"الحرية والعدالة": تأجيل للعدالة الاجتماعية.. "الوطن" ضد المصلحة الوطنية.. والجماعة الإسلامية: أزمتنا فى الاستقرار وبناء المؤسسات اتفق عدد من الأحزاب والقوى الإسلامية على خطورة تأجيل الانتخابات البرلمانية إثر التحفظات التى أبدتها المحكمة الدستورية العليا أمس الأول على قانون الانتخابات وإعادتها إلى مجلس الشورى لإعادة النظر فيه. واعتبروا أن تأجيل الانتخابات يصب فى مصلحة تأجيج المشهد السياسى وزيادة تعقيده، مؤكدين أن وجود مجلس نواب منتخب سيكون له دور فى إنهاء الأزمة السياسية وتعديل أوضاع المواطنين. ورفض على عبد الفتاح، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، فكرة تأجيل الانتخابات، محذرا من أن التأجيل سيحمل بداخله تأجيلاً للعدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن تشكيل البرلمان يعنى إكمال مؤسسات الدولة والتوصل إلى المؤسسة البرلمانية الرقيبة والممثلة للمواطنين على الحكومة. وحذر عبد الفتاح من أن التأجيل، مؤكدا أنه قد يكون غير قانوني، مما يسهل الطعن عليه. وقال علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية إن من مصلحة الجميع إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها من أجل الاستقرار واستكمال بناء المؤسسات الرسمية، وأشار إلى أن خطة الجماعة الإسلامية وحزبها استعدادًا للانتخابات لن تغير وتحالفاتها قائمة في كل حال. اتفق معه فى الرأى أحمد بديع، المتحدث الرسمى باسم حزب الوطن السلفي، مؤكدا أن التأجيل سيؤثر بالسلب على المشهد السياسى المتوتر بين النظام الحاكم والمعارضة الممثلة فى جبهة الإنقاذ الوطنى. وأشار إلى أن الحل يكمن فى أن يعجل مجلس الشورى بالاستجابة للتعديلات خلال جلسة أو جلستين على الأكثر لإرساله للمحكمة الدستورية العليا والبت فيه لإجراء الانتخابات فى موعدها. وأعرب بديع عن تخوفه من وجود أطراف فى المشهد ترى فى تأجيل الانتخابات مصلحة لها، وأطراف أخرى ترى أن الإجراء الآن يصب فى مصلحتها. وأشار إلى أن التأجيل سيصب فى صالح جماعة الإخوان التى تعانى الآن من تقلص فى شعبيتها بعد العداء الواضح مع التيار المدنى وبداية الخلافات مع بعض فصائل التيار الإسلامى وعلى رأسها حزب النور السلفى. من جانبه، اعتبر علي فراج، المتحدث باسم السلام والتنمية، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، تأجيل الانتخابات البرلمانية يصب فى مصلحة التيار الإسلامي بعد الصراعات الأخيرة بين جماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة من طرف، والنور من طرف آخر، وهذا يتشتت التيار الإسلامي. وأضاف أن أزمة جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور ستؤثر على شعبية التيار الإسلامي بشكل كبير إن أجريت الانتخابات البرلمانية في موعدها، مؤكدا أن ممارسة أي ضغوط من الرئاسة أو جماعة الإخوان المسلمين بغرض تأجيلها سيزيد من حدة الصراعات ويفتح مشاكل لا قبل للإسلاميين بها. وقال: "من الأفضل أن تأتي المطالبة بتأجيل الانتخابات من جانب المعارضة". وطالب فراج الأحزاب والقوى الإسلامية بالمحافظة على شعبيتها وتوحيد الصفوف مرة أخرى والمحافظة على المشروع الإسلامى، خاصة أن الصورة الآن مهزوزة ومرتعشة. وأشار إلى أن بداية الصراع والانقسام كانت بتقديم حزب النور مبادرته والجلوس مع جبهة الإنقاذ الوطني والاعتراف بهم كممثل للمعارضة السياسية.