وجه معارضون سوريون ينتمون للطائفة العلوية رسالة إلى أبناء طائفتهم يطالبونهم فيها بالانخراط في الثورة؛ باعتبارها "الملاذ الآمن من أي مخاوف يحاول نظام بشار الأسد (العلوي) تصديرها لهم، بشأن مستقبلهم بعد نجاح الثورة". ففي تصريحات لمراسل الأناضول، قال المعارض العلوي، رياض خليل "نريد أن نقول لإخواننا وأقاربنا أن يصطفوا إلى جانب الثورة، فذلك في مصلحتهم؛ لأن هذا النظام سيسقط لا محالة". ومضى قائلا إن "النظام الذي يدعي حماية العلويين، هو أكبر خطر يهددهم". ورأى أن هذا النظام "يحتمي فيهم (العلويين)، ولا يحابيهم، فيعانون مثلما يعاني بقية السوريين، ويذوقون الفقر والقهر مثل الجميع". وقال المعارض السوري العلوي إن رسالته إلى أبناء طائفته "هي أيضا رسالة لبقية أطياف المعارضة السورية"، موضحا "نريد أن نقول لهم أيضا إننا جزء من الثورة، وإنها ليست ملكا لفصيل بعينه". أما الباحث السوري، سقراط البعاج، الذي يعرف نفسه بأنه "نصف علوي"، فيرى أن "أكثر من 90% من العلوييين يؤيدون بشار ليس حبا فيه، ولكن خوفا من الثورة". وهي الحالة التي أرجعها البعاج، في تصريحات للأناضول، إلى "نجاح الآلة الإعلامية التابعة لبشار في التسويق لحادثة مقتل شاب علوي والتمثيل بجثته في بدايات الثورة، لتوصيل رسالة مفادها أن مصير العلويين سيكون هو القتل والتشريد بعد بشار". وقد اجتمعت في العاصمة المصرية القاهرة يومي السبت والأحد الماضيين حوالي 100 شخصية علوية معارضة. وتمخض اجتماعهم، تحت عنوان "ورشة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية"، عن صدور "إعلان القاهرة"، الذي يتألف من 12 بندا، أبرزها دعوة أبناء الطائفة العلوية في جيش النظام السوري إلى الانشقاق عنه والانضمام إلى الثورة، التي اندلعت منذ نحو عامين. وتابع البعاج: "إذا كان الأسد قد نجح في اللعب بعقول البسطاء من العلويين بهذه الحادثة التي لدينا معلومات تفصيلية عن تورطه فيها، فإننا هنا (في القاهرة) لتصحيح المفاهيم، والتأكيد على أبناء الطائفة العلوية ألا يربطوا مصلحتهم بهذا النظام الذي احتمى فيهم ولم يحميهم". وردا على سؤال عما إذا كان اجتماع القاهرة قد أرسل بتطمينات للعلويين في مواجهة محاولات بشار الأسد لتخويفهم، أجاب: "لا تطمينات إلا بانخراط العلويين في الثورة، فهي سبيلهم للحفاظ على مكانتهم وحقوقهم في سوريا المستقبل". بدوره، قال المعارض العلوي السوري فارس الشوفي "نريد من أبناء الطائفة العلوية أن ينأوا بأنفسهم عن هذا النظام ويتحرروا منه". وختم الشوفي تصريحا أدلى به للأناضول بأن "هذا النظام يستخدم العلويين كقاعدة للحرب على بقية الشعب السوري، بينما هم يعانون مثل بقية الشعب".