البورصة المصرية تحقق مكاسب بقيمة 46.3 مليار جنيه خلال أسبوع    محافظ كفر الشيخ ووزراء الزراعة الأفارقة يتفقدون المزرعة البحثية للأرز    جهاز تنمية المشروعات ينظم معسكر للابتكار ضمن معرض «تراثنا 2025»    السيسي: نتطلع حضور «ترامب» إحتفالية توقيع إتفاق وقف الحرب في غزة    متحدث فتح: مصر والجهود الدولية أنقذت غزة من مشروع التهجير.. ونتنياهو أخفق في إفشال الصفقة    المتحدة للرياضة تكشف عن مشاركة أحمد سعد وحمادة هلال في احتفالية صعود منتخب مصر لكأس العالم 2026    مجانا ودون اشتراك.. شاهد مباراة الجزائر والصومال اليوم دون تقطيع بث مباشر - تصفيات كأس العالم 2026    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 4 مليون جنيه خلال 24 ساعة    فيلم "هيبتا: المناظرة الأخيرة" يحقق أنطلاقة قوية ويتصدر شباك التذاكر في أول أيام عرضه    سمير عمر: الشرط الحاكم لالتزام نتنياهو باتفاق شرم الشيخ ضغط ترامب على حكومته    «بيت الزكاة والصدقات»يثمّن جهود الوساطة المصرية التاريخية "لوقف إطلاق النار والإبادة في غزة"    تقدم 341 مرشحا على النظام الفردي في اليوم الثاني لتلقي طلبات الترشح بانتخابات مجلس النواب    نائب وزير الصحة يمثل مصر في الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة بعمّان    تأثير اللولب على العلاقة الزوجية وطرق التغلب على ذلك    ياسين محمد: فخور وسعيد بذهبية بطولة العالم للسباحة بالزعانف    جلسة منتظرة بين مسؤولي الزمالك وفيريرا ..تعرف على الأسباب    هدوء بلجان تلقي طلبات الترشح للنواب بالشرقية    أوبو A6 Pro 5G.. أداء خارق وتقنيات متطورة بسعر يناسب الجميع!    جامعة قناة السويس ضمن تصنيف التايمز البريطاني لعام 2026    وزير خارجية لبنان يطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها    المركز القومي للسينما يشارك نقابة الصحفيين في الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر    «الجمهور ممكن يحب الشخصية».. سليم الترك يكشف عن تفاصيل دوره في لينك    الاحتلال الإسرائيلي يطلق قنابل غاز مسيل للدموع وسط الخليل بعد إجبار المحلات على الإغلاق    إطلاق اسم الدكتور أحمد عمر هاشم على مسجد وطريق رئيسي بالشرقية    إعلان عمان: ندين ما خلفه الاحتلال من أزمة صحية كارثية بقطاع غزة    بتكليف من السيسي.. وزير الصحة يزور الكابتن حسن شحاتة للاطمئنان على حالته الصحية    أطعمة تضر أكثر مما تنفع.. احذر القهوة والحمضيات على معدة فارغة    نادي جامعة حلوان يهنئ منتخب مصر بالتأهل التاريخي لكأس العالم 2026    رومانو: برشلونة يجدد عقد دي يونج    سحب فيلم المشروع x من دور العرض السينمائي.. لهذا السبب    عزيز الشافعي: شكرا لكل من ساهم في وقف هذه الحرب الظالمة    بالأسماء تعرف علي أوائل الدورات التدريبية عن العام 2024 / 2025 بمحافظة الجيزة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 9 اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    التضامن: مكافحة عمل الأطفال مسؤولية مجتمعية تتكامل فيها الجهود لحماية مستقبل الأجيال    استبعاد معلمة ومدير مدرسة بطوخ عقب تعديهما على تلميذ داخل الفصل    «المصري اليوم» تُحلل خارطة المقبولين في كلية الشرطة خلال خمس سنوات    هل أمم أفريقيا 2025 نهاية مشوار حسام حسن مع منتخب مصر؟ رد حاسم من هاني أبوريدة    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 134 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    بعد معاينة الطب الشرعي.. جهات التحقيق تصرح بدفن طفل فرشوط بقنا    قسطنطين كڤافيس وشقيقه كيف يُصنع الشاعر؟    حبس المتهمين بقتل بلوجر المطرية    إطلاق قافلة زاد العزةال 47 من مصر إلى غزة بحمولة 3450 طن مساعدات    زيلينسكى يتهم روسيا بمحاولة زرع الفوضى فى أوكرانيا بقصف منشآت الطاقة    إصابة 12 شخصا فى حادث انقلاب سيارة بطريق العلاقى بأسوان    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    انتخابات النواب: 73 مرشحًا في الجيزة بينهم 5 سيدات مستقلات حتى الآن    بسبب تراجع الطلب وعزوف المواطنين عن الشراء… فوضى وارتباك فى السوق العقارى    محمود مسلم: السيسي يستحق التقدير والمفاوض المصري الأقدر على الحوار مع الفلسطينيين والإسرائيليين    التقييمات الأسبوعية للطلاب فى صفوف النقل عبر هذا الرابط    9 أكتوبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية    صبحي: لسنا راضين عما حدث بمونديال الشباب وسيتم تغيير الجهاز الفني    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستهل مشاركتها بالنسخة الثانية من منتدى «البوابة العالمية 2025» ببروكسل بلقاء مديرة الشئون المالية والاقتصادية بالمفوضية الأوروبية    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    سما المصري توجه رسالة ل المستشار مرتضى منصور: «ربنا يقومه بالسلامة بحق صلحه معايا»    عاجل - بالصور.. شاهد الوفود الدولية في شرم الشيخ لمفاوضات غزة وسط تفاؤل بخطوة أولى للسلام    من أدعية الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الزراعة فى حوار شامل وصريح مع "المصريون"
نشر في المصريون يوم 16 - 03 - 2013

د.صلاح عبد المؤمن: نستطيع زراعة ما يكفى كل احتياجاتنا من القمح لكن المشكلة فى التخزين
لا يوجد بمصر صوامع تستوعب احتياجاتنا الغذائية أكثر من 3 شهور
كل الأراضى التى استولى عليها أصحاب الحظوة فى العهد السابق قيد التحقيق
هناك أسباب كثيرة وراء تدهور القطن منها تدهور صناعة الغزل والنسيج فى مصر
إنتاجية الفدان الآن زادت أكثر من ثلاثة أضعاف مثيلاتها سابقًا
ننتج 70% من احتياجاتنا من اللحوم، لكن مصر ليست بلد مراعٍ
وزارة الزراعة نالها نصيب الأسد من الفساد الذى استشرى فى كل أوصال الدولة خلال العهد البائد، ووزارة الزراعة هى المعون الذى يمد الشعب كله بما يحتاج من طعام، ولذلك فهى تمثل موقعا خطيرا وهاما فى البنيان الاقتصادى للدولة، فهى الوزارة التى إن صحت ونجحت لأغنت البلاد ذل السؤال والاستدانة، لأنها المسئولة عن رغيف العيش وطبق الأرز، هى التى لو حققت الاكتفاء الذاتى لحاجات الشعب الأساسية تحقق استقلال القرار السياسى.
لإدراكنا أهمية هذا الدور لوزارة الزراعة، قصدنا باب وزيرها الحالى، الدكتور صلاح عبدالمؤمن للحصول منه على إجابات كل الأسئلة التى تثار بشأن "الأمن الغذائى" للمواطن المصرى كهدف استراتيجى أهم من توفير الأمن العسكرى
وإلى نص هذا الحوار:
قديما قال أفلاطون إن طبقة الزراع هى الطبقة الوحيدة المنتجة فى المجتمع، لأن الصناع يحولون المواد من صورة لأخرى.. وزارة الزراعة هى المسئول عن إطعام الشعب، لأن الطعام يعنى أولاً رغيف الخبز، فلماذا لم نحقق الاكتفاء الذاتى من القمح حتى الآن فنستورد أكثر من نصف احتياجاتنا منه؟
نحن عندنا نصف الاكتفاء وأزيد، ننتج من القمح أكثر من 60% من احتياجاتنا، ولابد من التفرقة بين أمرين، بين ما ينتج من القمح وما يتم الاستفادة منه، نحن ننتج من القمح ما لا يقل عن 9 ملايين طن، لأن المساحة زادت ربع مليون فدان، وزيادة المساحة المزروعة بالقمح سببه أننا رفعنا السعر مبكرا قبل الزراعة، وده سعر مغرى، وهذا أدى إلى زيادة المساحة المزروعة بالقمح، الشىء الآخر مع زيادة المساحة أن لدينا أصنافا عالية الجودة، استخدمنا تقاوى عالية الإنتاجية، ولدينا ما يقرب من 17 صنفا عالية الإنتاجية يجوز زراعتها فى كافة محافظات مصر المختلفة، منها ما هو قمح الخبز ومنها ما هو قمح المكرونة، لكن فى سبيل تضييق الفجوة بين ما ننتجه وما نستورده يجب أن نتعامل مع القمح كمنظومة، بمعنى أن القمح من أول إنتاجه إلى آخر استخداماته له احتياجات، أنا أعانى من عدم وجود مساحات كافية لتخزين إنتاج القمح المحلى، الصوامع المعدة للتخزين لا تكفى، ونتعاون مع وزارة التموين فى هذا الأمر لأنها الجهة المسئولة عن حفظ القمح، لدينا بنك التنمية والائتمان الزراعى ولديه مجموعة من الشون حوالى 300 شونة، ونعمل على توفير المزيد.
لماذا لا نفتح الباب أمام القطاع الخاص لإنشاء الصوامع كنشاط استثمارى؟
إنشاء الصوامع لتخزين القمح أمر مكلف، وستكون فقط لتخزين القمح، وبالتالى غير مجدية للقطاع الخاص، بمعنى أنه مشروع غير مربح ورأس المال يبحث عن الربح فى المقام الأول.
عدم وجود صوامع كافية مسألة خطيرة أراها قضية أمن قومي، كيف لا يكون عندى صوامع لتحزين غذائى كدولة أكثر من 3 أو 4 شهور؟ هذه كارثة.. هل تتفق معى فى ذلك؟
مسألة 3 شهور ليست هى القضية، لأن الأخطر من ذلك أنه لا يوجد عندك مكان تخزن فيه الحبوب التى تنتجها، أكثر سعة تخزينية كانت السنة اللى الماضية حيث وصلت 3.8 مليون طن، وإنتاجنا وصل ما يقرب من 9 ملايين طن، إذن هناك هدر كتير يذهب لأماكن أخرى.. للمخابز الخاصة أو محلات الحلويات ومصانع الأعلاف.
ما يقال على القمح يقال على الأرز، فهى من المحاصيل الهامة..
نحن نزرع من الأرز ما يكفى احتياجاتنا، لكن مشكلته أنه يستهلك ماء كثيرا، ومركز البحوث الزراعية ينتج أنواعا وأصنافا من التقاوى لا تستهلك مياها كثيرا، بل نفس كمية المياه التى يحتاجها أى محصول، وجارٍ تسجيل صنفين توصل إليهم علماء مركز البحوث من تلك الأنواع التى تتحمل العطش.
لكن لماذا ارتفعت أسعار الأرز أمام المستهلك؟
سبب ذلك فتح باب التصدير أمام المنتج المحلى، لكن هناك اتجاه لفرض رسوم عالية على التصدير استفيد منها فى استيراد كميات أخرى، حيث إن ما نحصله من رسوم على تصدير مليون طن، يغطى تكاليف استيراد ثلاثة ملايين طن.
الرقعة الزراعية هى المعون الذى نأكل منه، وهى فى تآكل وتناقص مستمر فى ظل الاعتداءات المستمرة عليها.. ماذا تفعلون لأجل الحفاظ عليها؟
عندنا ما يزيد عن 6 ملايين فدان فى الدلتا والوادى (الأراضى القديمة)، وعندنا ما يقرب من 2 مليون فدان أراض جديدة، والمساحة المحصولية تصل إلى 15 أو 16 مليون فدان، بداية من 25 يناير 2011 حتى الآن فقدنا ما يزيد عن 27 ألف فدان من أخصب أراضى الدلتا والوادي، لكن ما فقدناه قبل الثورة وعلى مدى عدة عقود من هذه الأراضى أضعاف أضعاف هذا الرقم، ولوقف هذه التعديات أصبحنا نتصدى بكل حزم لها، ويتعاون معنا الداخلية والمحليات.
الرقعة الزراعية فى مصر حوالى 6 ملايين فدان، وهذا الرقم ثابت منذ أكثر من 60 سنة، أين مجهودات الوزارة فى زيادة الرقعة الزراعية التى هى المعون الذى يأكل منه الشعب؟
هذا هدف أساسى لوزارة الزراعة وعشان نعمل كده لابد من خطة لاستصلاح أراضٍ جديدة، وزيادة الميزانية المرصودة للاستصلاح صغيرة تصل إلى 300 مليون جنيه، وهذا المبلغ أقصى لا يغطى تكلفة استصلاح أكثر من عشرة آلاف فدان، ولدينا خطة إستراتيجية حتى عام 2030 تقضى باستصلاح 200 ألف فدان كل سنة، ونحن كوزارة الزراعة لنا دور إرشادي ورقابي ونرسم السياسات، ونسهل للقطاع الخاص أن يستثمر فى استصلاح الأراضي.
عندنا فعلاً مراكز بحثية كبيرة تضاهى مثيلاتها فى دول العالم المتقدم، لكن الفساد داخل هذه المراكز فاحت رائحته فى السنوات الماضية.. هل تم تطهير هذه المراكز؟
وزارة الزراعة كما قلت أنت أصابها حظ كبير من الفساد نتيجة كثرة وتشعب فروعها ومسئولياتها، وأنا قلت وأقول دائما: من يقع تحت يده مستند سواء فى الفترة اللى أنا فيها أو قبلها يتقدم به فورا للنيابة مباشرة دون المرور على، وأنا قبل أن أتولى الوزارة كنت رئيسًا لمركز البحوث، ولما رأيت نظام "الشلليى" موجودا فى بعض المعامل، قمت فورا بالتغيير المطلوب فى قيادات هذه المراكز باستبعاد كل من حامت حولهم الشبهات.
تجربة القطاع الخاص فى استصلاح الأراضى أثبتت فشلها.. أخدوا الأراضى بأبخس الأثمان بغرض استصلاحها وزراعتها واستغلوها فى بناء منتجعات حققوا من ورائها مليارات، ولم تسترجعها وزارة الزراعة حتى الآن..
كل الأراضى التى تم الاعتداء عليها فى طريق مصر إسكندرية الصحراوى هى مسئولية وزارة الزراعة من الكيلو 42 إلى الكيلو 74، وما قبل ذلك وما بعده غير تابع للوزارة، بل يخص المحافظة، وفى نطاق ما هو يتبعنا تم رصد كل الاعتداءات وإحالتها للنيابة العامة، وهى قيد التحقيق الآن، والأمل كبير فى استعادتها، وهناك أسلوب آخر للتصالح ورد ثمنها وتقسيط المبلغ لأنك تتعامل مع واقع.
هل هناك حصر بمساحة هذه الأراضى التى "نهبت"؟ ومتى ستعود أو يعود للدولة ثمنها؟
أنا ما عنديش الرقم، وهناك جدل كبير حول هذا الموضوع، لكن الدولة فى طريقها لاسترداد كل هذه الأراضى لأنك تتعامل مع وضع قائم وأمر واقع، وبعض الشركات التى أخذت هذه الأراضى تسعى الآن لتسوية أمورها، وبعض الشركات تقول إن لها حقا قانونيًا لكن الدولة سوف تعيد هذه الأراضى أو ثمنها فى الفترة القادمة.
خلال العهد السابق، كان هناك غض للبصر عن عمليات الاعتداء الممنهج على أراضى الدولة، وتسهيل استخدام بذور فاسدة، ومبيدات مسرطنة، وتحويل الأراضى المحصولية إلى حدائق فاكهة، وإهمال الدورة الزراعية..
الاعتداء على الأراضى الزراعية مسئولية 3 وزارات، وزارة الزراعة تثبت حالات التعدى وزارة التنمية المحلية التى تقوم بعمل محاضر لدى وزارة الداخلية، وفى ظل ظروف الانفلات الأمنى التى نمر بها نحن عاجزون عن وقف هذه التعديات، هناك مساحات يبدأ التعدى فيها ببناء أسوار، وهذه سهل استردادها، وهناك أراضٍ تم بالفعل البناء عليها وضرب أساسات خرسانية فى عمق التربة وأصبحت الأرض هنا غير صالحة للزراعة، فنتعامل معها بالقانون الذى يقضى بإزالتها وسجن وتغريم الفاعل، وهناك مشروع قانون مقدم من قبلنا يقضى بعدم إزالة هذه المبانى، بل يفوض المحافظين فى نزع ملكيتها للمنفعة العامة، فنحقق فائدة أفضل من الإزالة التى تحقق خسارة لكل الأطراف.
بالنسبة لأشجار الفاكهة، صدر قرار من وزارة الزراعة بمنع زراعة بساتين جديدة، لكن لو عندك حديقة موالح وتريد تبديلها بالعنب أو الخوخ مفيش مانع.
وبالنسبة للدورة الزراعية، هى ليست إجبارية، لكن تطبيق نظام الدورة الزراعية لابد أن يصحبه نظام تسويق جيد، أنا لو فرضت مثلاً على الفيوم تزرع عباد شمس لأجل الزيت لابد من تسويق جيد، وإلا أكون متجنيا على صاحب الأرض، لابد أن نضع فى اعتبارنا تسويق المنتج قبل إجبار المزارع على زراعته.
ولذلك أنا أشجع التعاونيات الزراعية، لأنها ستكون لاعبا فى السوق، لتقوم بضبط الأسعار وتنظيم السوق، فأنا كحكومة لابد من التدخل لضبط السوق والسيطرة على الأسعار وسيكون للتعاونيات هنا دور فعال، الأمر الأخطر أن هناك نسبة 20% من الخضر والفاكهة تتلف لعدم توافر وسائل نقل سريعة ومجهزة بثلاجات لنقل هذه الفاكهة، لا تتوافر هذه الوسيلة، يبقى لازم أبحث عن البديل، وهو التصنيع الغذائي، بتوفير مصانع فى مناطق الزراعة، وهناك خطة بدأناها بالتعاون مع وزارة الصناعة ووزارة التموين لنشر مصانع وسط المناطق الزراعية لتفادى ما يتلف منها خلال النقل والتخزين وهو يمثل نسبة كبيرة.
مصر اشتهرت عالميًا ولعدة عقود من الزمن بأنها بلد القطن طويل التيلة حتى أطلق عليه "الذهب الأبيض" لكننا حاليا نستورد القطن.. ما تفسير ذلك؟
بالفعل هذه حقيقة، والسبب أن أغلب المنسوجات تصنع من القطن متوسط وقصير التيلة، ومصانع النسيج المنتشرة بطول وعرض مصر تعتمد على القطن قصير ومتوسط التيلة، وأغلب دول العالم الآن تستخدم القطن قصير التيلة، والقطن المصرى طويل التيلة.. فائق الطول حتى قصير التيلة الذى يزرع فى مصر يعتبر طويل التيلة بالنسبة للقطن الآخر.
لماذا لا نزرع قصير ومتوسط التيلة؟
سوف يتلف القطن المصري، كما أن سعر طويل التيلة أعلى بكثير لكن الطلب عليه قليل، ونحن بالفعل نتوسع فى زراعة القطن متوسط التيلة، لكن تكلفته أعلى من برة، لأن مستلزمات الإنتاج أرخص بكثير من عندنا، لأن الميكنة موجودة باستمرار، ولكى يستعيد القطن المصرى عرشه لابد أن ننظر إلى المنظومة كلها.
هل ما زالت وزارة الزراعة تهتم بعمليات خدمة الأراضى الزراعية أولاً بأول؟
طبعا لدينا محطات ميكنة فى كل المحافظات والمناطق الزراعية على مستوى الجمهورية، تضم أحدث المعدات الزراعية، ومنها معدات لمقاومة الحشائش تعمل بالليزر، ونوفر للفلاح كل ما يحتاجه مقابل مبالغ رمزية.
زمان كان هناك وسائل توعية.. لماذا اختفت هذه الوسائل رغم أننا فى عصر ثورة الاتصالات والمعلومات؟
خدمات التوعية ما زالت موجودة، وعندنا قناة فضائية زراعية، وعندنا جهاز إرشادي.
أيهما الأفيد للمواطن: طبق الفول أم كيلو مانجو؟ طبق الخضار أم سلة الفاكهة؟ المساحة المزروعة من الحبوب فى تناقص، وأسعار الخضر والبقوليات أصبحت أعلى من أسعار الفاكهة وهى الأهم، فالمواطن يستطيع أن يعيش بدون الفاكهة، لكنه لا يمكن أن يستغنى عن الفول واللوبيا والبسلة والكوسة... إلخ..
الأفيد أنه يجد الاثنين، لكن الأهم طبعا هو طبق الفول وأنا من أنصار الفول، المشكلة أن من يأخذ أراضى يستسهل زراعتها بالشجر، الحل بقى المناطق المعروضة للبيع، والتى تتحول إلى فاكهة، نحن كدولة نضع أيدينا على مليون فدان موجودين، ولهم مقننات مائية حددناها بأربع مناطق، كل منطقة 250 ألف فدان، منها 50 ألف منافع و200 ألف زراعة أُملكها لمن يزرعها، عن طريق أسهم للشباب، بحيث يكون العائد لهم يشتغلوا معايا.
أسعار اللحوم أصبحت نار.. هل هناك خطط تقوم عليها الوزارة لتوفير اللحوم والمنتجات الحيوانية للمواطن بأسعار معقولة؟
إنتاجنا من اللحوم الحمراء يفى 70% من حاجاتنا، ونستورد من الخارج من 300 إلى 350 ألف طن لحوم ما بين مجمد وحى ومبرد، ومشكلة الإنتاج الحيوانى فى مصر مشكلات صحية، فهناك أمراض تصيب الحيوانات ومشكلات عدم توافر مراعٍ ومزارع جيدة، لأن مصر أراضٍ جافة وليست بلد مراعٍ لعدم وجود أمطار، ولذلك فالإنتاج الحيوانى مكلف ومحدود.
مشروع توشكى استنزف مليارات وسط حملة إعلامية صاخبة، وفى النهاية أخذ الوليد بن طلال مائة ألف فدان ولم نستفد منه كشعب بأى شىء حتى الآن.. بم تفسر ذلك؟
المخطط فى توشكى استصلاح وزراعة 250 ألف فدان، ما أخذه الوليد بن طلال مائة ألف فدان، وقد استرددنا منه 75 ألف فدان، وترك له 25 ألف فدان زرعها بالفعل، وأراضى توشكى صالحة للزراعة، لكن المشكلة أن الحياة فى توشكى نفسها صعبة جدا، ونحن الآن نقوم بعمل قرى كاملة هناك.
ممر التنمية الذى اقترحه الدكتور فاروق الباز يراه البعض من قبيل الأحلام، ويراه الآخر هو الحل لاستيعاب الزيادة السكانية فى مصر.. كيف تراه؟
مشروع ممر التنمية تضاربت الآراء حوله، لكن أنا رأيى الشخصى أن المناطق التى حددناها لاستصلاحها والغنية بالمياه الجوفية، وأراضى توشكى بما فيها من مياه سطحية أكثر ضمانا، وممر التنمية هذا سوف يعتمد فى مياهه على النيل عن طريق شق قنوات عرضية، ومياه النيل الآن حولها مشاكل، وهناك سدود تقام فى دول المنبع.
الوزارة لديها مشروع قومى للرى الحقلى بدأناه فى خمس محافظات: البحيرة وكفر الشيخ وقنا وأسيوط وسوهاج، وبواسطته يتم تغطية القنوات، والاستفادة من الدراسات التى تحدد احتياجات كل منطقة، عندى دراسات بتقول إن المنطقة دى محتاجة 200 متر مياه، لأن فيه محاصيل ما ينفعش فيها نظام التنقيط، وهذه الطريقة توفر حوالى 30% من الماء، وده معمول حسابه وسوف يغطى خمسة ملايين فدان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.