قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تحالف الغرب ضد الأسد مليء بالتناقضات، مشيرة إلى أن مأساة سوريا تكمن في اختلال الاستجابة الدولية بقدر ما تكمن في عدم حسم المعارك على الأرض. ورأت الصحيفة -في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الثلاثاء- أن عقدة الأزمة السورية تزداد صعوبة مع مرور الوقت بينما تتراجع احتمالات حلها، قائلة إن الأمور نادرا ما تسير على نحو سلس في الحروب، إلا أن المأساة السورية تكمن في هشاشة الائتلاف الداعم للثوار بقدر ما تكمن في عدم حسم الثوار لمعاركهم السياسية والعسكرية الخاصة. واعتبرت الصحيفة استخدام روسيا والصين حق الاعتراض "الفيتو" بالأمم المتحدة مطلع العام 2011، بمثابة البداية لتشتت الصوت الدولي إزاء سوريا. وقسمت المجتمع الدولي إلى فريقين؛ الأول يضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والسعودية وقطر، فيما يضم الفريق الثاني كلا من روسيا والصين وإيران وغيرهم آخرين. ورأت الصحيفة أن كل فريق منهما يتنافس على محو جهود الآخر على مدار العامين الماضيين منذ ابتداء الثورة بعيدا عن حل الأزمة. ورأت "الجارديان" أن آداء الفريق الأول -الذي يضم قطر والسعودية وتركيا- يوحي بعدم التنسيق والاتفاق على هدف بعينه، على عكس الفريق الثاني الذي يضم إيرانوروسيا. ورصدت الصحيفة فشل كل من فرنسا وبريطانيا في إقناع حلفائهما -ناهيك عن المعارضين- بتخطي مرحلة تزويد المعونات الإنسانية للاجئين وتدريب جنود في الأردن إلى تسليح الجيش السوري الحر. وقالت الصحيفة البريطانية إن التغطية الصحفية لما يحدث على الأرض السورية كشفت عدم التنسيق، مشيرة إلى قيام تركيا ودول الخليج بتدريب وتمويل وتسليح جماعات قتالية هي من وجهة نظر التحالف الفرنسي-بريطاني الجماعات الخطأ. ونوهت الصحيفة عن حالة التردد التي لا تزال تتخذها أمريكا حيال الأزمة، مشيرة إلى فشل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إقناع أوباما بأن إدخال مزيد من الأسلحة إلى سوريا قد ينقذ أرواحا كثيرة مستقبلا. ورجحت الصحيفة أن تحول ظلال الحرب على العراق 2003 التي خيمت على التدخل الغربي في غياب الدعم الشعبي في كل من أوروبا والولاياتالمتحدة دون زيادة على خياري فرض مناطق حظر طيران ومزيد من المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن كلا الأمرين لن يؤدي إلى إحداث تغيير ملموس وعملي على الأرض. واختتمت الصحيفة التعليق بالقول إن مواجهة الخلل الذي يشتمل عليه التحالف الغربي بشأن سوريا يقف على رأس أولويات أية خطة قد تتزعمها كل من فرنسا وبريطانيا، وإلا فالبديل هو مزيد من تعقد الأزمة.