هو انفعال مكدر ينتج حالة من الامتعاض والضيق والرغبة الجامحة في ازالة مصدر الخوف إذا كان ممكناً أو يعد الجسم فسيولوجياً للهروب إذا كان غير ممكن . والمخاوف من كل نوع – سواء كانت واقعية أو غير واقعية – تؤدي إلي أفكار سلبية وتحدث مفعولاً في الانسان مدمراً علي وجه العموم . والخوف يحدث علي الدوام تأثيراً باعثاً للشلل إلي أقصي الحدود , لأنه يسد طريق انسياب الطاقة في الانسان , وليفكر المرء في الأرنب الصغير وهو مشلول غير قادر علي الحركة أمام الافعي وذلك من شدة الخوف فسرعان ما تلدغه و تبتلعه . وتثبت الدراسات العلمية أن 7% فقط من مخاوفنا المتنوعة هو ما يحدث . وفي الحقيقة أن بداخلنا مصنعين كبيرين للخوف هما " الهو " أو المكون الغريزى الحيوانى في نظرية التحليل النفسي عن الشخصية وكذلك " الضمير "أو الأنا الأعلي في نفس النظرية . وياللحظ التعس إذا وقع الإنسان فريسة أحدهما أو كلاهما فيعيش في عالم متوهم من المخاوف المؤلمة أحياناً أو المدمرة القاتلة أحياناً أخري . فهاهو مريض الوسواس القهري الذي يخشي أن تنطلق رغباته الغريزية المكبوتة في "الهو" علي مستوي اللاوعي فيقوم فعلاً بغسل يديه باستمرار وبشكل متتالي والاستحمام كثيراً كمحاولة ( لاوعيه ) من الضمير لتنظيف النفس وتطهيرها من احتمال انفلات الغرائز الكامنة ولكن الشخص لا يعلم عن هذا شيئاً.. فهو يجد نفسه مقهوراً مجبراً علي فعل الغسيل أو التطهير إن جاز التعبير ! وفي الحقيقة أيضاً هناك خوف يصنعه المجتمع نفسه من خلال فشل القيادات فى توفير مستوي معيشي آمن يجعل الإنسان آمناً علي نفسه وعلي قوته وقوت أبنائه مما يجعله فريسة القلق والخوف من المستقبل فيندفع في التفكير المفرط فيما سوف يحدث له ولأبنائه في المستقبل وبخاصة إذا كان شخص ليس له دخل ثابت فهو يكاد يموت كمداً من الخوف مما سيأتي المستقبل به . وأحياناً يخشي العجز ومما يترتب عليه من ضياع – كما يتصور - له ولأبنائه. وهناك الخوف من الجن والعفاريت وهو في الحقيقة خوف من انطلاق المكبوت في أعماق الذات هناك في الظلمات العميقة للنفس فتسقط الخوف علي الواقع فنخاف من الظلام والأماكن المنعزلة . والغريب أن الدراسات النفسية اكتشفت شيئاً غريباً أن ما نخاف منه غالباً ما يحدث إذا كان لدينا اعتقاد راسخ بهذا الخوف فإنه 99%سوف يحدث ؛ ليس لأننا متنبئين جيدين ومكشوف عنا الحجاب لكن لأننا لا نري إلا ما نعتقده وهذه نظرية في علم النفس مؤداها أنك إذا آمنت بشيء عن نفسك تمام الإيمان فإنه غالباً ما تسير الأمور في اتجاه اعتقادك . فإذا خفت من العجزوالاخفاق في عمل معين وشعرت بعدم التمكن من القيام بهذا العمل فإنه يحدث لك ما يسمي التنويم المغناطيسي الذاتي أو الإيحاء الذاتي فتتحجم امكاناتك وقدراتك ويعجز أحياناً تفكيرك لتأكيد فكرة عدم القدرة وفي النهاية تدخل في حلقة شيطانية من الاعتقاد وبالعجز وضعف القدرة مما يؤدي بالفعل إلي العجز وضعف القدرة . *مدير مركز عطاء للتنمية البشرية والتدريب [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]