إن الله إذا أنعم على قوم بنعمة... لم يك مغيرها حتى يغيروا ما بأنفسهم...فاتقوا الله يا أهل مصر... فإن الله قد أنعم عليكم بعظيم نعمه وواسع فضله.... والخطاب هنا للجميع... من يدعون الإنقاذ.. والثوار.. وجميع ائتلافات الثورة... وأولى الناس بندائي أولئكم القوم.. الذين وسدوا الولاية والإمارة... ليحذر الجميع سُنة الاستبدال.. إننى أرى حكمة كبرى تطل بوجهها من سقوط الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية كافة.. وعلى رأسها النظام المصرى من منطلق أنه كان أعتى هذه الأنظمة قاطبة, وأكثرها دراوة فما هذا كله إلا إرهاصات لحدث جلل.. ليس بطبيعة الحال هو وصول الإخوان للحكم... فقد يكون ذلك ضمن هذه الإرهاصات.. فما كل هذا إلا انتظارًا للحدث الجلل... ولذلك فليحذر الجميع.. سُنة الاستبدال.. تمهيدًا لهذا المنتظر فى علم الله المكنون. إننى أحذر الجميع من هذا الغائب الذى لايعلمه إلا الله, خاصة هؤلاء الذين تشرذموا بدعوة أنهم "الإنقاذ" ولا يعلم ما فى صدورهم إلا الله, كذلك من يلقبون أنفسهم بالثوار, وكذلك رجال النظام السابق وأنصاره كافة, وكذلك القائمين على شئون الحكم وأنصارهم كافة, فليراجع كل واحد منا نفسه, وليتقى الله ربه, وليعلم الجميع أن الله مطلع عليهم, وهو معهم يسمع ويرى, فإنه سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. ما هذا التنازع وهذا الشقاق الواقع بين أبناء وطننا العظيم خاصة النخبة منه أو الصفوة، والله يعلم مدى صفاء نفوس الجميع, والله يعلم من يعلى مصلحة مصر ومن يسعى أو يبتغى مصالحه الخاصة دون أن يعبأ بعواقب ذلك الوخيمة, فليحذر الجميع سُنة الاستبدال.. فإن سُنة الله فى الاستبدال جارية وماضية لا محالة وواقعة لا مناص منها ولا تحابى أحدًا, وما وقع فى الأمم ممن كان قبلنا كثير يصعب حصره, وكذلك أيضًا وقعت السُنة ذاتها فى الدول والإمبراطوريات والقوى الكبرى, بل وقعت أيضًا فى الجماعات, وأصحاب الدعوات وأصحاب الفكر والمناهج, ممن خرجوا على المنهج, وتقاعسواعن حماية الدين , وحمل الأمانة والولاية, باعتبارها مناط ألأمانة الكبرى, ولذلك فإذا ضيعت ألأمانة ووقع الشقاق والتنازع, ذهبت ريح الجميع إلى أعدائهم, وحلت الفرقة , ووقع الاستبدال كضرورة من ضروريات التغيير، وأحد مقتضيات التجديد والاستبدال بعد أن أفقدهم الله مقومات الاستعمال، ووقع الاستبدال من قبل المولى عز وجل وهنا وجب أن يناط الأمر إلى غيرهم ممن سيكونون جديرين بحمل الأمانة والولاية والحكم عنهم . لكن قبل حدوث ذلك يحدث الإعصار المروع, والزلزال المدمر, والبركان المستعر الذى يأكل الأخضر واليابس, وما كل ذلك إلا دلالات وتحذيرات على قرب وقوع الاستبدال, ولذلك فإن سنة الاستبدال ما هى إلا تحذيرًا للأمم والدول والجماعات درءًا للركون ودعوة لعدم الجمود أو التقاعس, وما سنة الاستبدال إلا استنهاض للهمم, ودعوة للنهوض بحمل الأمانة والرسالة, ولذا فإنها لا تأتي مباغتة للأمم وإنما يسبقها إرهاصات كبرى وما أرى ما يحدث فى مصر إلا إرهاصاتها, أو إنذارات وتحذيرات لهذه السُنة الكبرى . ومن هنا أود أن أقف فوق أطهر بقعة من بقاع مصر"جبل الطور" مناديا أهل مصر كافة من أدناها إلى أقصاها حتى يسمع الجميع قوله تعالى:"وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ", وليعتبر أصحاب الإنقاذ والثوار والتيارات الإسلامية كافة, من إرهاصات هذا الحدث الجلل, عل الله يألف بين القلوب, ويرفع هذه الغمة عن هذه الأمة. ومن هنا وجب أن أذكر الجميع بأن سنة الله ماضية لا تحابى أحدًا ولا تستثنى أحدًا, وليعلم الناس كافة ولا يغيب عنهم ما حدث لبنى إسرائيل, وما وقع من إهلاك لفرعون وجنوده, وقوم عاد وهود وثمود وقوم تبع وأصحاب الرس, وقرون بين ذلك كثيرًا أصابتهم هذه السُنة، ولم تستثن أحدًا, وكذلك وقعت هذه السنة بالدول كما وقع بالدولة الأموية والدولة العباسية والدولة الفاطمية، ورأينا ماذا حدث للدولة العثمانية, وكذلك الإمبراطوريات والقوى العظمى وحلول غيرها دون محاباة, ولن تجد لسنة الله تبديلًا ولا تحويلًا. وأخيرًا ما سقوط أنظمة القذافى وبن على ومبارك وهذا الذى لا بشرى له بل إن العاقبة عليه والدائرة واقعة به لا محالة أخذًا بهذه السُنة الكونية التى لا تحابى ولا توالى أحدًا كائنًا من كان, فليحذر أعضاء هذه الجبهة المزعومة, وهؤلاء الذين لا يرون إلا تحت أرجلهم ولا يفكرون إلا فى مصالحهم دون مراعاة لمصلحة هذا الشعب العظيم وطوائفه وشرائحه المختلفة التى باتت لا تجد قوت يومها, وليعلم الجميع من أصحاب المصالح الشخصية التى لا تكاد تخفى على أحد, ويراها الجميع واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء. وليعلم الكافة أن الله آخذ بنواصيهم جميعًا ومطلع على ما فى قلوبهم وما يدور فى ضمائرهم وفى أذهانهم, وسوف يسحبون يوم القيامة فى الأغلال والسلاسل يسجرون, وإلى ربهم يحشرون, وعن كل صغيرة وكبيرة يحاسبون, ثم إما إلى الجنة.... أو لإلى النار يقذفون !! نسأل الله السلامة دكتور/ المهدى إبراهيم شلبى [email protected]