إن القلب ليدمى بالمشاهد الفظيعة والجرائم المروعة التى ترتكب فى حق مسلمى بورما هذه الايام تحت سمع وبصر العالم الحر؟!!! وتخاذل مشين للعالم الاسلامى!. لقد عاد اصحوب الاخدود من جديد يحرقون المؤمنين احياء ولكن هذه المرة يوجد فى العالم مليار مسلم ويالا العار لاينتفضون لنصرة اخوتهم والزود عنهم. بل إن كثيرا من المنتسبين الى الاسلام, لايهتم بأمرهم ولاتتحرك حتى مشاعر الالم لما يحدث لهم. إننى بقدر مايعتصرنى من الم شديد لما يحدث لإخوتنا المسلمين الآن فى بورما, فإنى احتسبهم شهداء عند الله بإذنه تعالى, والآخرة خير وأبقى. ولكن بقدر اكبر يسيطر علىَ شعور من الغضب العارم من هذا التخاذل من المسلمين لنصرة المستضعفين من إخوتهم والخوف الشديد من ان يحلُ بنا غضب من الله بسبب هذا التخاذل الذى هو فرض علينا. إننى بقدر مأشعر به من الرعب من هول المشاهد الفظيعة التى تطالعنا بها وسائل الإعلام المختلفة لما يحدث من قتل وحرق ووحشية ضد المسلمين فى بورما, يسيطر علىَ شعور برعب اكبر من ان يحلَ علينا عقاب من الله شديد فى الدنيا او فى الآخرة لتخاذلنا عن نصرة اولائك المستضعفين المضطهدين الذين يسومونهم الكفار اشد انواع العذاب , دون ان نحرك ساكنا او نهبَ لنجدتهم ونصرتهم ورفع الظلم وكل اشكال العذاب عنهم. لقد قابلت اقليات مسلمة كثيرة من مختلف الجنسيات التى لاتتكلم العربية, ووالله وجدت اكثرهم اصدق ايمانا واشد تعلقا وتطبيقا لتعاليم الاسلام اكثر بكثير من غالبية المسلمين فى ارض العروبة . إن الله قد انعم علينا نعما لاتعد ولاتحصى, ولكن حرصت كل تعاليم الاسلام سواءا فى القرآن او توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ان تؤكد على ان المؤمنين فى شتى بقاع الارض هم إخوة وإن فصلت بينهم المسافات, جمع بين ارواحهم الإيمان ووجب علينا ان نشعر بهم ونتألم لألمهم ونفرح لفرحهم, ونعطيهم مما انعم الله علينا وهو حقهم وليس فضلا منا , وننصرهم برفع اى ظلم عليهم ونزود عن انفسهم واعراضهم كأننا تماما نزود عن انفسنا واعراضنا وهذا واجب علينا وليس منة منا. إننى اتوجه الى كل القيادات للدول الاسلامية ومنظمة التعاون للدول الاسلامية بأن يولوا اهتماما خاصا بنصرة الاقليات المسلمة فى كل مكان فى العالم, وأن يعيدوا ترسيخ ثقافة الاخوة الاسلامية وحق المسلم فى اى مكان فى العالم على اخيه المسلم. اننى اتمنى ان يوثِقوا علاقات حقيقية وقوية بين الاقليات المسلمة والدول الاسلامية , ويبذلوا جهودا حقيقية وجدية لحل مشاكلهم ورفع كل اشكال الاضطهاد التى يتعرضون لها, والحمد لله قد انعم علينا بإمكانات هائلة تمكننا من الضغط على الحكومات الاخرى بوسائل مختلفة ومتعددة ليمنحوا الاقليات المسلمة فى بلدانهم كل الحقوق ويرفعوا عنهم كل اشكال الاضطهاد. اننى اتمنى من كل القيادات ومنظمة التعاون للدول الاسلامية بأن تكون ردود افعالهم ضد الدول التى تضطهد الاقلية المسلمة لديها بنفس القدر واكبر من حجم الاضطهاد, ويظهروا للعالم شوكتهم الحقيقية وتكاتفهم العملى لإخوتهم المسلمين فى كل مكان حتى يكف كل معتدى عن اعتدائه, بل يجب ان يرى العالم حقيقة بأسنا فى الزود عن إخوتنا المسلمين فى كل بقاع الارض فيحسبون الف حساب قبل ان يعتدوا على الافلية المسلمة عندهم بأى شكل من انواع الاضطهاد. إن اى عذر سنحاول ان نبرر به تخاذلنا وتقصيرنا فى حق ونصرة اخوتنا الاقليات المسلمين فى شتى بقاع الارض سيكون حتما أقبح من الذنب . وإننى اتضرع الى الله بأن يتولاهم وينصرهم على عدوه وعدوهم إنه نعم المولى ونعم النصير. كما أتضرع الى المولى عز وجل ان يرحمنا ويغفر لنا تقصيرنا ويعنينا على نصرتهم والوفاء بحقهم علينا ويرفع مقته وغضبه عنا. . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]