بدأت ظاهرة الناشط بأنواعه (السياسي, الحقوقى , الإلكترونى ,الإعلامى , الإجتماعى ) مع الثورة * وليس قبلها * نظرا لما كان عليه الوضع السياسي من تضييق واعتقال ومحاكمات فى غالبها عسكرية ,, لم يكن أحدا يقدم هكذا تضحيات للعمل السياسي والمجتمعى وقتها إلا التيار الإسلامى وخاصة الإخوان المسلمون (فى الغالب ) ,,,, وبعد الثورة وتغير المناخ السياسي وتلك الحالة الغير مسبوقة من الحرية والإنفتاح.. إزدحمت القنوات الفضائية والصحف الورقية والمواقع الإلكترونية ,,بهؤلاء الناشطين والناشطات. لذا لزم أن نقف قليلا مع تلك الظاهرة ,, تعريفا ووصفا وتحليلا . فالأصل فى الناشط, كما عرفه الدكتور أحمد القصير، أستاذ علم الاجتماع السياسي، ل «الشرق الأوسط»: «كلمة الناشط عموما هي كلمة معربة من الكلمة الإنجليزية (activist)، وتشمل أي فرد يشترك في نشاط يرتبط بقضية ما ويبذل في سبيل هذه القضية أو هذه الأنشطة وقته وجهده، وأحيانا كثيرة ماله، من دون مقابل سوى خدمته لهذه القضية . أما وصف الناشط ( ناشط الثورة المضادة ) كما أراه الان فهو هذا الكائن صغير السن والحجم , قصير الرؤية , طويل اللسان والشعر, جهورى الصوت , سريع الرد والغضب , بطئ الرجوع , كثير الكلام , نادر الصمت , إذا تكلم بذء وإذا سكت غمز ولمز , لسانه فحش , وبطنه غامض , نطقه زور , وخبره كذب , لا يوقر كبيرا , إذا حضر رافقته المصائب والفتن وإذا غاب استراح الخلق واطمأنت الارض , أكونته مفتوح , كوفيته الفلسطينية فوق كتفه , حقيبته خلف ظهره , مولوتوفه بيده , هواه وحقده على التيار الإسلامى قائده. وبقليل من التحليل الموضوعى لتلك الظاهرة الدومية نستطيع أن نقسم تاريخ تلك الظاهرة إلى أربعة مراحل : - 1- المرحلة الأولى : أثناء الثورة .. حيث كان الناشط السياسي الحقيقى والذى يتطابق تماما مع التعريف الأصلى للفظة الناشط ,, ووقتها لم أكن أستطيع التفريق بين من كان إسلامى الفكر أو يسارى الهوى أو ليبرالى الطريقة ,, فالكل كان يتكلم بلسان الوطنية ليعبر عن عاطفة مجردة صادقة ,, يجمعهم هدف واحد وطريقة سلمية واحدة. 2- المرحلة الثانية : من بداية حكم المجلس العسكرى وحتى الإنتخابات البرلمانية 2012 والتى تأكد فيها التيار اليسارى والليبرالى من هوى الشارع المصرى وتوجهه نحو التيار الإسلامى ,, وعندها بدأت لغة الناشطين من ذوى التوجه اليسارى والليبرالى فى التغير لتبدأ مرحلة التشكيك والتخوين والإتهامات للإخوان المسلمين .. تارة بعقد صفقة مع العسكرى لتسليم البلد نظير عدم الملاحقة , وتارة بشراء أصوات الناخبين بالزيت والسكر والتخويف بالجنة والنار ,, ولكن بقى الصوت منخفضا وخلا الكلام من البذاءات المبالغ فيها 3- المرحلة الثالثة: من الإنتخابات البرلمانية 2012 وحتى إنتخابات الرئاسة .. وأثناء تلك المرحلة علا صوت الناشطين وزادت إتهاماتهم للإسلاميين ودنت بدخول السباب والشتائم عليها , وخلت من بعض الموضوعية المصحوبة سابقا , وبدأت الإستعانة بالكذب ,, وزاد الحضور الإعلامى 4- المرحلة الرابعة : منذ تولى الرئيس محمد مرسي مقاليد حكم البلاد وحتى وقتنا هذا ,, حيث إكتمل الوصف الذى ذكرته سابقا وتطابق عليهم خاصة بعد هذا المزج الغريب بين معظمهم وأركان النظام البائد حتى وصلت نفايات أحدهم وهو بطل سطورنا وملهمها إلى أن قال **أؤيد بشكل شخصي «تخريب» الانتخابات وليس مقاطعتها** وبقراءة هذا التحليل يظهر جليا ,, أنه بمرور الوقت تزداد حدة وعصبية ناشطى التيار اليسارى والليبرالى .. حنقا وغضبا على الشعب الذى أهملهم ولم يضعهم بصوته الإنتخابى فى موقع السلطة حيث مكانهم الطبيعى (من وجهة نظرهم ) فهم شركاء الإخوان المسلمين فى الميدان أمس .ولسان حالهم ... لم الآن يحكم الإخوان المسلمون دونهم؟ أبدا لن يكون فإما أن نحكم سويا أو لا يحكم كلانا ويحكم الجيش ,, ولا تحدثنى عن مدنية الدولة وأهداف الثورة .. ( يافيها يا نخفيها ) ولا تحدثنى عن مصالح الشعب وقوته .. حدثنى عن نصيبى فى الكعكة ,, .. وأثناء كتابة هذه السطور... طفقت أسأل نفسى : - ألهولاء الناشطين موجه ؟ وممول ؟ وداعم ؟ ومدرب ؟ - كيف تغير وضعهم الإجتماعى والمادى فى مثل تلك الفترة القصيرة ؟ - لم التركيز الإعلامى عليهم وتلميعهم ؟ - أمام أى ظهر قوى صلب يرتكنون ؟ - هل لهم علاقة بجهات خارجية أو داخلية لا تري لها مستقبلا مع التيار الإسلامى فى الحكم ؟ أحاول الإجابة عن تلك الأسئلة فمن يحاول معى ؟ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]