حاولت جماعة الإخوان المسلمين لملمة شتات شبابها الغاضبين فى محاولة منها لاحتواء غضبتهم جراء ما حدث أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، يوم الجمعة الماضى، والذى ترك صفًا إخوانيًا غاضبًا بشدة مما حدث. وكان اجتماع قد دار فى مقر مكتب الإرشاد بالمقطم نظمته الجماعة لد. محمد بديع المرشد العام مع عدد من طلاب الإخوان الغاضبين الذين طالبوا الجماعة بالتحرك نحو محاصرة مقرات الأحزاب الأخرى. وكانت رسالة المرشد لهم فى هذا الاجتماع أن الجماعة لن ترد الإيذاء بإيذاء مماثل وإنما سوف تتعقب المعتدين على مقر مكتب الإرشاد قانونيًا ولن تترك حقًا من حقوقها ولا حقوق أبنائها، داعيًا إياهم ل"إلجام نزوات الغضب بنظرات العقول" كما يقول الإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة، وهو ما نقله أحد طلاب الإخوان المشاركين فى الاجتماع، حيث قال إن شبابًا كثيرين كانوا يريدون من المرشد منحهم التأشيرة؛ للذهاب لمحاصرة مقرات عدد من الأحزاب، وهو الأمر الذى رفضه المرشد ورفضته قيادات الجماعة ومسئولو القطاعات الإدارية، وأكد أن الجماعة وعدت شبابها بأنها سوف تطارد هؤلاء المجرمين بكل الوسائل القانونية المتاحة. فى حين قال أحمد مصطفى، المتحدث باسم طلاب الإخوان بجامعة القاهرة: "أننا راضون كل الرضا عن الخطوات التى تقوم بها الجماعة ضد هؤلاء الذين اعتدوا على الإخوان أمام المقر العام بالمقطم". وأضاف أن الجماعة تدفع بأكثر من اتجاه الأول هو الاتجاه القانونى، ولابد أن يأتى يوم ونأخذ حقوقنا كاملة عن طريق القضاء، حتى لو ثار لغط كبير حول بقاء النائب العام أو رحيله. وأكد أن هناك مسارات أخرى نعمل عليها منها المسار الإعلامى وكذلك التصعيد السياسى فى الشارع والضغط على هؤلاء. وتابع: "كل الوسائل الإجرائية القانونية سنقوم بها، ولن نكون خارقين للقانون مثلما يفعل هؤلاء فنحن لا ندعو أبدا لدولة يسود فيها حكم الميليشيات وإنما ندعو لدولة يسودها القانون". من جانبه، أكد أحمد محمود، عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، أن غضب شباب الحزب والجماعة مبرر حيث إن ما حدث أمام مقر جماعة الإخوان بالمقطم لم يكن يتصوره أحد، وخرج عن إطار التوقعات. وأضاف أن للشباب كل الحق فى الغضب وفى التعبير عن غضبهم بل ومطالبتهم بالذهاب لمقرات الأحزاب التى شاركت فى جريمة المقطم أو المسمى المعروف عنها موقعة الجبل وحصار مقرات هذه الأحزاب كما فعلت معنا. وأكد محمود أن الحزب متمسك بأقصى درجات ضبط النفس فى تحديد ردة الفعل والتعامل مع حفنة المجرمين الذين اقتحموا مقر الجماعة بالمقطم وقاموا بالاعتداءات المستنكرة التى رآها العالم كله بالمقطم. وتابع محمود أن شباب الجماعة ملتزمون بكل القرارات التى سوف تصدرها الجماعة بهذا الشأن ولن ينفلتوا عنها رغم غضبهم، وهم فى انتظار القرارات الحاسمة التى ستصدرها الجماعة فى هذا الشأن. وقال محمود إن الحزب لم يدع حتى الآن أعضاء الهيئة العليا لاجتماع تباحث أحداث المقطم لبحث الرد، ولكنه فى ذات التوقيت أوضح أن الجماعة والحزب سوف يصعدون بشكل كبير بالشكل القانوني.