ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الهدوء يسود العاصمة الكورية الجنوبية سول رغم إعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون حالة الحرب بين الكوريتين وتهديداته المتواصلة ضد الشطر الجنوبي، حيث اعتبره سكان المدينة "سيناريو محفوظ عن ظهر قلب". وأشارت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها على الإلكتروني اليوم /الاثنين/ - إلى أنه من خلال المزاج العام السائد في العاصمة الكورية الجنوبية يستشعر المرء أن الشعب الكوري الجنوبي لم يستوعب بعد أن بلاده في حالة حرب مع جارتها الشمالية المولعة بالقتال. ولفتت إلى وجود مجموعات من السياح والمواطنين يملئون شوارع العاصمة سول، واستمرار حركة البيع بصورة طبيعية، بالإضافة إلى إلى تناول وسائل الإعلام الكورية الجنوبية موضوعات تتعلق بالشأن الداخلي دون التطرق للأوضاع مع الجارة الشمالية. وأضافت الصحيفة "أنه نادرا أن نجد حديثا عن كوريا الشمالية التي وجهت مؤخرا سلسلة من التهديدات اللاذعة ضد الجنوب والولاياتالمتحدة، والتي توجت بإصدار صورة تعد "كوميدية" تصور الزعيم أون وهو جالس مع قادة الجيش ويشير إلى خريطة تضمنت أهداف أمريكية لضربها بسلاح نووي". ونقلت عن مواطن كوري جنوبي قوله "لقد فقد زعيم كوريا الشمالية عقله، فهو رجل يحكم شعبا يتضور جوعا وفقيرا، لذا فهذه التهديدات لا تعدو كونها مخططا يستهدف الحصول على موارد غذائية ومالية، ولكن في حال قامت بيونج يانج بقصف أي من أجزاء بلادنا، كما فعلت في عام 2010، فهذه المرة سنرد بهجوم شامل". وأوضحت الصحيفة إلى ما قاله معظم المحللين "إن النظام الحالي في كوريا الشمالية يعاود انتهاج استراتيجية موثوق في نتائجها، ألا وهى تطويع التهديدات لكسب تنازلات بشأن المساعدات الغذائية الخارجية، ومن ثم تمهيد الطريق أمام معاهدة سلام مع الولاياتالمتحدة". ورأت أن النظام الحاكم بكوريا الشمالية لا يملك من القدرة أو حتى الإرادة السياسية ما يجعله يصدق في تهديداته كونه يعلم جيدا أن أي هجوم يشنه على الولاياتالمتحدة أو قواعدها في الخارج، سيتبعه رد فعل سريع وقوي ضد بلاده، لافتة إلى أن كثير من أبناء الشعب الكوري الجنوبي يتقاسمون هذه الرؤية.