لقيت ربة منزل مصرية حتفها جراء اشتباكات وقعت جنوب البلاد جراء التنافس على أسبقية ملئ السيارات بالوقود وذلك في ظل استمرار أزمة نقص السولار التي تعاني منها البلاد. واشتدت وطأة الأزمة في القاهرة وباقي المحافظات المصرية منذ مطلع الأسبوع الجاري وتسببت في وقوع اشتباكات جراء تكدس طوابير طويلة من الشاحنات والحافلات خارج محطات الوقود، فضلا عن قطع طرق رئيسية وإضراب سائقي السيارات الميكروباص (حافلة نقل ركاب). وذكرت مراسلة وكالة الأناضول للأنباء في محافظة أسيوط (جنوب) إن اشتباكات بالأسلحة النارية نشبت مساء اليوم بين أهالي من قرية "بني قرة" بمركز القوصية، وأخرين من قرية "أم القصور" التابعة لمركز منفلوط إثر خلاف بين سائقين من كلا القريتين على أولوية ملئ السيارات بالسولار تسببت في مصرع ربة منزل كانت بشرفة منزلها المجاور لمحطة الوقود بعد أن طالتها رصاصة جراء الاشتباكات، وهى أول قتيل لأزمة السولار. وقالت المراسلة إن مواطنا آخر أصيب جراء نفس الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة النارية بكثافة وتسببت أيضا في عرقلة حركة قطارات السكة الحديدية (المجاورة لمحطة الوقود) بين الوجهين القبلي والبحري لأكثر من ساعتين. وفي ذات المحافظة اقتحم عدد من أصحاب محطة وقود بقرية بني شعران التابعة لمركز منفلوط محطة كهرباء القرية وقاموا بقطع التيار احتجاجا على عدم توفر السولار وتخصيص كمية من حصتهم لمحطة قرية بنى رافع المجاورة، بحسب قولهم. وانتقلت قوات الأمن إلى القرية وفرضت طوقا أمنيا حولها بعد أن أصابت حالة من الذعر الأهالي القرية وخوفهم من بطش أصحاب محطة الوقود الذين استعانوا ب"بلطجية"، بحسب قول شهود عيان. وفي الشرقية بدلتا النيل (شمال)، قام سائقي النقل الثقيل بقطع أحد الطرق الرئيسية فيما قام سائقي حافلات نقل ركاب (مكروباص) بإضرام النيران في مبان وأكشاك أحد مواقف (ميت غمر) الرئيسي بسبب نقص السولار وارتفاع أسعاره بالسوق السوداء. وفي دمياط (شمال) تسبب تصاعد أزمة نقص السولار في استمرار ارتباك في حركة الصيد وتعطل حركة النقل، فضلا عن وقوع مشادات بين السائقين والركاب بسبب رفع الأجرة وقطع الطرق واضراب سائقين الميكروباص. ويأتي تصاعد الأزمة رغم تغيير أسامة كمال وزير البترول المصري رئيس الشركة مصر للبترول الأحد الماضي وأمره بضخ مليون لتر سولار إضافي في السوق في محاولة للتصدي لأزمة شح إمدادات السولار في السوق والتي تفاقمت بشدة. وفي فبراير الماضي أقر كمال بوجود أزمة سولار في السوق لكنه عزاها إلى تهريب الوقود وبيعه في السوق السوداء وليس نقص الإمدادات، قائلاً إن مصر تطرح 35 ألف طن سولار يوميا بأكثر من 35 مليون دولار. وتأتي أزمة السولار في وقت تسعى فيه الحكومة التي تعاني من نقص في العملات الأجنبية لتقليص الإنفاق الهائل على دعم الوقود.