شهد محيط مبنى الديوان العام لمحافظة الدقهلية حالة من الهدوء الحذر بعد الاشتباكات العنيفة التي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس والتي كانت أشبه ب"حرب الشوارع" بين المتظاهرين وقوات الأمن والتي ألقت بالقبض على 6 من المتظاهرين فى الأحداث الدائرة. وقامت القوات بإيداعهم المدرعة رقم 5681 ب14، وتم نلقهم إلى قسم أول المنصورة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. كانت حدة الاشتباكات قد تصاعدت بعد قيام المتظاهرين برشق قوات الأمن بالحجارة والطوب والزجاج، مما دفع القوات إلى الرد بوابل من القنابل المسيلة للدموع عن طريق مدرعات الأمن المركزى فى محاولة منهم لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى انتشار الدخان بكثافة بالمنطقة. وأغلق متظاهرو الدقهلية شارع الجيش، حيث ميدان الثورة، وقاموا بإشعال النيران بإطارات السيارات، مرددين العديد من الهتافات المناهضة للنظام والمطالبة بإسقاطه والتنديد بوزارة الداخلية وسياساتها تجاه المتظاهرين. وقام المحتجون باحتجاز أحد جنود الأمن المركزي داخل إحدى العمارات المحيطة بالميدان، مؤكدين أن احتجازه جاء لمبادلته مع زملائهم الذين تم القض عليهم. وقام المتواجدون باختطاف المجند عقب قيام قوات الأمن المركزي بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في محاولة منهم لتفريق المتظاهرين، وعلى الفور قامت قوات الأمن بإخلاء سبيل اثنين من المتظاهرين المقبوض عليهم وقام المتظاهرون بترك المجند. كما ألقى المتظاهرون القبض على أحد الأشخاص يقوم بإلقاء الحجارة على قوات الأمن تارة، وعلى المتظاهرين تارة أخرى، وقاموا بتسليمه لرجال الشرطة الذين قاموا باحتجازه بإحدى المدرعات لحين اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة العشرات بحالات اختناق وكدمات وتم إسعاف عدد منهم بالميدان، كما تم نقل ثلاثة آخرين لمستشفى طلخا، كما أصيب عدد من جنود الأمن المركزى باختناقات بسبب الغاز وكدمات بسبب إلقاء الحجارة عليهم. كما أسفرت عن تحطيم زجاج سيارتى إسعاف كانتا بموقع الأحداث بسبب تبادل تراشق الحجارة وقنابل الغاز بين المتظاهرين وقوات الأمن. من ناحية أخرى، أصدر ائتلاف صحفيى الدقهلية، بيانًا أدان فيه الاعتداء على ثلاثة من الصحفيين، وهم محمد طاهر وهانى عبد الشافى ورامى القناوى، أعضاء الائتلاف، بالضرب والإهانة والاستيلاء على الكاميرات الخاصة بهم أثناء تأديتهم لواجبهم المهنى فى نقل أحداث العنف التى نشبت أمام مبنى المحافظة صباح اليوم. وطالب الائتلاف فى بيانه النائب العام بفتح تحقيق فورى فى الاعتداءات المتكررة ضد الصحفيين بمحافظة الدقهلية وكافة محافظات مصر. وشدد الائتلاف على تضامن جميع أعضاء الائتلاف مع زملائهم فى المحاضر التى قاموا بتحريرها لحين القصاص ممن اعتدوا عليهم، مضيفًا أن الصحفيين ليسوا طرفًا فى أى صراع بين القوى السياسية، وأنهم حريصون على ممارسة عملهم بكل حيادية وأمانة.