إذا كان الإبقاء على د.قنديل - رئيس الوزراء - سينقذ مصر من أزماتها فلا مانع من بقائه 100سنة! لكن المشكلة أن الإخوان يريدون بقاءه عندًا في المعارضة.. الرئيس يتصور أن تغيير الحكومة معناه أن الشارع والمعارضة انتصرا عليه.. وهذا غير صحيح! الرئيس نفسه تراجع عن كثير من قراراته عندما رأى أن مصلحة الشعب والوطن تتطلب ذلك.. لكن حكومة قنديل أساءت للرئيس والإخوان قبل أن تسيء للشعب..قنديل خبير ري من الطراز الأول لكنه ليس عالم اقتصاد أو تخطيط لينقذ مصر من وطأه الأزمة الاقتصادية.. من ثم فإن اختياره على أساس الولاء وليس الكفاءة أضر بالإخوان الذين يستعدون للانتخابات التي ستكون أهم انتخابات في تاريخهم.. الحكومة فشلت في تقديم أي حلول لإنعاش اقتصاد حائر بين إرث الماضي ورعب الحاضر وإفلاس المستقبل.. لقد ارتكبت الحكومة خطأ بالغًا عندما ظلت تسرف في الوعود، وأوهموا الرئيس أن شبح الإفلاس غير وارد.. ورطوا الرئيس فقال أن الذين يزعمون إفلاس مصر هم المفلسون.. واتضح أننا خسرنا 23مليار دولار من الاحتياطي النقدي الأجنبي، وانكشف كذب الحكومة. ليس سرًا الآن أن مؤسسة الرئاسة منقسمة حول نفسها بشان الإبقاء على قنديل وحكومته، فبينما يرى البعض أن التغيير ضروري لعدة أسباب أهمها امتصاص غضب الناس وإجبار جبهة الإنقاذ على خوض الحوار، يعتقد آخرون أن الرضوخ لرغبات الشارع سيفتح الباب على مصراعيه أمام الشعب ليصعد من رفضه لأي شيء وكل شيء.. الجديد أن الإخوان الذين كانوا يضغطون على الرئيس للإبقاء على قنديل هم الذين يحثونه الآن على تغييره، خصوصًا بعد أن تقدم حزب النور حليف الإخوان الرئيسي بمبادرة ضمن بنودها رحيل الحكومة الفاشلة فورًا.. الجميع يبحث عن كبش فداء، وليس هناك أنسب من قنديل الذي بدأت حكومته تعيش نفس حالة الانقسام والأجنحة التي عانت منها حكومة نظيف قبل الثورة الذي استقدم أصدقاءه ليخفف الضغط الواقع عليه من رجال المشير من ناحية وإتباع جمال مبارك من ناحية أخرى..هذا المناخ يعيشه قنديل الآن.. فالضرب تحت الحزام زاد بين الوزراء وبعضهم، فأصبحت الحكومة للأسف قصعة يتهاوى اليها الآكلون.. الكل يبحث عن لقب وزير سابق بغض النظر عما يمكن أن يقدمه لمصر.. حتى جبهة الإنقاذ صارت هي الأخرى تسعى للوزارات الخدمية حتى لا تخرج من المولد خاوية الوفاض.. والآن أما يرحل قنديل وهو أخف الأضرار على الرئيس والإخوان أو يبقى ويزيد الأمور سوءًا خاصة في ضوء تصريحاته عن الثدي، والرضاعة، وإلغاء الدعم في وقت أزمة ناهيك عن الضرائب وزيادة فواتير الكهرباء والمياه والغاز وصرف العيش بالبطاقات.. الحرية والعدالة تحتاج حكومة تكسب بها الانتخابات وقطعًا لن تكون حكومة قنديل!!