فى مساء يوم الأحد الموافق 28 يناير 2012 جدد الأستاذ الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية دعوته لجميع القوى السياسية إلى الحوار حتى تعبر مصر الأزمة الراهنة.. وخرجت علينا "جبهة الرفض" لتعلن قبولها الحوار تحت شروط على الرئيس أن يقبلها.. لتغلق الباب فى وجه أى حوار !. إننى أعجب أن "النخب" لا تفهم معنى الحوار، أو أنها تضع العراقيل التى تطلق عليها شروطًا وأنها موافقة على الحوار بشرط الاستجابة إلى الشروط! فمفهوم الحوار، بين اثنين أو أكثر، الذى يعرفه الكافة هو أن يجلس هؤلاء لكى يدلى كل منهم بدلوه فى قضية مطروحة يتحاورون ويتناقشون ثم يبلورون هذه المناقشات إلى قرارات ملزمة يتفق عليها الجميع.. أما أن تبادر الجبهة برفض الحوار ابتداء (مع الكذب بأنها تقبله)، فإن هذا يعنى أن جبهة الرفض هذه لا تفهم معنى الحوار، أو أنها تخشى المواجهة، إذ أنها تغلق الباب حتى لا تواجه، أو أنها تعارض من أجل المعارضة! ومع ذلك، فما هى شروطهم، وماذا يريدون تحقيقه قبل الجلوس إلى مائدة الحوار.. إن من بين الشروط العديدة التى اشترطتها جبهة الرفض هى الموافقة على: انتخابات رئاسية مبكرة. إلغاء الدستور (الذى استفتى عليه الشعب)، والعمل بدستور 1971. تشكيل حكومة وحدة وطنية. والشرط الأول (انتخابات رئاسية مبكرة) مرجعه الشعب، وليس جبهة الرفض أو غيرها، فقد انتخب الشعب رئيس الجمهورية ولا مجال للاستعلاء على إرادة الشعب، إذ أن الشعب مصدر السلطات، ويجب على من يفهم معنى الديمقراطية أن ينزل على إرادة الشعب. والشرط الثانى ( الدستور) أيضا مرجعه الشعب، الذى أقره إقرارًا مؤكدًا فى الاستفتاء عليه، ولا يملك أحد إلغاءه، ولكن هناك آلية طبيعية لتعديل مواده من خلال البرلمان، هذا هو مفهوم الديمقراطية التى يتشدقون بها.. وأما عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، فإننى لا أعتقد أن الحكومة الحالية هى حكومة وحدة أجنبية!، وإن كانت هناك مآخذ على أدائها، فإن سبيل الإصلاح (إن حسنت النيات) هو الحوار وليس المقاطعة .. اعتقال المحرضين إن أعداء مصر متربصون بها، ويسعون إلى تقسيمها، كما جاء فى كتاباتهم وأفعالهم، والأعداء للأسف من أبنائها، ينفذون "المخطط الصهيونى" بوعى أو بغير وعى، ليصبحوا السقالة التى ستختفى ويقام على أنقاضها المعبد الإسرائيلى فى أورشليم .. إن المحرضين على تخريب مصر وإحراقها أكثر خطورة من الفاعلين أنفسهم، وإن كانوا شركاء فى التخريب .. قالوا نريدها "سلمية"، وكذبوا .. فالذين يحرضون على سفك الدماء لا يريدونها سلمية بل يريدونها دموية.. وإذا كان الاعتداء على الشرطة (الذين هم قائمون على حماية المنشآت)، وحرق مصر (دواوينها ومبانيها والممتلكات العامة والخاصة) يندرج تحت "السلمية"، فإننى لاأدرى ماذا يكون التخريب؟، لابد من معرفة المحرضين والفاعلين سواء.. من الضرورى اعتقال المحرضين ومحاكمتهم ممن ثبت بالصوت والصورة انغماسهم بالتحريض.. هؤلاء الذين حرضوا على احتلال مرافق الدولة، وقطع الطرق، والعمل على شلل كامل للدولة بالدعوة إلى "العصيان المدنى" لقد قال "شجاعهم" إننا سنقوم بعمل "كل شىء" يلزم لترضخ الدولة لمطالبنا.. أليس هذا تحريضا؟. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]