أكد السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، عضو المجلس العربي للشئون الخارجية أن استدعاء القاهرة للسفير المصري من الجزائر يعد احتجاجا على عدم كفاية الإجراءات التي اتخذها الجانب الجزائري بحماية الممتلكات والمصالح المصرية، وكذلك سلامة المواطنين المصريين بالجزائر في أعقاب اعتداء المشجعين الجزائريين على نظرائهم المصريين عقب مباراة المنتخبين الأربعاء الماضي. كانت القاهرة قررت الخميس استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور على خلفية أحداث العنف التي شهدتها الخرطوم من قبل الجماهير الجزائرية تجاه الجماهير المصرية، عقب احتجاج شديد اللهجة سلمته وزارة الخارجية المصرية إلى السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار ووصفت فيه الاعتداءات على المشجعين المصريين لمنتخبهم الوطني لكرة القدم في السودان وعلى المصالح المصرية في الجزائر بالوحشية. وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق في تعليق ل "المصريون"، إن عدم استجابة الجزائر يثير تساؤلات حول أسباب ذلك وماهية المصلحة من وراء تفجر الوضع على هذا النحو المؤسف من قيام المشجعين الجزائريين بالاعتداء على العاملين المصريين بالجزائر، والهجوم على المشجعين المصريين بالخرطوم. وتابع: الحكمة تقول إنه إذا كان الشحن الزائد قد أدى لتجاوزات فما الداعي للإصرار على ادعاءات ثبت عدم صحتها بالنسبة للجزائريين في أعقاب المباراة الأولى يوم السبت الماضي والتي وصلت إلى حد الاتهامات بالقتل. وأعرب عن اعتقاده بأن المحركين لتلك الأحداث أصحاب مصلحة لتأزيم العلاقات بين البلدين دفاعا عن افتراءات سابقة، فضلا عن استفادة جهات خارجية من الوضع المتأزم، ما يثير تساؤلات كبيرة حول المصادر التي استندت إليها وساءل الإعلام الجزائرية ومن ورائها. وفي رده على سؤال "المصريون" عن ماهية تلك الجهات الخارجية، قال: سمعت أشياء لكنني لا أحب أن القي الكلام علي عواهنه لكن أحيلك إلى تصريح لمسئول إسرائيلي قال أريد أن يحدث بين "فتح" و"حماس" كما حدث بين مصر والجزائر. وحول ما إذا كان من بين تلك الجهات دول عربية، قال: لا أستطيع الإجابة علي هذا السؤال فهي جهات يمكن أن توصف بأنها ليس لها مصلحة في استقرار العلاقات بين البلدين سياسيا وتجاريا، مشيرا إلى أن هناك أطرافا لديها استعداد لصب الزيت على النار علي مستوي العلاقات العربية- العربية بوجه عام. لكنه مع ذلك قال إن ما حدث من توتر في العلاقات المصرية – الجزائرية لن يستمر طويلا، فأنا أتصور أن مرحلة التعقل آتية وواثق من ذلك، لأنني لا أشك في توافر إرادة سياسية لدي الطرفين ليس فقط إعادة الأمور إلي نصابها وإنما البناء عليها، وأنه ليس هناك حيثيات تاريخية أو مشاكل محددة عالقة بين مصر والجزائر تستدعي التصعيد.