قال علي زيدان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة اليوم الأحد إن الاحتفالات بالذكرى السنوية الثانية للثورة الليبية "كانت شعبية خرج فيها الشعب الليبي دون أن يدعوه أحد، وتميزت بالتزام تلقائي"، داعيا الليبيين للحفاظ على مكتسبات الثورة. زيدان شدد، في كلمة ألقاها عبر التليفزيون الرسمي بمناسبة ذكرى الثورة، على أن من أرادوا إفساد فرحة الشعب الليبي بالذكرى الثانية لثورة فبراير "باءوا بالفشل فعلا وقولا". وحذرت السلطات في الأيام الماضية من إمكانية تسلل مؤيدين لنظام العقيد الراحل معمر القذافي لتنفيذ "عمليات تخريبية" خلال الاحتفالات بذكرى الثورة. ودعا زيدان الشعب الليبي إلى الحفاظ على مكتسبات ثورة 17 فبراير/ شباط 2011، التي أطاحت بنظام القذافي. ورأى أن "الليبيين برهنوا على أنهم شعب الإرادة وشعب الإصرار وشعب المشروع الوطني الذي سيحقق كل أماني هذا الشعب". وتعهد بأن حكومته لن "تألوا جهدا في اتخاذ كافة التدابير والأسباب والوسائل للقضاء على المركزية والتهميش، وصولاً إلى وحدة وطنية متينة وصادقة لن تنفصم عراها". واكتفى رئيس الحكومة الليبية بالمرور عبر المحتفلين في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس؛ لتحيتهم دون إلقاء كلمة رسمية بينهم أو المشاركة في الاحتفال، حيث أعلن في وقت سابق أن الاحتفال بذكرى الثورة سيكون شعبيا، وليس رسميا. من جهته، اعترف رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان المؤقت) محمد المقريف اليوم الأحد بوجود "أوجه قصور" في أداء المؤتمر، معللا ذلك ب"التجربة الجديدة، ونقص الخبرة لدى معظم الأعضاء" في المؤتمر. المقريف أكد، خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثانية للثورة الليبية في مدينة بنغازي (شرق)، على "عزم المؤتمر السير قدما في القيام بمسئولياته على أفضل وجه، مستفيدا من تجربة الأشهر الماضية، وأخطائه". ولم يذكر أي أمثلة لهذه "الأخطاء" و "أوجه القصور". كما أقر بوجود أعوان للنظام السابق في البعثات الدبلوماسية الليبية. وطالب الشعب الليبي بتوحيد الصفوف لمحاربة أعوان النظام السابق "الذين يهددون استقرار ليبيا"، على حد قوله. ورغم إعلان الحكومة الليبية اليوم الأحد 17 فبراير/ شباط الجاري عطلة رسمية، إلا أن احتفالات اليوم بالذكرى الثانية للثورة لم تشهد مشاركة رسمية في العاصمة ، وفقا لجولة قام بها مراسل "الأناضول". كما عمت الاحتفالات الشعبية مدنا أخرى، مثل مصراتة وزليتن والخمس والزنتان والزاوية (غرب)، وسبها وبعض قرى الجنوب، والبيضاء وطبرق ودرنة في الشرق، وسط إجراءات أمنية مشددة أيضا.