غالبًا ما يعتمد الخروج من المأزق أو الأزمة على وجود قائد فعّال يتسم بسمات خاصة تتجمع حوله جهود فريق عمله ليكون محورًا لبلوغ السفينة إلى بر الأمان. وقد ارتبط مفهوم التشاور بوجود ذلك القائد والذي يعني حرصه على السعي إلى تحصيل المعلومات والنصيحة والأخذ بعين الاعتبار مشاعر ومصالح الآخرين والتشاور قبل اتخاذ أي قرار مؤثر مع فريق العمل هي مسألة جوهرية حتى يضمن لقراره أن يصدر فى ظروف أقرب إلى التأكد التام بما يجعل القرار واقعيًا وقابلًا للتنفيذ ومحصنًا ضد المتغيرات غير المتوقعة والتي غالبًا ما تعصف بالقرارات العشوائية غير المدروسة. فالمسألة ليست طلب المباركة والمحاباة بل هي إعادة النظر في الخيارات والبدائل وقد حرص سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله علية وسلم على الشورى والاستفادة بمشورة الصحابة والناس وإشعارهم أن القرار قرارهم وذلك لقول الله سبحانه وتعالى "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". فيجب أيضا مراعاة الظروف البيئية والاجتماعية المرتبطة بصنع القرار ويظهر ذلك بوضوح في قوله صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها فيما رواة البخاري "لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين" فما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القرار إلا أن الناس حديثو عهد بجاهلية وأن الإيمان لم يتمكن من قلوبهم جميعًا لذلك لم يتخذ المصطفى قراره بناءً على الحالة الاجتماعية والظروف المحيطة به. من هنا يأتي دور القائد في التشاور و الاهتمام بالحوار مع الشباب من خلال المشاركة الفعالة الصادقة في صنع القرارات المتعلقة بمشكلات وقضايا المجتمع في هذه المرحلة. ومما لا شك فيه أن الدعوة لمديري مراكز الشباب والسادة العاملين مع الشباب لسرعة الاحتواء وأيضًا التواصل معهم بإيجابية وبالحسنة ومن الحكمة أن تضع كل شيء في نصابة الغضب, الحزم، الشدة، وأيضًا اللين والاحتواء. ولكن عامل الناس كما علمك خاتم المرسلين سيدنا محمد "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به". وهناك قضايا ملحة وهامة مثل (الانتماء– الإنتاج– محمود الأمية... وغيرها) لن يتم التوصل إلى حلول لها إلا بمشاركة الشباب. ونعلم أن استراتيجية وزارة الدولة للشباب تشمل كل هذه القضايا الهامة وغيرها ويجب التفاعل مع السيد الدكتور أسامة ياسين المحب والداعم للشباب من خلال موقعه والذي يعمل جاهدًا على التحرر من أي بيروقراطية. وهى فرصة عظيمة لحل قضايا الوطن والخروج من المأزق الذي تمر به البلاد وذلك بسواعد أبنائه المخلصين لله سبحانه وتعالى ولمصر الغالية.