"ديلر" المنطقة شاذ جنسيًا.. والأهالى: الحكومة صنعت البلطجية خبراء: الانفلات الأمنى زاد من ترويج الأسلحة النارية والقنابل اليدوية عزبة أبو حشيش "عزبة القرود" سابقاً تلك المنطقة التى اشتهرت فى الماضى بتربية القرود وتدريبها على سرقة المنازل "مسح الشقق"، كما أطلق عليها أهالى المنطقة؛ فى فترة السبعينيات تحولت مع مرور الأيام إلى وكر لصناعة الأسلحة اليدوية "فرد الخرطوش والقنابل التى تسمى بال"المونة" - نوع من القنابل اليدوية- فضلا عن ترويج الحشيش وكافة أنواع المخدرات. استطاعت "المصريون" أن تخترق تلك المنطقة المرعبة وتحدثت مع بعض سكانها والذين رفضوا الإفصاح عن هوياتهم وبعض عادات وتقاليد ذلك المكان المخيف للبعض بحيث ما إن تسأل أحد من سكان منطقة حدائق القبة والشرابية والمناطق المجاورة يرد قائلا: "يارب تولع بجاز"، ولنبدأ أولاً بوصف العزبة ذلك المكان العشوائى الذى يقع بشارع بورسعيد، الذى يفصل بين منطقة الشرابية وحدائق القبة بمحافظه القاهرة، وتعتبر عزبة أبو حشيش من أكثر الأماكن العشوائية فى مصر ويقول عليها البعض اسم عزبة أبو صفيح لكثرة العشش المصنوعة من الصفيح والأخشاب وهى عبارة عن طرق متعرجة، وبها كثير من الأزقة والحوارى التى تتوه وما إن تدخلها حتى تتعثر قدماك فى القمامة وتعرج الطرق وعند وصولك لها ستفاجأ بكم من الثلاجات والأثاث والتكيفات المسروقة وخاصة عند منطقة المز لقان إذا فهى مكان ملىء بالروبابكيا وكل ما تحتوى عليه من أثاث كلها مسروقة ويعلم ذلك البائع والمشترى. وبسؤال بعض الأهالى الذين استطاعنا أن نتحدث معهم عن متى بدأت عزبة أبو حشيش بمزاولة ذلك النشاط الإجرامى ومتى بدأت تنتشر تجارة الحشيش بها رد قائلا: إن عزبة أبو حشيش مكان عتيق وقديم وممكن تقابل حد مسن وقد جاوز السبعين وقد ولد بها وعاش حياته كلها فيها ولا يعرف لها بداية غير ذلك إن العزبة فى فترة السبعينيات كانت مشهورة بالسرقة ووجود اللصوص ولكن بطريقة مختلفة كثيراً حيث يقوم اللص بتدريب بعض القردة على السرقة بحيث يقوم بدخول الشقق السكنية عن طريق تسلق مواسير المياه والدخول للشقة ومسحها وسرقتها على طريقة "فيلم القرداتي" بالضبط وكان أغلب سكان العزبة دى شغلتهم تدريب القرود على السرقة ومع مر الأيام تحول نشاط العزبة من السرقة عن طريق القرود إلى الاتجار فى المخدرات والحشيش وصناعة الأسلحة اليدوى. بالإضافة إلى ذلك إن أغلب المنازل فى العزبة بها غرفة "ورشة لتصنيع الأسلحة اليدوى" لصناعة سلاح فرد الخرطوش فتعتبر العزبة هى المصدر الأول لصناعة الأسلحة اليدوى الذى أصبح متداولا بشكل كبير جدًا فى الشارع المصرى "والأهم منه "المونة" قنبلة يدوية وهى عبارة "عن قنبلة تصنع يدويًا وبيكون جواها مسامير وأدوات حدادة برادة الحديد وهى شبه بمب العيد بس بتبقى كبيرة شوية عنه وفى حالة انفجارها القنبلة مش بتموت زى القنابل التانية بس ممكن لو حد قريب منا تقطع يده أو ودنه تخرم عينه كده بس مش أكتر"، وذلك على حد قوله. كما يوجد بالعزبة العديد من البلطجية الذين تسببوا فى بعض الأحداث الأخيرة فأغلب أعمال البلطجة التى تقوم مؤخرًا يكون المتسبب بها أفراد من داخل العزبة فهم من تسببوا فى أحداث العباسية. عن أسعار تلك الأسلحة أخبرنا أحدهم أن الأسلحة النارية من نوعية فرد خرطوش يكون من 70 إلى 80 جنيهًا ولا تتعدى المائة جنيه لأن تصنيعها عادة لا يتطلب منا أكثر من قطعتين من الخشب وحديدة "ماسورة" فتكلفتها بسيطة وطريقة عملها سهلة. وعن سعر الرصاصة تباع بسعر 40 جنيهًا للرصاصة الواحدة إلا أنها فى فترات سابقة كانت أرخص بكتييير من ذلك وسبب ارتفاعها فى سوق أبو حشيش هو كثرة الإقبال عليها من قبل المواطنين وهى تصنع عادة من مادة تسمى "الحشار" بضم الحاء تضاف إليها مواد ملتهبة بشكل خفيف مثل مادة الكبريت، وأضاف: "قائلا بلغته العامية" بس الخرطوش مبيقتلش لو كان من مسافة بعيدة لازم يكون عن قرب علشان يموت بس هو بيعمل إصابة للشخص وبسهولة جدًا الرصاصة بتطلع من جسم اللى اتضرب بيها". وبسؤال آخر عن أشهر بلطجى "معلمين" عزبة أبو حشيش كان الرد أن أشهر البلطجية بالعزبة هو القطر أكبر تاجر مخدرات بالعزبة وبساعده جميع أبنائه فى تجارة المخدرات وله من الهيبة والخوف فى نفوسهم أكثر من غيره. أما بعجر فهو رجل خمرى اللون به بشلة بوجهه متوسط الطول يميل إلى السمنة قليلا، بالإضافة إلى ذلك فهو مختلف تمامًا عن القطر حيث له أسلوبه الخاص فى ترويج المخدرات وفى طريقة بيعها بحيث إذا تعثر أحد المدمنين ماديًا ولم يستطع دفع ثمن المخدرات لحظة بيعها يطلب منه إقامة علاقة جنسية معه لحين استطاعته سداد الدين ولا يفرق بين رجل أو امرأة والبعض من المترددين عليه يخضعون لإرادته دون نقاش رغبة منهم فى الحصول على المخدرات. وبسؤاله مرة أخرى عن كيفية التعايش مع سكان المنطقة، قال إن سكان المنطقة الذين لا يعملون فى تجارة المخدرات أو صناعة الأسلحة وهم قلة تعايشوا مع الوضع، كما أن كل المقيمين بالعزبة لا أحد يجهل الآخر كلهم معلومون لدى بعض ولا يستطيع أحد منهم الإبلاغ عن أحد إلا أنه فى بعض الأحيان تقوم الشرطة بعمليات تمشيط للمنطقة، وأغلب المشتغلين بالاتجار بالمخدرات يتراوح أعمارهم من 16 سنة فيما فوق ولم يقم أبدًا مواجهات بين ضباط الشرطة والتجار إلا أنه هناك حملات إخلاء للعزبة. وبالإضافة إلى ذلك يوجد الكثير من الشرفاء وأصحاب الأيدى النظيفة فى عزبة أبو حشيش يتمنوا أن يحطوا بجانب من الاهتمام من قبل المسئولين حيث أكد لى أحدهم أن المسئولين كثيرًا ما مروا عليهم واصرفوا فى وعودهم بأن هناك أملا فى تطوير العزبة وتجميلها وتحسينها ولكن كل ذلك يذهب هباءً دون أى جدوى أو سعى منهم وأردف قائلا: "نحن لا نطلب إلا أن نعيش عيشة كريمة تحفظ للإنسان آدميته وإنسانيته ليس أكثر من ذلك فلينظروا إلينا قليلا هذا ما نأمله ونطلبه. وتعقيبا على انتشار ورواج تجارة السلاح النارى فى مصر فى الآونة الأخيرة يقول محمود جوهر الخبير الأمنى إن من أهم أسباب انتشار السلاح النارى والقنابل اليدوية هى حالة الفوضى العارمة التى انتابت البلاد فى الوقت الحالى والحلول المطلوبة من الأمن للسيطرة على تلك البؤر الإجرامية مثل منطقة أبو حشيش المذكورة أو غيرها من البؤر الإجرامية فى مصر يجب علينا جمع التحريات الدقيقة عن المقيمين بهذه الأعمال وتلك التحريات تشمل الآتى: أولا عنصر التوقيت بمعنى معرفة ميعاد محدد لبدء قيامهم بصناعة تلك الأسلحة والإعداد الكامل لمباغتتهم أثناء قيامهم بعملها، ثانيا تجنيد أحد المواطنين الشرفاء من داخل المكان لإمدادنا بمعلومات كافية عنهم ويكون معد نفسيًا للقيام بمثل هذه المهمة ويكون ملما بأنها مهمة مثل ذلك تقتضى فى جميع الأحوال إلى مصلحة البلد، وفى الوقت ذاته تضمن لذلك الشخص الأمان الكافى له والسرية بحيث نحفظ له حياته فإن لم نستطع يجب علينا زرع شخص آخر بينهم لكى نتوصل إلى هويتهم.