أزمة صحفيي الدستور مع صاحبها رضا إدوارد يكشف الطريقة التي تدار بها بعض الصحف المملوكة لأشخاص ينتمون للنظام السابق، بكشف الزملاء الصحفيين لزيف وادعاءات هذه الصحف وتضليلها للرأي العام بعدما اعتذر صحفيوها للشعب المصري عما تناولته الصحيفة من أخبار كاذبة طوال فترة ما بعد الثورة، قد يكون ذلك مقدمة لانهيارها وانهيار الكثير من إمبراطوريات الإعلام المضلل الذي أضر بمصر فترة ما بعد الثورة، من ترويج للأخبار الكاذبة وتضليله الدائم للرأي العام، سرعان ما يصدقها ضعاف النفوس ومحدودو الثقافة، من نوعية إشاعات مثل بيع قناة السويس وآثار مصر لقطر..؟!، وهلم جرا، من كذب وافتراء لا يصدقه عاقل،وما قام به صحفيو هذه الصحيفة بالاعتذار للرأي العام المصري يعد أمرًا رائعًا عما بثته آلة كذب صحيفتهم في العامين الآخرين من اصطناع للأخبار وفبركة التحقيقات التي كان القصد منها تشويه التيار الإسلامي والرئيس مرسي، خاصة أن توجه الصحيفة كان "عكاشيًا" من البداية بالترويج للمرشح الرئاسي الهارب من العدالة، وتخصيصها للصفحة الأولى بالكامل لمانشيتات في جميع أعدادها للآن هدفها هدم الدولة، ومثل هذه الأكاذيب كبدت الاقتصاد المصري خسائر فادحة في سوق الأوراق المالية بالبورصة، وأضرت بسمعة مصر في الخارج وأعرض الكثير من المستثمرين عن الحضور للبلد واستثمار أموالهم، وتأثر القطاع السياحي بشدة جراء هذه الأخبار الكاذبة.. صحفيو الدستور أعلنوا عن اعتصامهم مطالبين بحقوقهم كاملة بالتعيين بشكل رسمي وصرف مستحقاتهم لدى المؤسسة، وهددوا بالتصعيد بالإضراب عن الطعام بعدما هددهم رضا إدوارد عن فض اعتصامهم بالقوة،رافضًا رفضًا قاطعًا تحقيق مطالبهم العادلة، بل وأهان الوفد الذي ذهب لمقابلته من الزملاء، مما دفعهم للتصعيد لحجم مطالبهم في محاولة للوصول لكل حقوقهم المشروعة.. القصة تناولتها وسائل الإعلام، لكنها تبقى ذات مغزى قوى بأنها مقدمة لانهيار المزيد من إمبراطوريات الإعلام المروج للإشاعات التي تساعد على هدم الدولة بشكل سريع، لعدم رضاهم عن الفصيل الذي يحكم بقيادة مرسي غير مراعين بالمرة لوضع الشعب البائس وما يتكبده يوميًا من خسائر على الصعيدين المعنوي والمادي، جراء ما يراه من افتراءات تروجها قلاع الكذب وهي كثيرة، ومنذ شهور حكى لي زميل صحفي في بداية مشواره الإعلامي عن قصته مع الصحيفة التي كان يعمل بها، والتي اشترطت عليه أن يتناول في تحقيقاته وإخباره كل ما يسيء للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، عندما قدم تحقيقات وأخبارًا صادقة تناولها بحيادية ومهنية لكنها لم تأخذ طريقها للنشر وبسؤاله عن المواضيع الخاصة به، قوبل استفساره باستهجان بأنه لا يأتي بمواضيع يهاجم فيها سياسة مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وهدفهما من أخونة الدولة..؟!، بحسب توجه الصحيفة على حد قول مدير تحريرها للزميل، فآثر أن يحترم نفسه وتقدم باستقالته وفضل الجلوس في البيت مكتفيًا بمراسلة إحدى الصحف العربية، التي تتناول كل ما يخص مصر بمهنية كاملة دون التدخل فيما يرسله من مواضيع، وقال لي الزميل لا يعقل أن أكون في بداية مشواري الصحفي الذي لم يمر عليه عامان وأبدأه بالكذب والتضليل.. رواية الزميل التي تأكدت من صدقها، تؤكد أن وسائل الإعلام في مصر تحتاج لمراجعة وغربلة كاملة، لتراعي الله في هذا الشعب، فقد وصل السيل الزبى مما نراه ونقرأه يوميًا وتبثه القنوات الفضائية، وصل درجة مزعجة بالفعل باستضافة البلطجية وإضفاء الشرعية الكاملة على ممارساتهم بقطع الطرق وإشعال النيران في مرافق الدولة وممتلكاتها دون وازع أو رادع من ضمير، واعتبارهم أبطالًا وثوارًا شرفاء، يقاومون بطش الداخلية والقوات المسلحة، ومع مرور الوقت بدأ الشعب يكتشف أن ما يجري على الساحة من أفعال ليست من فعل الثوار بل من فعل المرتزقة الذين اشترتهم زيول النظام السابق بأبخس الأثمان، لتجعل من وسائلهم الإعلامية التي يمتلكونها بوقًا مستمرًا لإقناع البسطاء أن ما يفعله هؤلاء ليست سوى مطالب مشروعة، غضين الطرف عما يقبلون عليه من عمليات اختطاف ومهاجمة مرافق الدولة، وإشعال النيران في كل ما تطاله أيديهم، وهذا يؤكد أن المحنة التي نمر بها وتتصاعد وتيرتها كل يوم يمر يساعد في صنعها الإعلام المضلل، ويعمل بشكل مستمر على إضفاء الشرعية على ما يقترفه المجرمون بحق الوطن من آثام، وأصبحت البلطجة قاعدة مسلم بها،لا تواجه بحزم من وسائل الإعلامية المضللة والمغرضة، فبدلًا من توضيح أهداف كل من ينالون من الشرعية، ويعثون في الأرض فسادًا لهدم الوطن، بكشفهم للعامة والمساعدة على تقديمهم للعدالة، نجدهم يصفقون لهم بشكل غير مسئول، ويصفونهم بالأبطال وحماة الوطن والباحثين عن تحريره من بطش جماعة الإخوان المسلمين، ومع استمرارهم في مخططهم الجهنمي القذر، ونجاحهم لبعض الوقت بالفعل، إلا أنهم لن ينجحوا كل الوقت بالتأكيد، وسينكشف كذبهم قريبًا للرأي العام الذي فطن مؤخرًا لهؤلاء الكاذبين.