سلاسل بشرية بالسويس.. وقطع خطوط المياه بمطروح.. ومياه ملوثة بالشرقيةوالمنيا عادت أزمة المياه لتلقى بظلالها على مشهد الحياة المصرية من جديد لتضيف إلى أعباء المصريين عبئًا جديدًا بجوار ارتفاع الأسعار وأزمات مواد الطاقة ممثلة فى السولار والبنزين والكهرباء وقبلها الغاز مع تزايد الغضب الشعبى إزاء كيفية إدارة الحكومة للأزمة مع مطالبات بتوفير مياه الشرب النظيفة وتوفير مياه الرى اللازمة للزراعات ومنع خصخصة مرفق المياه. ففى السويس نظم العشرات من تكتل شباب السويس ولجنة الدفاع عن الحق فى مياه الشرب وعمال مرافق القناة وقفة احتجاجية من سلاسل بشرية فى ميدان الأربعين مساء الأربعاء وذلك احتجاجًا على عزم الحكومة فى خصخصة مرفق مياه الشرب بالسويس. وأكد المحتجون أن نظام الرئيس مرسى لا يفرق فى شيء عن نظام مبارك فالأول يسير على خطى ونهج الثانى فى خصخصة مياه الشرب بمدن القناة وبإنشاء شركة قابضة لمياه الشرب تعمل على نقل قطاع مياه الشرب من مديرية الإسكان إلى الشركة القابضة تمهيدًا لنقل قطاع مياه الشرب بهيئة قناة السويس. وحذر المحتجون من خطورة وصول قطار الخصخصة المرفوض إلى مدن المقاومة التى يحاول نظام مرسى تركيعها كما حملوا لافتات كتب عليها "لا لخصخصة مياه الشرب" و"لا لنقل ملكية مرفق المياه" و"لا لتشريد العمال". وفى مطروح علق أهالى الضبعة اعتصامهم وإعادة فتح خط المياه الرئيسى المغذى لمحافظة مطروح بعد إغلاقه بمحطة مياه الضبعة مساء أمس اعتراضًا على سياسة اللواء شريف فارس رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح ورفضه الموافقة على توصيل المياه لعدد من المواطنين بالضبعة وتعنته فى الاستجابة لعدد من مطالب أهالى الضبعة، والمطالبة برحيله. وأكد أهالى الضبعة أن مشكلتهم مع رئيس مجلس إدارة مياه الشرب بمطروح معتذرين عن قطع المياه عن أهالى مطروح تحت شعار "عذراً أهالى مطروح مشكلتنا مع اللواء شريف"، مؤكدين أن قطعهم للمياه ليس له صلة بالقبض على أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية السابق. وأدى قطع المياه عن مطروح إلى تفاقم أزمة نقص المياه المتلاحقة على المحافظة وسط حالة من الاستياء بين أهالى مرسى مطروح، خاصة بعد تواصل انقطاع المياه التام عن مدينة مرسى مطروح منذ نهاية الأسبوع الماضى بسبب احتجاج عدد من أهالى العلمين. وأكد الشيخ أبو بكر الجرارى، أحد أئمة الدعوة السلفية بمطروح، أن هناك عددًا من الأسباب المتراكمة والمطالب المشروعة لأهالى الضبعة وتعنت اللواء شريف فارس فى الموافقة عليها. وطالب الجرارى بحل مشكلة المياه فى مطروح جذريًا من خلال استئناف مشروع ترعة الشيخ زايد، والتى توقفت عملية حفرها بالقرب من قرية رأس الحكمة ولم تجرِ فيها نقطة مياه واحدة. فى حين أكد، مصدر بشركة مياه مطروح، أن هناك عددًا من المطالب غير شرعية لعدد من أهالى الضبعة، حيث إنهم يريدون التصريح لهم بعمل وصلات من خط مياه الشرب لرى المزارع فى الوقت الذى تعانى فيه المحافظة من نقص فى مياه الشرب . وفى الشرقية تعانى العديد من القرى والعزب بمحافظة الشرقية خاصة فى شمال المحافظة من مشاكل انقطاع مياه الشرب والطرق والمواصلات ومياه الرى والصرف الصحى. وقال بشير محمود من قرية "المتيني" انقطاع مياه الشرب المستمر يدفع الأهالى إلى تسول المياه من القرى المجاورة أو شرائها من الجرارات التى تنقلها داخل فناطيس أكلها الصدأ فضلا عن أنها مجهولة المصدر هذا بالإضافة إلى مشكلة الصرف الصحى فالمنازل تعتمد فى الصرف على الطرنشات مما أدى لارتفاع منسوب المياه الجوفية وإصابة المنازل. وأضاف أحمد شحاتة من قرية "أبو عثمان" أن مياه الشرب فى حاله انقطاع مستمر والعزب التى تتبعنا وحاولنا أكثر من مرة حل المشكلة مع المسئولين لكن لم يتلفت ألينا أحد. أما عبد الله محمد من قرية منشأة رضوان لفت إلى أن مياه الرى أم المشاكل فلا نجدها خاصة فى فصل الصيف، مما يؤدى إلى هلاك الزراعات بعد موتها من العطش ونضطر إلى الرى بمياه الصرف الزراعى أو الصحى رغم ما تشكله هذه المياه من خطورة على الزراعات وصحتنا لاختلاطنا بها. وفى نفس السياق، أكد محمد شوقى من قرية "المشاعلة" أنهم محرمون من مياه الشرب ويقومون بشراء المياه مما يثقل كاهلهم ويشاركه فوزى طه من نفس القرية قائلا: "مياه الشرب دائما مقطوعة وسبق أن نظمنا عدة وقفات احتجاجية وقطع طرق فى محاولة لإجبار المسئولين ولفت انتباههم إلا أنهم تجاهلونا ومازلت الأزمة قائمه مما أدى لانتشار الأمراض بين الأهالى لقيامهم بشرب المياه الملوثة. وأضاف محمد النشاوى من قرية النشاوية أن عدم توافر مياه الرى بصفة مستمرة يهدد ببوار مئات الأفدنة من الأراضى الزراعية، كما أكد أهالى قرى بحر البقر أن حال الكهرباء لا يسر عدو ولا حبيب حيث إنها فى حالة انقطاع دائم ويضطرون إلى اشتعال لمبات الجاز والشموع ليلا مما يخيم الظلام ويعيشون فى رعب ولا يرون طعم النوم لحماية أولادهم وممتلكاتهم، خاصة فى ظل الأوضاع السيئة التى تعيشها البلاد، وأجمع العديد من أهالى قرى مركز الحسينية أن انعدام مياه الرى يدفعهم إلى استخدام مياه بحر البقر فى رى الزراعات رغم أنها كارثة كبرى ولكن ما باليد حيلة كما أنهم يضطرون إلى ركوب سيارات نصف نقل مخصصة للمواشى لعدم وجود بديل وهذه السيارات يقودها صبية صغار السن ممن لا يحملون رخص قيادة مما يجعل حياتهم عرضة للخطر. وفى المنيا ساد الاستياء بين أهالى قرية المحرص التابعة لمركز ملوى جنوبالمنيا, بسبب سوء مياه الشرب حيث أكد الأهالى أن مياه الشرب تهدد أهالى القرية بمرض الفشل الكلوى. وأضاف الأهالى أن القرية تعانى الإهمال والتهميش منذ العصر البائد, فلا توجد وحدات معالجة لمياه الشرب, مما يعرضهم وأبناءهم للوقوع فريسة لمرض الفشل الكلوى, وأشاروا إلى أن هذه المشكلة متراكمة منذ سنوات طويلة, رغم تقديمهم العديد من الشكاوى للمسئولين لكن دون جدوى. طالب الأهالى المسئولين وعلى رأسهم الدكتور مصطفى كامل عيسى محافظ المنيا التدخل لحل الأزمة, وتوفير أبسط حقوقهم, فى كوب ماء نظيف.