تتوفر منتجات الدواجن وكبد الاوز وديك الحبش المحشي الحلال في محال البقالة المتخصصة في فترة عيد الميلاد، ذلك ان مسلمي فرنسا يحتفلون بالعيد مع افراد العائلة لاضفاء الفرح على قلوب الاطفال ولأن الاسلام يعتبر يسوع المسيح واحدا من الانبياء. تقول فاطمة وهي فرنسية من اصول مغربية فيما تتبضع في محل للبقالة الحلال في بوبينيي، في شمال شرق باريس، "لماذا لا نحتفل بعيد الميلاد؟ لا يقلل ذلك من ايماننا كمسلمين!". وفي سلة التبضع نجد كبد اوز ودجاج حلال، وستشتري للتحلية قالب الحلوى الخاص بالميلاد او "بوش دو نويل". وتروي الشابة التي تفضل عدم الافصاح عن شهرتها انها دعت كل افراد الاسرة الى الغداء الجمعة ظهرا، في حين سبق ان وضعت شجرة العيد في بهو المنزل واشترت الهدايا لاطفالها الثلاثة. وتواصل "نحتفل بعيد الميلاد من اجل ادخال الفرحة الى قلوب الاطفال، لكي لا يشعروا بالاختلاف عندما يتحدث اصدقاؤهم وصديقاتهم عما تلقوه من هدايا بهذه المناسبة". وتلفت فاطمة الى ان القرآن يكرم العذراء ويقر بالحبل بلا دنس ويعتبر يسوع المسيح احد الانبياء، وتضيف "لا اجد بالتالي من الغريب ان يحتفل المسلمون ايضا بميلاد المسيح". ويقول البائع ناصر صدقي ان "الدواجن هي اكثر المنتجات استقطابا للزبائن من بين تلك المخصصة لعيد الميلاد". ويباع كل كيلو بسعر 12,9 يورو ويحمل علامة حلال ذلك انه تم ذبحها تبعا للشريعة، في مسلخ مسلم. في الاجنحة المختلفة، نجد علبة من كبد الاوز الحلال ايضا بسعر 15 يورو، فضلا عن ديك الحبش المحشي وطيور السمن والدجاج الفرعوني. وثمة محال اخرى تبيع الشمبانيا الحلال وهو مشروب فوار من دون كحول يعمل مصنعوه على ان يشبه في الشكل والطعم الشمبانيا التقليدية. وثمة احصاءات في فرنسا تتناول المنتجات الغذائية الحلال خصوصا ان البلد يعد خمسة الى ستة ملايين مسلم. ووفق دراسة انجزتها وكالة "سوليس" المتخصصة في "التسويق الموجه لذوي اصول مهاجرة" قدر حجم هذا السوق بنحو اربعة مليارات يورو في العام 2009 اما نموه السنوي فيقدر ب"15%. وتشير الدراسة ايضا الى ان ما يزيد على 9% من المتحدرين من المغرب العربي. و55% من اولئك المتحدرين من افريقيا جنوب الصحراء يشترون المنتجات الحلال. وقبل ان تقدم خديجة وابنتها نادية طبق الدجاج الحلال ادرجتا على قائمة الطعام المحار والسلمون. وتقول خديجة ان في وسعها شراء هذه المنتجات من اي محل، ذلك ان "كل ما يحويه البحر حلال، كما يقول المثل". ولدت نادية في فرنسا قبل عشرين عاما وهي تظن ان "جيلها يعتبر نفسه معنيا بالميلاد اكثر من جيل والديها". وتضيف "في معظم الاحيان اتولى انا او شقيقتي الاعداد للاحتفال" بالميلاد. وتقول الشابة "لا نخصص للاعياد الاسلامية ما يزيد على ما نخصصه لعيد الميلاد، لم يعد ثمة فرق بين المناسبات، ذلك ان جميعها فرصة لاجتماع العائلة".