-أرى أن مرسى منساق وراء مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان - السينما لم تحبنى وأنا كرهتها ولم أغضب من تجاهل السينمائيين -المسرح يحتاج إلى إعادة بعث من جديد أحمد خليل فنان من زمن الفن الجميل تربى على يد عمالقة التمثيل، وتعلم أصول الفن من رواد التمثيل, يجيد أدوار الشر بروح خفيفة، ولفت إليه الأنظار منذ بدايته، وتألق ببراعة في عديد من الأعمال الفنية، مما جعل أسهمه تسطع في سماء النجومية، فهو كوكتيل من الإبداع يجمع بين بساطة محمود المليجي ودهاء محمود مرسي وشموخ ذكي رستم أما هو فمجرد إنسان تلقائي بسيط ، ومن أهم الأعمال الفنية في التليفزيون "هوانم جاردن سيتي"، "رد قلبي"، "ضبط واحضار"، "حديث الصباح والمساء"، "زمن عماد الدين"، "علي يا ويكا"، "قلب امرأة"، "شرف فتح الباب"، "قصة الأمس"، "سوق الخضار"، "العميل 1001"، " ابن موت"، وأيضًا قدم سيت كوم "الباب في الباب"، أما الأعمال السينمائية "جاءنا البيان التالي"، "المهمة"، "المومياء"، " طائر الحب"، " ناصر 56 "، والعديد من الأعمال التي أثرت في الحياة الفنية وكان ل"المصريون" هذا اللقاء الممتع مع الفنان أحمد خليل. ** ما رأي الفنان أحمد خليل في حال الفن بعد عامين من مرور ثورة 25 يناير؟ • حال الفن في حالة لا يرثى لها فهو يتجه إلى الانحدار، ولا توجد أعمال فنية جيدة ومحترمة الفن أصبح يلعب على كيفية أثارت الغرائز لدى الشباب وخصوصًا في السينما. ** هل ترى أن الأحداث الجارية أثرت على حال الفن؟ • طبعًا فالأحداث الجارية أثرت بالسلب على الحياة الفنية، فلا يوجد الآن أعمال سينمائية هادفة وهناك ركود واضح في المسرح أما الأعمال التليفزيونية فلا تعرض إلا في شهر رمضان فقط فنحن نرى أكثر من سبعين مسلسل في خلال هذا الشهر، ولا يتم مشاهدة الجديد من الأعمال الفنية خلال العام. ** " هل أنت راض ٍعن أداء الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بعد سبعة أشهر من حكمه؟ • في الحقيقة أنا رجل لا أحب المجاملة، وأرى أن الدكتور محمد مرسي لم يقدم الجديد لمصر, وعلى يده وأتباعه من الإخوان المسلمين ظهرت لأول مره العنصرية والطائفية، وبدأنا نشعر أن مصر منقسمة إلى فريقين، وأنا أرى أنه منساق وراء مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان وفي ظل حكمه أرى أن الشعب المصري سوف يتعرض للجوع وبالعربي مش هنلاقي لقمة العيش التي كانت من المطالب الأساسية التي نادت بها ثورة 25 يناير . ** بالرغم من بداية الفنان أحمد خليل كانت على خشبة المسرح إلا أنك اختفيت نهائيًا عن المسرح فما السبب؟ • مافيش مسرح في مصر الآن، وإذا تواجد يحتاج إلى تفرغ وظروفي لا تسمح بالتفرغ، وأنا ابن مسرح الستينيات، وعشت فترة ازدهار غير مسبوقة في نوعية العروض، وأسماء الكتاب والمخرجين، فمثلًا لم يعد لدينا جيل يعادل ما افتقدناهم من المؤلفين سعد الدين وهبة ويوسف إدريس ونعمان عاشور ورشاد رشدي ومحمود دياب ولم يعد لدينا مخرجون مثل كرم مطاوع، وسعد إردش، وحمدي غيث، وأحمد زكي وعبد الرحيم الزرقاني، واختفى آخرون مثل سمير العصفوري وجلال الشرقاوي وحتى النقاد المتخصصون في قضايا المسرح اندثروا فلم يعد هناك محمد مندور أو علي الراعي أو سامي خشبة أو جلال العشري.. المسرح يحتاج إلى إعادة بعث من جديد وإلى عودة الروح للمناخ الثقافي المتردي فالثقافة والمسرح وجهان لعملة واحدة وبصراحة شديدة حاليًا لا يوجد مسرح أو ثقافة والمتاح حاليًا مجرد ثرثرة وهيصة لا لون لها. ** لا أحد ينكر نجوميتك الرائعة على شاشة التليفزيون ولكنك في السينما بختك قليل بماذا ترجع أسباب ذلك؟ • السينما لم تحبني، وأنا كرهتها ولم أغضب من تجاهل السينمائيين، لأنها ببساطة ليست من أحلامي وبالبلدي مافيش كيمياء تجمع بيننا، وعلى الرغم من ذلك بداياتي كنجم سينمائي كانت ناجحة ثم لا تنسي أنني قدمت سلسلة أخرى من الأفلام الجيدة، وأنا لامع على شاشة التليفزيون في المسلسلات فمن منا لا يتذكر "فخ الجواسيس" و "كتيبة الإعدام" و"هدى ومعالي الوزير" و"جاءنا البيان التالي" كلها أعمال رائعة وجيدة جدًا مع مخرجين أساتذة في حجم أشرف فهمي وسعيد مرزوق وعاطف الطيب وسعيد حامد. ** " ما رأيك في أداء جبهة الإنقاذ الوطني وهل قدمت الجديد لمصر؟ • أنا أرى أن جبهة الإنقاذ الوطني لم تقدم الجديد لمصر، وأن القائمين عليها ومرؤوسيها يخضعون لمصالحهم الشخصية أكثر من خدمة الوطن, فهم معظمهم رؤساء أحزاب ويعملون لخدمة أحزابهم التي ينتمون إليها، ومنهم من يطمح في السلطة لذا أرى أن هذه الجبهة لم تحقق أحلام أو طموحات الشعب المصري، ولم يروا فيها أشخاصًا يستطيعون أن يقودوا عجلة الإنتاج وأن يقدموا لمصر رجلًا يقود مسيرة تنميتها فهي مجرد جبهة لا تقدم ولا تأخر. ** ما أمنيات الفنان أحمد خليل على المستوى الشخصي والمستوي الفني؟ • على الصعيد الشخصي- أنا إنسان قدري ولا أخطط للمستقبل وليس لي متطلبات في الحياة سوى الستر والصحة وحب الناس والرضا لذا تجدني زاهدًا في متاع الدنيا وحلمي أن أظل أرعى أسرتي وأولادي وأحفادي فهم كل حياتي أما على المستوى الفني أتمنى أن أقدم عديدًا من الأعمال الفنية المحترمة والجيدة التي تنال حب الجماهير والبعيدة عن الابتذال، والتي تعمل على تقديمي سيرة جيدة ومحترمة للناس يظلوا يتذكروني بها، ويتذكروا أن الفنان أحمد خليل كان له دور مهم في الفن . ** هل الدراما التركية أثرت على الدراما المصرية بالسلب وما السبب في ذلك من وجه نظر الفنان أحمد خليل؟ • أكيد طبعًا لا نقاش في ذلك، وليست المسلسلات التركية فقط بل السورية والإيرانية والمكسيكية أيضًا أثرت بالسلب على الدراما المصرية والدليل أن كل الشعب المصري يشاهدون المسلسلات التركية بشغف بالغرم من الكم الهائل من المسلسلات المصرية إلا أنها لم تشاهد كلها ومازال المصريون يشاهدون المسلسلات التركية أما السبب في ذلك هو أن مسلسلاتنا تعمل بنظرية البيع باسم الممثل، وأتحدى أن يعرف أي مشاهد اسم ممثل من الذين يظهرون في المسلسلات التركية، لأن نجاح هذه الأعمال يكون بقيمة العمل وليس قيمة الممثل وهم يهتمون أيضًا بالتكلفة الزائدة وخدمة العمل. ** هل يجد الفنان أحمد خليل وقت للقراءة وما هي أهم الكتب التي تفضل قراءتها؟ • أى ورقة على الأرض أجدها آخذها فورًا وأقرؤها لأني من عشاق القراءة من صغري وأداوم على القراءة يوميًا أما أهم الكتب التي أحب قراءتها هي الكتب الفنية، والاقتصادية، والثقافية، وأنا أرى أن القراءة غذاء الروح. ** كيف تستطيع التوفيق في تصوير هذا العدد الهائل من المسلسلات وخصوصًا في رمضان الماضي فحضرتك حطمت رقمً قياسيًا بتقديم 9 مسلسلات في وقت واحد ولا تخاف من فكرة التكرار وظهورك في أكثر من عمل؟ • أنا ممثل محترف، وعندما يكون الممثل موهوبًا ومثقفًا فإنه يختار الأدوار التي تناسبه وتتماشى مع سنه، لأن قيمة الممثل الحقيقية في أن يقدم أكثر من عمل مختلف, وبقدر ما يواجه من إرهاق بقدر ما يشعر بالمتعة، خاصة بعد أن يخرج العمل إلى النور، أما فكرة وجودي في أكثر من عمل لا تقلقني لأن هذه مهنتي وليس هناك ما يجعلني أخاف من تكرار نفسي، ولا أعرف لماذا دائمًا يتم طرح سؤال «لماذا يقدم الفنان أكثر من عمل؟»، رغم أن الرسام يرسم أكثر من لوحة، والجراح من الممكن أن يجرى أكثر من عملية جراحية ناجحة في يوم واحد، فلا أعرف لماذا يستكثرون على الفنان تقديم أكثر من عمل فى وقت واحد رغم أن هذا طبيعي، والأهم هو أن يجيد تقديم الأدوار التي يقدمها، وطالما أن الجمهور يتقبله فليست هناك مشكلة، ومن الممكن أن أقدم 10 مسلسلات، وفي كل عمل أظهر فى دور مختلف سواء كان فلاحًا أو باشا أو رجل أعمال، وهذه ميزة المهنة التي أعمل بها. ** ما النصيحة التي تقدمها للجيل الجديد وهل ترى أن هناك فجوة بين الجيلين؟ • الاجتهاد والصبر والحرص على كيفية اختيار العمل المناسب الذي يتلاءم مع شخصية الفنان على حسب سنه وقدرته في تقديمه وعدم محاولة تكرار نفس الشخصية في أكثر من عمل ومتابعة الأعمال الفنية لنجوم الزمن الجميل والاقتداء بهم أما عن وجود الفجوة بين الجيلين فأنا أرى أن نجوم الوقت الحالي فأنا تشرفت وعملت معهم جمعيًا وأرى أنهم يحبون الجيل الذي سبقهم أمثالي ويتعلمون مننا الكثير وبجد أشعر بجو من الألفة والمحبة والتعاون. ** ما هي الخطوط الحمراء التي يجب ألا يتعداها الصحفي مع الفنان وما علاقة حضرتك مع الصحافة هل هي متوترة أم جيدة ؟ • علاقتي بالصحافة الحمد لله جيدة جدًا فأنا من الفنانين الذين يداومون على متابعة الصحف ومتابعة آراء النقاد والإعلاميين وكل ما يخص مجال الإعلام والنقد وأتقبل نقدهم بصدر رحب والدليل على ذلك أني من القلائل الذين لا يسمع عنهم أي مشاكل مع صحفيين أو إعلاميين فأنا أعمل من أجل الفن أما الخطوط الحمراء التي يجب على الصحفي ألا يتعداها هي الحياة الشخصية للفنان فهي من وجه نظري هي ملك للفنان وحده ولا دخل لأحد في معرفتها.