بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما خلفته من دمار هائل في عدد من المنشآت الأمريكية .. أثار الأمريكيون سؤلا استغرقت الإجابة عنه ندوات عقدت ، ومقالات كتبت ، وأبحاث أجريت ، وبرامج أعدت .. أدلي فيها جميعا خبراء وكتاب وباحثون فى مختلف فروع العلم والفكر بآرائهم في محاولة للإجابة عن سؤلهم الحائر : لماذا يكرهنا المسلمون ؟ وبعد هزيمة فريقنا الكروي أمام فريق الجزائر في السودان ، وما تبعتها من أحداث ، أثار عدد من الكتاب والصحفيين نفس السؤال : لماذا يكرهنا الجزائريون ؟ هكذا صوروا هزيمة فريقنا في لعبة رياضية مساوية تماما لدي البعض من القائمين علي الأمر لدينا لأحداث الحادي عشر من سبتمبر فى أمريكا .. دمارا حركت النفوس إليه كراهية وحقد ورغبة عارمة في الانتقام ! وقد وضح جليا أن وراء هذا السؤال الخبيث فريق منظم يتبع مخططا مدروسا ينتهي بإحلال كراهية الجزائريين لنا محل كراهية الإسرائيليين وحقدهم ، وأصبح علينا توجيه طاقاتنا للرد على الجزائريين بدلا من إسرائيل .. انتقاما لكرامتنا المجروحة .. وثأرا لهيبتنا الضائعة ! ونحن لا نشكك في النوايا الحسنة لأعضاء هذا الفريق الذي هب مطالبا بالثأر لكرامتنا المنتهكة على أيدي الجزائريين الذين عبروا عن حقدهم الأسود تجاهنا فى ساحة الملعب . ليجرعونا مرارة الهزيمة منتزعين من بين أقدامنا فوزا يستحقه أحفاد رمسيس وأحمس وتحتمس .. حتى هؤلاء العظماء من بناة الحضارة استكثرهم علينا هؤلاء الحاقدون فادعوا أن أجدادهم من الأسرى الجزائريين هم الذين بنوا الأهرامات . وليس الأدعياء المصريون ! وليتهم توقفوا بحقدهم علينا عند هذا الحد . بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حين تربصوا بعالم الذرة المصرى يحى المشد واغتالوه فى باريس فى مطلع الثمانينيات ليحرمونا من اللحاق بركب العلم . وهم ايضا الذين أغتالوا قبلها عالمة الذرة المصرية سميرة موسي بأمريكا في مطلع الخمسينيات .. وهم الذين دفنوا أسرانا أحياء فى سيناء . وهم الذين قتلوا أطفالنا فى بحر البقر . وعمالنا فى أبوزعبل . وهم الذين دمروا بيوتنا في مد ن القناة . وهم الذين احتلوا ارضنا واستباحوا دمائنا ! كم هي طويلة قائمة الجرائم التى ارتكبها الجزائريون فى حق وطننا ومواطنينا . وما كانوا ليرتكبوا كل هذه الجرائم البشعة والانتهاكات الصارخة ما لم يكونوا مدفوعين بحقد اسود تجاه مصر والمصريين . ولم تكن هزيمتنا الكروية فى الخرطوم سوى حلقة من حلقات تلك الجرائم التي قصدوا من ورائها الإساءة لكرامتنا . وإضاعة هيبتنا تنفيسا لمراجل الحقد الدفين فى نفوسهم المريضة تجاه مصر والمصريين ! هذه هى الجزائر .. وهؤلاء هم الجزائريون . كارهون لنا وحاقدون علينا . فلماذا كل هذا الحقد والحسد والكراهية ؟ لعلنا نجد الإجابة عن هذا السؤل الحائر لدى أصدقائنا وأبناء عمومتنا .. الإسرئيليين ! قل لنا يا نتنياهو – أيها الصديق بحق – لماذا يكرهنا الجزائريون ؟!