يتنافس فيلمان أمريكيان يتناولان علاقة الاستخبارات الأمريكية بالعالم الإسلامي على جوائز أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية (الأوسكار) في دورتها ال 85 والتي من المقرر الإعلان عن جوائزها في ال 24 الشهر الجاري. ويأتي فيلما (Zero Dark Thirty) و(Argo) من بين 9 أفلام رشّحتها الجهة المنظمة للفوز بالجائزة، في وقت سابق من الشهر الماضي. وتعد جائزة الأوسكار، التي تأسست عام 1927، من أرفع الجوائز السينمائية في الولاياتالمتحدة، ويعتبرها البعض أهم جائزة سينمائية في العالم، وتضم قسمين، أحدهما للأفلام الأمريكية والثاني لغير الأمريكية. ويرى نقاد سينمائيون أن الجائزة العالمية تعلي ما هو سياسي على ما هو سينمائي في اختيار الأعمال المرشحة لجوائزها، في بعض الأحيان، ويصفونها بأنها غالبًا ما تكون مشغولة برسم صورة المسلم والعربي، وفق الرؤية الأمريكية، ولاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر. ويرصد فيلم (Zero Dark Thirty) أي (الثانية عشرة والنصف ليلاً) تفاصيل الوصول إلى زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، ودور المخابرات الأمريكية في الوصول إليه وقتله باعتباره مدبر تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث سبق وأن اعترف بن لادن نفسه بمسؤوليته عن التفجيرات في أحد التسجيلات المنسوبة إليه. ويعتمد الفيلم أسلوب جمع المعلومات بكثافة، ثم صياغة مادة روائية تقوم بعرض الجهد الكبير الذي بذلته وكالة الاستخبارات الأمريكية طوال الفترة الممتدة من 2001 إلى 2011 للوصول إلى بن لادن وتصفيته. ويعرض الفيلم تفاصيل أحداث مقتل بن لادن، وعملية البحث عنه التي استغرقت 10 سنوات، كما يعرض أيضا مشاهد التعذيب التي أعادت فتح الجدل حول جدوى استخدام أساليب الاستجواب القاسية في الولاياتالمتحدة. والفيلم من إخراج كاثرين بيجلو، وتأليف مارك بول، ومن بطولة كريس برات، وجيسيكا شاستين، وجوال أدجيرتون، وكيل شاندلر، وجيرمي سترونج. فيما يتناول فيلم (Argo)، الفائز بجائزة "البافتا" التي تقدمها "أكاديمية علوم السينما والتلفزيون البريطانية، قضية إطلاق سراح 6 دبلوماسيين أمريكيين، احتجزوا في إيران عقب الثورة الإسلامية فيها عام 1979، فيما عرف باسم أزمة الرهائن في إيران. ويرصد الفيلم وقائع قصة حقيقية لعملية استخباراتية محفوفة بالمخاطر، قام بها ضابط مخابرات أمريكي بهدف إنقاذ الدبلوماسيين، ووصلت ميزانية الفيلم إلى 44 مليون دولار أمريكي. والفيلم بطولة وإخراج بن آفليك، وشاركه البطولة جون جودمان، وبرايان كارانستون، وكيري بيشيه، وكليا دوفال، وكيلي شاندلر. ويقول الناقد السينمائي أسامة صفار، في تصريحات لمراسلة الأناضول: "تفاجئنا دائما جوائز الأوسكار بإعلائها السياسي فوق السينمائي عند اختيارها للفائزين بجوائزها، حدث ذلك في عام 2008 حينما تم اختيار فيلم (هارت لوكر) والذي كان يحكي قصة معاناة الجنود الأمريكيين في العراق، حيث كان الاختيار وقتها سياسيًّا وليس على معيار فني"، واصفًا ذلك بقوله "الأوسكار في خدمة السياسة الأمريكية". وأضاف صفار: "هوليود مشغولة دائمًا برسم صورة العربي والمسلم في أدوارها، فهو دور تعتني به منذ سنوات طويلة ولاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر"، مشيرًا إلى أن العربي والمسلم في أفلام هوليود هو "عدو أكيد وإرهابي محتمل، وذلك انعكاسًا للسياسة الأمريكية". والإشارة إلى غياب المعايير المهنية في توزيع جوائز الأوسكار شكوى خرجت من العديد من الممثلين والنقاد، وهو ما ينفيه القائمون على لجنة التحكيم. وبخلاف الفيلمين السابقين، يتنافس على جوائز الأوسكار عدد آخر من الأفلام، من بين بينها فيلم (DJANGO UNCHAINED) بطولة ويل سميث، وليوناردو دى كابريو، وتدور أحداثه حول ضابط شرطة أمريكي ترك الخدمة ويتم استئجاره للقيام بأعمال غير مشروعة. وفيلم (LIFE OF PI) الذي يدور حول قصة «بى باتيل» والذي اتجهت عائلته في سفينة من الهند إلى أمريكا الشمالية، ولكن عندما تغرق السفينة يجد "بى" نفسه وحيدًا على متن قارب نجاة مع ضبع، قرد أورانجتان، وحمار وحشى جريح، ونمر بنغالى، وتلى ذلك مغامرة مليئة بالمكافحة للبقاء على قيد الحياة. والفيلم بطولة سوراج شارما، وعرفان خان، بجانب النجوم رافى سبال، جيرارد ديبارديو. أما فيلم (Lincoln) فتدور أحداثه حول الأشهر الأخيرة في فترة الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن، في القرن التاسع عشر، حيث كانت أمريكا منقسمة بسبب الحرب الأهلية، فيحاول لينكولن أن ينتهج مسارًا جديدًا للعمل يهدف إلى وضع حد لهذه الحرب وتوحيد البلاد وإلغاء العبودية. والفيلم يشارك في تمثيله دانيال داى لويس، وسالى فيلد، وديفيد ستراثيرن. فيلم (THE MASTER) تدور أحداث الفيلم حول التشوهات النفسية للجنود العائدين من الحرب العالمية الثانية، بطولة جواكين فينيكس، وفيليب سايمور هوفمان، وإيمي آدامز. ويجسد فيلم (LES MISERABLES)، بطولة آن هاثاواي، وراسل كرو، وهيو جاكمان، وساشا بارون كوهين، وهيلينا بونام كارتر، الرواية الشهيرة لفيكتور هوجو، والتي تحمل اسم البؤساء. ويحكي فيلم (SILVER LININGS PLAYBOOK) الذي تدور أحداثه حول مدرس سابق تراجعت حياته إلى الوراء بعدما أمضى أربع سنوات في مصحة عقلية نتيجة مشكلات كثيرة مر بها في حياته. الفيلم بطولة برادلي كوبر، جنيفر لورانس، روبرت دينيرو، جوليا ستايلز وشيا ونجهام. تاسع هذه الأفلام المرشحة؛ هو فيلم (Beasts of the Southern Wild ) الذي تقوم ببطولته الطفلة "كوفينزانا واليس، وتدور أحداثه وسط الغابات والأمطار والظروف المناخية الصعبة.