قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم /الأربعاء/ إن أهم درس مستفاد من الغزو الأمريكي للعراق ينبغي على الساسة الأمريكيين تعلمه يتمثل في ضرورة عدم شن حرب من منطلق دافع مشكوك في صحته. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني بمناسبة مرور عشرة أعوام على غزو العراق - أن المجتمع الدولي تأكد فيما بعد أن العراق لم يكن يطور أسلحة دمار شامل وأن الرئيس السابق صدام حسين لم يكن يتعاون مع تنظيم القاعدة. ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل أشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة لم يأتي إلى العراق إلا عقب الغزو الأمريكي الذي تسبب في زعزعة أمن العراق وأمد الجماعات الإرهابية بقاعدة جديدة تستخدم من خلالها مبررات قوية للاستقطاب ولشن الهجمات. وقالت الصحيفة :"إن غزو العراق وما صاحبه من نتائج مريرة ينبغي أن يذكر السياسيين عبر الأجيال بالتكلفة الباهظة وبالتداعيات غير المتوقعه لهذه الحرب، كما يتعين عليهم التشكك دوما في مفهوم الحرب الوقائية". واعتبرت أن تردد الإدارة الأمريكية في إرسال قوات للتدخل في سوريا أو ليبيا، وتفضيل منح أشكال مختلفة من الدعم العسكري والسياسي، يعطي بعض الأمل في أن الولاياتالمتحدة باتت تفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار بشن حرب غير ضرورية. وأشارت الصحيفة إلى أن ثاني أهم درس يوجه إلى الجيش الأمريكي، الذي خرج مفتخرا بنفسه عقب كارثة فيتنام وانتصاره في الحرب الباردة لكنه أثبت أنه غير مهيئ بشكل جيد لحروب هذا القرن. واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بذكر أنه لا توجد قائمة محددة تتضمن مكاسب الحرب على العراق إذا ما عقدت مقارنة مع خسائرها التي قدرت بمليارات الدولارات وحصدت أرواح الاف البشر، ودعت الجيش الأمريكي إلى عدم الاستعداد لكافة الحروب الممكنة أكثر من تلك التي يرغب في خوضها.