أكد الدكتور محمد محسوب - نائب رئيس حزب الوسط - أن أي شخص كان سيحكم مصر في الفترة الحالية كان سيواجه نفس ما يواجهه الرئيس مرسي، ولكن لم يكن بمقدور الجميع مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية مثلما يواجهها الرئيس مرسي الآن. وقال محسوب في ندوة نظمها طلاب حزب الوسط بجامعة الأزهر، إن حزب الوسط دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح خلال المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية لكن لو عاد التاريخ إلى الوراء مرة أخرى ورأينا المعطيات الحالية لم نكن لنتردد للحظة في انتخاب الرئيس مرسي منذ الجولة الأولى في الانتخابات. وحرص محسوب على التأكيد على الدور التاريخي للأزهر في قيادة الثورات عبر التاريخ المصري، ضاربًا المثل بمواجهة الأزهر للاحتلال الفرنسي، مؤكدًا أن دفاع حزبه عن الأزهر في الجمعية التأسيسية لم يكن دفاعًا عن مؤسسة دينية بل كان دفاعًا عن مؤسسة علمية تحمي الهوية الإسلامية، مشددًا على أن الدين في الخارج تحمل لواءه مؤسسة بينما في مجتمعنا فالدين يحمله كل فرد. وأضاف محسوب أن الكنيسة في أوروبا وقفت لفترة كبيرة أمام تقدم الشعوب الأوروبية، نظرًا لهيمنتها على الأفكار والمعتقدات بطريقة خاطئة لعقود طويلة. وتحدث محسوب عن وقوف النظام الدولي أمام تقدم مصر طيلة القرون الثلاثة الأخيرة، نظرًا لأن خروج مصر من كبوتها يعني نهضة كافة الشعوب العربية والإسلامية وتحرر ما يقارب الثلاثة مليارات إنسان من قيود التبعية والاستعمار، بحسب وصفه. وأكمل محسوب: كُتب على مصر أن تكون دولة رائدة، مدللًا على ذلك بقول رسول الله عن جند مصر بأنهم خير أجناد الأرض، مؤكدًا أن المصريين ليسوا خير جنود الأرض في المعارك والحروب فحسب بل في ميادين العمل والبناء أيضًا. وطالب محسوب طلاب جامعة الأزهر بالحفاظ على مكتسبات الثورة وعدم التفريط فيها أيًا كانت الظروف، مشددًا على أن الثورة المصري لم تنشئ الدولة ولكن حققت حلقتها الأخيرة ألا وهي الحرية، على حد تعبيره. واستنكر محسوب حديث البعض عن مساعدات الخارج لمصر، قائلَا إن هذه المساعدات لا تخرج الدول من كبوتها بل هي مسكنات لتبقي الشعوب مريضة لتستهلك الأدوية، مضيفًا أن الشعب المصري كتب عليه أن يأكل من عمل يده، وأن ينهض بعقله وأن يبني بسواعده. وأعرب محسوب عن أسفه تجاه صور العنف التي ظهرت مؤخرًا في المجتمع المصري، رافضًا ما يردده البعض أن مصر على شفا حرب أهلية وشيكة، مشددًا على أن الشعب المصري شعب سلمي بطبعه، اعتاد على التعايش وقبول الآخر. واختتم محسوب حديثه بالإفصاح عن مبادرة حزب الوسط التي قدمها لرئيس الجمهورية، والتي اقترح فيها الحزب على الرئيس مرسي تشكيل حكومة لإدارة الأزمة، يأتي على رأسها شخصية من خارج ميدان السياسة وتتوافق عليها كافة الأحزاب والقوى السياسية، وهو ما قوبل بالرفض من جانب مؤسسة الرئاسة، نظرًا لرغبة الرئيس في إنجاز ملف الانتخابات التشريعية ليشكل البرلمان حكومته المنتخبة.