يتحدث الأديب الكبير بهاء طاهر والناقد الدكتور يسري عبد الله، في ندوة تنظمها مكتبة الشروق بالزمالك في السابعة مساء غد الثلاثاء عن رواية عمار علي حسن الأخيرة "شجرة العابد". ولاقت الرواية، التي تقع في 412 صفحة من القطع المتوسط، اهتماما كبيرا، منذ صدورها، حيث سجلت الباحثة الجزائرية كريمة بوكرش رسالة دكتوراه حولها، فيما شرع الباحث الإيراني كاوة خضري في تسجيل أطروحة للماجستير عن الواقعية السحرية في الرواية ذاتها. و تأخذ هذه الرواية, التي تقع في 412 صفحة من القطع المتوسط , منحى ملحميا في رسم أحداث تمتد بين الأرض والسماء , وتجري وقائعها على البر والبحر وفي الفضاء, متقلبة بين الواقع والخيال, وشخوصها من الإنس والجن , وزمانها لحظة فارقة للصراع بين الشرق والغرب في أواخر عصر المماليك, ومكانها يصل صعيد مصر وصحاريها بالقاهرة في أيامها الزاهرة. والبطلة المتفردة للرواية شجرة عجيبة مقدسة يهفو الجميع إليها , وإن اختلفت مقاصدهم , ومحرك أحداثها رجل كان يسعى في شبابه إلى الثورة على السلطان المملوكي الجائر , فانتهى إلى درب التصوف هاربا من العسس والسجن والشنق الذي ينتظره, عشقته جنية فاتنة في أيامه الأولى, واستخدمته لتصل إلى غرضها, واتكل هو عليها في تصريف أموره فحسبه الناس من أهل الطريق, لكن أرملة جميلة من الإنس, مات زوجها في قتال الفرنجة عند جزيرة قبرص, علمته كيف يكتشف الطاقة الفياضة الكامنة بين جوانحه, فوصل إلى ما أراد بالمصالحة بين العقل والروح, والمزاوجة بين العلم والذوق, لا سيما حين اختلى بنفسه عدة سنوات في زاوية صغيرة بناها إلى جانب أحد الأديرة المطلة على البحر الأحمر. و”شجرة العابد” هى الرواية الرابعة لعمار على حسن بعد “حكاية شمردل” و”جدران المدى” و”زهر الخريف”، علاوة على مجموعتين قصصيتين هما “عرب العطيات” و”أحلام منسية”.