لا شك أن العمل من أجل نهضة البلاد واستقرارها هو منطلق العمل السياسي والمجتمعى ,, وقد يرى كل فريق أو حزب مصلحة البلاد بمنظور مختلف عن رؤية الفرق الأخرى مما يدفعه لإثبات وجهة نظره وأحقيته بقيادة البلاد لتنفيذ مشروعه عبر منافسة شريفة ومشروعة ......... هذا هو مفهوم المنافسة السياسة فى أى ديموقراطية مستقرة. أما ما تقوم به بعض القوى السياسية فى مصر الآن فحقا كما قال الدكتور محمد الصغير أثناء الجلسة الختامية لمناقشة مشروع قانون الصكوك بمجلس الشورى (( إن ما تقوم به بعض القوى السياسية ما هو إلا شغب سياسي ومغازلة لوسائل الإعلام من أجل الإنتخابات القادمة )) أعلم أن المنافسة تقتضى مشروعا بمشروع ورأيا برأى وحركة فى الشارع تقابلها حركة أخرى ,, أما أن يقف بعض الأعضاء ( وللأسف ممن ينتمون إلى أحزاب إسلامية ) فى كل صغيرة وكبيرة معترضين من أجل الإعتراض بصوت حنجوري مستهجن ووجه عابس غضب وحركة غليان غريبة ,, تدل على ضيق شديد ( إن أحسنت الظن ) وتستمر حركة الإعتراض المشبوهة حتى تصل إلى محاولة تعطيل بعض المشروعات التى من شأنها أن تنهض بالبلاد وترفع عن كاهل المواطن المطحون بعض الأعباء والأثقال مثل مشروع الصكوك ,, ولكن ترتفع معها شعبية الرئيس وحزب الحرية والعدالة بما يحقق لهم أغلبية مريحة فى البرلمان القادم .. وهذا ما تخشاه (للأسف ) تلك القوى .. وهذا هو الحد الفاصل الذى يميز بين المنافسة المشروعة و الشغب السياسي . أتفهم تماما أن تصدر تلك التصرفات الصبيانية (على أقل تقدير ) من بعض القوى الليبرالية والعلمانية واليسارية التى امتزجت وتعاونت مع فلول الحزب الوطنى البائد من أجل إفشال السيد الرئيس ومشروعه , وتفريغ ثورة 25 يناير من مضمونها بما يحفظ لهم أموالهم الحرام ويعيد إليهم سلطتهم ,, ففى زوال حكم المصلحين من الإخوان أو غيرهم مصلحة لكل أقطاب الثورة المضادة . ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أشيد بالدور الرائع الوطنى المخلص المتجرد الذى تقوم به الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية بما يحمل من رؤية واضحة وعمق فى المنهج والتصور وتجرد فى المنطلق والمسير واختيار موفق للأدوات وعمل مضبوط وتام ومثل فى إنكار الذات ,,, وكذا حزبى الحضارة والوسط .. ولا نعدم الخير ,, سالكين ذات الطريق المحترم الذى سلكه ويسلكه حزب الحرية والعدالة المؤتمن , والذي يضرب بأفكاره ورجاله وتصرفاته وديموقراطيته وتجرده وترسيخه لمدنية ودستورية الدولة , أفضل المثل للحكم ,, مسطرا بمداد التضحية والعمل تاريخا مشرفا . أتمنى على تلك القوى التى تعانى من اضطراب فى التوجه وضبابية فى الرؤية وباراجماتية غير منضبطة وعدم انتقاء للأدوات وسوء اختيار وتهذيب للرجال وبدائية سياسية ,,, أتمنى عليهم الهدوء والتوقف لمراجعة الذات وتنقية الصف والإعداد الجيد والصبر وعدم التعجل وإحسان الظن بالآخرين ومراجعة فقه الإختلاف وفقه الأولويات وتدريب الكوادر بعد تربيتهم تربية شرعية سياسية منضبطة وهيكلة الحركة وضبطها . والنظر تحت الأقدام لمعرفة أين يقفون ؟ولمصلحة من تصب مواقفهم ومبادراتهم وتصريحاتهم ومعارضتهم ؟ وليعلم الجميع أن نجاح تجربة الحرية والعدالة نجاح لكل التيار الإسلامى , وخير لمصر وللعالم الإسلامى بل وللعالم أجمع ,, وأن فشل الحزب وهذا لن يكون بأمر الله فشل لكل التيار الإسلامى , ومفسدة للجميع . عَنْ أَبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُم عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقوَى هَهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِه ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وعِرْضُه) . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]