب الرئيس مبارك .. إليكم نتوجه بالرجاء أن ترحموا هذا الوطن من هذه الفئات ، فمصر أكبر من كل من ( يتخيل ) أنه صار فوق الوطن ، اطلبوا من الرئيس أن يقف بحزم أمام هذين النموذجين من لغة الحوار بين الحكومة والشعب وأن يتذكر موقفه مع زكي بدر. ===================== دندنة : قال شاعر قديم : لقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها ، وحتى سامها كلُّ مفلس ..!! من أمثال العرب القديمة : إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصارا ========================= [email protected]