لا يجادل اثنان أن بلدنا فوق أتون كبير من نار الفوضى والفتن الذى يسعر لها نماذج للأسف مصرية وتنتمى اسمًا لهذا البلد، والحقيقة أنها لا تملك من أمرها شيئًا وولاؤها الفعلى لمموليها، وبالله عليكم هل من عاقل يفسر قول أحدهم وهو الأمريكى المتمصر أنه يرحب بثورة الجياع القادمة والتى يتنبأ بها بسلامته تنفيذا لحلمه الذى يجنى الملايين من داعميه بهدف نشر ثقافة الفوضى، والمضحك المبكى أن يختم مثله لما يكتب بعبارة "والله من وراء القصد"، وأسال الله أن يثيبه بقدر نيته وما يتمناه لبلدنا بغض النظر عما يكتبه. ما يقهر الفؤاد ويدمى القلب هو تفانى البعض منا فى نشر ثقافة العنف والتأصيل لها ما يشعرك بأن هناك بالتأكيد مخططًا لجر بلدنا إلى حرب أهلية وتأملوا ما ينشره أحدهم عبر تغريداته التى تروجها صحافة داعرة من بضعة أيام، كان يرى أن إحراق مقار الإخوان عمل ثورى، وأن إحراق الإخوان أنفسهم هو الثورة، وتستمر تلك الموجات للشحن واللعب على ما يعانيه الكثير من المصريين جراء انفلات أمنى وسيولة أمنية تثير الريب، وجراء تجاهل رئاسى لما يعانيه المصريون من إحباط نتيجة التخبط فى القرارات وعدم التفاعل مع الشعب بالصورة التى يتمناها، كل ذلك جعل الكثير من شعبنا يعانى من الإحباط ما يدفعهم للخروج والتعبير عن هذا الإحباط والغضب فى ظل ما يعيشونه ليل نهار من خلال إعلام على مدار الساعة، ناشرا السواد والفتنة أمام تجاهل رئاسى، وكأنه ليس من حق الشعب أن يعرف ماذا يجرى ببلده، وهذا ما يريده مخططو الفتنة والدم وهم قابعون خلف الأستار يرقصون طربًا للدماء المسالة والأرواح البريئة المهدرة من أبناء مصر ثم تذرف دموع التماسيح ندمًا على الدماء والأرواح مثلما فعل صاحبنا فى تغريداته بعد انتهاء واقعة التعدى الإجرامى والجنائى على مقر أحد الفصائل – جماعة الإخوان - فهذا فعل إجرامى مجرم قانونا، فكيف يتم التعامل معه فى ظل سيولة أمنية لقيادات أمنية مازالت غير مصدقة أنها مدينة بالولاء للإسلاميين الذين طالما تفننوا فى إيذائهم والانتقاص منهم، فما زالوا يتخبطون، وخاصة بعد ما نراه من تداخل الحدود بين ما هو جنائى أو إجرامى، وما هو ثورى فى ظل تدخل قضائى وإعلامى سافر فى شئون السياسة ليس من قبيل النقد، وإنما لهدف واضح للعيان وهو شيطنة الإخوان بداية للوصول إلى شيطنة كل ما هو إسلامى. إن ما حدث أمام مكتب الإرشاد الجمعة من تعدٍ على الممتلكات والأرواح لا يمكن إدراجه إلا تحت بند الاستفزاز الذى يهدف إليه من يضمرون لمصر شرا حتى يخرج شباب الجماعة والإسلاميون عن شعورهم، فيبادلون أولئك دمًا بدم لتسقط البلد فى أتون حرب أهلية يرى بعض قصار القامة والرؤى أنها السبيل الوحيد لاستمرار تواجدهم على الساحة، ولو كان الثمن مصر واستقرارها واستقلالها ومعاناة شعبها واقتصادها الذى يتهاوى دون أن يثير هذا الوضع الاقتصادى السيئ أيًا من أولئك المعترضين حاملى المولوتوف، فالتهمة جاهزة، السبب هم الإخوان أنهم أخونوا كل شىء من الوزارات إلى العواصف الترابية التى ضربت البلد فى نفس يوم الجمعة، أليس منا رجل رشيد. إننا كمصريين جميعًا مطالبون اليوم بالصدق مع أنفسنا إن أردنا الخروج ببلدنا سالما من أتون الفتنة التى تأكل الأخضر واليابس، ولذا نحن جميعًا مطالبون ومسئولون برفع ومواجهة أى غطاء سياسى يتم إسباله على حاملى المولوتوف والبلطجية ومن يلبس منهم مسوح الثوار، لأن ما حدث فى المقطم من عدوان مجنون يجعلنا نتساءل: هل ما حدث هو نخوة لرد كرامة صحفية صفعت؟ وأين كانت تلك الكرامة عندما صفع ناشط الناشطة أسماء محفوظ على وجهها؟ بل أين تلك النخوة عندما حدث أكثر من 25 حالة اغتصاب جماعى بميدان التحرير؟ وهى موثقة لدى جمعيات مناهضة العنف، وكل هذا يؤكد أن الهجوم على مقر المقطم ليس إلا لاستفزاز شباب الجماعة ودفعهم للرد بعنف على ما يتعرضون له من إشعال نار وتخريب، وهذا يفسره قسوة الهجوم سواء بالحجارة أو المولوتوف الذى تورط فيه من ينتسبون إلى النشطاء الثوريين، ووصولا إلى محاصرة المساجد كدعوة المدعو دومة، فهل وصل الأمر لهذا؟ وماذا لو تفاعل شباب الإخوان والقوى الإسلامية مع تلك الغضبة وثأروا لأنفسهم وحاصروا أحزابًا سياسية وأشعلوا فيها النيران؟ هل سيتخذ الأمن نفس الموقف؟ وهل سيقبل المنتسبون إلى تلك الأحزاب هذا السفه؟ أعتقد أن هذا ما كان مخططا له لولا السيطرة على شباب الجماعة، وكبح جماح غضبهم وهو ما يحسب لهم. السيد نقيب الصحفيين، هناك صحفيون أهينوا بأكثر من القلم الذى حدث بالمقطم، فقد ضربوا وأهينوا وقذفوا بالحجارة وأيضا بالمقطم، فهل سنرى غضبة رد الكرامة ستتكرر من طرفكم؟ أم أن تلك الغضبة لها حسابات أيديولوجية وليست أخلاقية خالصة لله؟ سننتظر لنرى ولتتفضل بتقديم نفسك كنقيب لكل الصحفيين تغضب لهم بغض النظر عن انتمائهم إسلامى أو غيره. سيدى الرئيس، لابد أن تتكلم، فالشعب ينتظر على جمر النار، يريد أن يعرف، وخلفك شرعية تدعمك وشعب يقف وراءك، فأرجوك لا تبخل عليه بكلمات تطمئنه على مستقبل بلده، وتكشف له أبعاد المؤامرة التى يتحدث الجميع عنها، وربما يشعر بخيوطها تلتف على رقبة الوطن تخنقه وأنتم تستكثرون طمأنة الشعب. سيدى الرئيس.. كما نحن كشعب مطالب بمقاومة البلطجة وإحياء الحد الفاصل بين الفعل الثورى والفعل الجنائى المتسربل بلباس الثورة، فأيضًا سيدى الرئيس اسمح لى أن أصرخ غضبا، قائلا: "الشعب يريد معرفة المؤامرة وأبعادها والمتورطين فيها". حفظ الله مصر بلدنا من كل سوء يراد بها، ورد كيد المغرضين فى نحورهم .. آمين. تحياتى