أصدر الدكتور عبدالله الطحاوي، كتابه الجديد بعنوان: "فتنة طائفية.. أم شرارة الصراع على الهوية؟!"، وذلك بهدف بحث تطور العمل السياسى للمسلمين والمسيحيين فى مصر من بدايات القرن الماضي، وخصوصا فى عقوده الأخيرة، وحتى مطلع القرن الحالي. وقال الكاتب فى التعريف بالكتاب الذى يقع فى 271 صفحة: "قامت ثورة يناير 2011 على حكم جاهل فاسد مستبد استمر أكثر من عقدين فى تخريب مصر.. وبعد خلع مبارك بدأت القوى السياسية فى التفرق، كل يسعى لمشروعه ويحشد مؤيديه، وأسفر ذلك عن تيارين؛ تيار يدعو لمشروع إسلامى وآخر يرفضه تماما ويدعو لمشروع غربي، يمد بصره للغرب ينشد عونه"، مشيرا إلى أن غالبية المسيحيين اصطفوا فى الجانب الرافض للمشروع الإسلامي، بعد أن أيدت الكنيسة وأعضاء مجلس الشعب المسيحيين فى السبعينيات والثمانينيات مشروع تقنين الشريعة، مضيفا أنه رغم أن المشروع الإسلامى هو الأقرب لها من اليمين الرأسمالى ومن التيار الاشتراكى والشيوعى أو المشروع الليبرالى بصفة عامة. ويقع الكتاب الذى صدر عن مكتبة الشروق الدولية فى سبعة فصول مدعما بالوثائق، حيث جاء الفصل الأول بعنوان: "الخطاب اللاهوتي.. قراءة فى الأدبيات والشخصيات"، فيما تناول الفصل الثانى الإعلام وقضايا التعايش المشترك، ويأتى الفصل الثالث ليلقى الضوء على قضايا التعايش المشترك من واقع الحياة، فيما يشير الفصل الرابع إلى خبرات مدنية الأقباط. ويتناول الفصل الخامس من الكتاب مسارات بناء مفهوم المواطنة فى الفكر الإسلامي، فى حين يتناول الفصل السادس خبرة الحركة الإسلامية فى التعايش المشترك، وأخيرا يأتى الفصل السابع ليوضع علاقة الأقباط بالثورة المصرية. ويشير المؤلف إلى العديد من الأزمات الطائفية التى عانتها مصر، مثل أزمة وفاء قسطنطين، وما صاحبها من مظاهرات مرعبة فى مشهد يدفع نحو الهاوية، ومن بعدها أحداث السى دى والمسرحية التى عرضت بإحد كنائس الإسكندرية. ويحاول الكاتب أن يثبت أن أزمة الهوية تمثل جزءا أساسيا من أزمة العلاقة بين المسلم والمسيحى فى مصر، مشيرا إلى أنه كلما تزايدت المشكلات والأزمات اتجهت الجماعة المسيحية إلى رفض الهوية العربية والإسلامية، وتتجه لتعميق تلك الفجوة متصورة أنها تحمى نفسها من المخاطر.