خرج الآلاف من أهالي مدينة بورسعيد الاستراتيجية الواقعة على المدخل الشمالي لقناة السويس في مسيرات مساء اليوم الأحد، تضامنا مع ضحايا العنف الاحتجاجي الذي وقع بالمدينة الشهر الماضي، واستكمالا لعصيان مدني بدأوه صباح الأحد. وشارك في المسيرات، إلى جانب الأهالي، نشطاء سياسيون وأهالي قتلى وجرحى أحداث العنف الاحتجاجي الأخيرة في المدينة وأعضاء رابطة مشجعي كرة القدم من أنصار النادي المصري (البورسعيدي)"ألتراس جرين إيجلز"، وأقارب المتهمين بأحداث ما عرف إعلاميا ب"مجزرة استاد بورسعيد". وطاف المتظاهرون بمسيراتهم شوارع المدينة الرئيسية، ودعوا إلى استكمال عصيان مدني في الاثنين كانوا قد بدأوه صباح الأحد، والاستمرار به حتى تحقق مطالبهم. وتتمثل مطالبهم الأساسية في تعيين قاض مستقل للتحقيق في وقائع مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة حوالي 150 آخرين برصاص حي خلال أحداث العنف الاحتجاجي التي شهدتها المدينة الشهر الماضي. وتفجر هذا العنف احتجاجا على حكم قضائي صدر في 26 يناير/ كانون ثاني الماضي بإحالة أوراق 21 من أبناء بورسعيد إلى المفتي، تمهيدا لإصدار حكم بإعدامهم؛ لإدانتهم في ما عرف إعلاميا ب"مجزرة استاد بورسعيد"، التي قتل فيها 74 من مشجعي "النادي الأهلي". كما يطالبون بمعاملة قتلى وجرحى تلك الأحداث باعتبارهم من شهداء أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وإقالة وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم ومدير أمن بورسعيد اللواء محسن راضي، وتقديمهما لمحاكمة جنائية باعتبارهما مسؤولين عن سقوط القتلى الأربعين. وجاء ذلك وسط غياب الشرطة عن شوارع المدينة وتولي قوات الجيش مسؤولية حفظ الأمن بها. وكان المئات من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية في بورسعيد، تجاوبوا في ساعة مبكرة من صباح الأحد، مع دعوة العصيان المدني التي أطلقتها رابطة مشجعي "النادي المصري"؛ حيث أجبروا الموظفين على التوقف عن العمل بعدة مصالح حكومية، وقطعوا خط السكة الحديدية في المدينة. وشهدت دعوة العصيان استجابة متوسطة من أصحاب المحال التجارية في بورسعيد، بحسب ما رصده مراسلو وكالة "الأناضول" للأنباء، فيما لم تشهد المظاهرات وقوع إصابات. وحاول المحتجون صباح اليوم الاقتراب من مبنى إدارة قناة السويس (منفذ ملاحي دولي يربط قارتي آسيا وإفريقيا) ووقف العمل فيه، لكن قوات الجيش منعتهم من الوصول إليه. واستمرت حركة الملاحة منتظمة في ميناء بورسعيد، بحسب مراسلي "الأناضول"، فيما أعلنت مديرية الصحة في المحافظة حالة الطوارئ تحسبًا لوقوع أي أحداث. وكثفت قوات الجيش من دورياتها قرب سجن بورسعيد العمومي والمؤسسات الحيوية في المحافظة ومجمع محاكم بورسعيد والأماكن التي تتركز فيها البنوك.