استنكرت "جبهة علماء الأزهر" تدهور العلاقات المصرية - الجزائرية بسبب مباراة كرة القدم التي جرت بين منتخبي البلدين في أم درمان بالسودان، وهي المباراة التي تلتها أحداث عنف من جانب الجماهير الجزائرية ضد المشجعين المصريين، فيما شبهته بالحروب التي كانت تنشأ بين القبائل العربية في أيام الجاهلية بسبب العصبية القبلية. وقالت إنه في الوقت الذي كانت فيه جماهير العرب والمسلمين بالجزائر ومصر يحتربان في ما وصفته بحرب "داحس والغبراء" على أرض السودان كانت مصر والجزائر وعلى ما نقلت مجلة "الأيكونمست" البريطانية تقودان منتخب الثمانية بدولة قطر لتحجيم حق المنظمات المدني لحقوق الإنسان، ومنعه من أن يكون له أنياب أمام توغل المؤسسات الرسمية، وقد نجح هذا التنسيق على ما قالت الصحيفة في أن يخرج مؤتمر مكافحة الفساد من دون أنياب. وأضافت أنه في ضوء ذلك يظل الفساد يستشري والجماهير المنهوبة تحترب على كرة الفائز فيها أن وعى حقيقة أمره خاسر بمعايير الباطل قبل معايير الحق، حيث أنه مرشح لاحتلال المركز الرابع والعشرين، وما عرف في عالم الباطل الرخيص لمصر ولا للجزائر أي تفوق في عالم نهائيات الكؤوس حتى وهي فارغة!. وتوجهت الجبهة للجماهير المصرية بالقول: هل نسيتم ما صدر عن مركز الدراسات الريفية بحق أموالكم التي جعل الله لكم قياما فهرعتم بغير ضابط من دين ولا خلق تسافر ظعائنكم للتشجيع وصبيانكم للتصفيق وشبابكم للهتاف الذي سعدت به ولا تزال إسرائيل، لأنكم صدقتم على مقولتها فينا بأننا ظاهرة حناجر وأصوات فزتم لها في الطنبور نغمة وقلتم معها للعالم كله بأنهم كذلك ظاهرة أرجل وأقدام ونسيتم وأنسيتم العالم ما جاء في هذا التقرير. وكانت تشير بذلك إلى تقرير صادر عن مركز الدراسات الريفية الذي يقدر حجم ما أهدره المصريون من أموال ب 39 مليارا و273 مليونا و24 ألف جنيها خلال الفترة ما بين إبريل 2008 ويناير 2009. في المقابل، قالت الجبهة إن التقرير رصد للجزائر، أنه خلال الشهرين الأوليين من العام المنصرم تم تسجيل عملية اختلاس 95 مليار سنتيم من البنوك ومراكز البريد، كما تم تسجيل عجز مالي ل 1280 بلدية من أصل 1541 بلدية، مع وجود 5602 موظف من أصحاب المناصب العليا في تلك البلديات يجهلون القراءة والكتابة و8211 موظفا بها توقف تعليمهم عند المرحلة الابتدائية، حسبما نشرت أحدى الصحف الأسبوعية الخاصة. واستنكرت الجبهة ذلك الاهتمام الكبير من جانب العرب بكرة القدم، وتابع: لا يزال منا من يجد سعادته في التلبية للباطل والمبطلين وسعادتهم في أن تكون" الكورة أجوان" فقط فإن جاء معها الكأس ولو فارغا فمن عندك". وقالت "لبيك الله لبيك" لا لغيرك وإن كره المبطلون لبيك في هذا اليوم الذي تطوى فيه الأرض طيا تؤخذ من أطرافها وتوضع كلها اليوم علي عرفات ليزول في حس المسلم ووجدانه ما فعلته السنون الخداعة والأيام الماكرة والسياسات الجائرة والأهواء الماحقة ما فعله كل هذا وغيره بأمتنا منذ نجاح المؤامرة الصليبية في الحرب الكونية التي عرفت بالحرب العالمية الصليبية الأولى تلك الحرب التي مزقت وحدتنا وأضاعت دولتنا وأزالت إلى حين من الوجود هيبتنا. وأضافت أنه منذ ذلك الوقت: أصبحت هممنا في أقدامنا وأضحى كل مسلم وحر بعدها يعاني الشتات ويمزقه الضياع وتتلعب به الأهواء و تسرق على مرأى منه أرضه كما تسرق نقوده فلا يستطيع لها ردا ويحاصر المستضعفون من إخوانه وجيرانه ويضيق عليه وعليهم أسباب الحياة في أحط درجاتها فإذا به باللهو واللعب مشغول بل ومغتال ومأخوذ فلا يستطيعون لهم ولا لأنفسهم ردا ولا دفعا ولا أنفسهم ينصرون بل وجدنا منهم من شارك في الجريمة بصمته ولهوه أو سعيه وكيده.