إن رهان المعارضة على العنف والتخريب ونشر الفوضى لإسقاط النظام هو رهان خاسر ولن يؤدى إذا تحقق له النجاح - لاقدر الله - إلا لإسقاط الدولة،وجر البلاد الى دوامة من العنف لن يكون فيها غالب أومغلوب فمحاولات التخريب واقتحام المنشأت العامة التى صاحبت المظاهرات التى دعت إليها جبهة الإنقاذ على مدى الأسابيع الماضية ،والتى أصبحت هاجسا متوقعا فى كل المظاهرات القادمة خاصة فى ظل وجود جماعات تتبنى العنف وتدعوا له وتمارسه على أرض الواقع تشير بوضوح الى ضلوع جبهة الإنقاذ فى هذه الأعمال التخريبية بالرغم من المحاولات الباهتة للتنصل منها ،والتبرؤ من العنف تحت دعوى أنها تدعوا لمظاهرات سلمية ،وأنها غير مسئولة عن العناصر المندسة داخل المظاهرات والتى تمارس العنف وهى دعاوى لاتستند إلى منطق سليم لأننا لوسلمنا جدلا بعدم مسئؤليتها عن اندساس العناصر المخربة داخل مظاهراتهم فما الذى يمنعهم من الانسحاب من هذه المظاهرات فور اندلاع أعمال العنف لكشف هذه العناصر والتعامل معها من جانب رجال الأمن ؟!! ومالذى يجعلهم يستمرون فى هذه المظاهرات التى أصبح لها نمط ثابت حيث تستمر بصورة سلمية لبضع ساعات ثم تندلع أعمال العنف مع قدوم المساء ؟!! ولماذا يلتمسون المبرارات والأعذار لجماعات العنف وعلى رأسها البلاك بلوك بحجة البحث عن الدوافع التى دفعتهم الى هذا الطريق ؟ وماتفسيرهم لمشاركة بعض عناصرهم فى أعمال عنف واقتحام بعض مقار الإخوان والحرية والعدالة؟ إن ماتقوم به جبهة الإنقاذ لايعدو أن يكون محاولة لاستثمار أحداث العنف، ومايصاحبها من ضحايا لإقامة سرداقات العويل والندب على الفضائيات حول تعامل الشرطة العنيف مع المتظاهرين،والدعوة لإقامة فعاليات جديدة للتنديد بالشرطة ،وتأبين الضحايا ،والدعوة لإقامة مظاهرات جديدة يصاحبها أحداث عنف وسقوط ضحايا جدد، وهكذا فى سلسلة لاتنتهى حتى تستمر حالة الضغط أو بمعنى أدق الابتزاز التى تمارسها ضد النظام من خلال استغلال هذه الأحداث ،والمتاجرة بدماء القتلى لتحقيق أهدافها بالضغط على النظام من خلال الحالة الاقتصادية التى تزداد سوءا مع استمرار المظاهرات، ومايصاحبها من عنف خاصة فى مجال السياحة والاستثمار بالإضافة لتوجيه رسالة للخارج عن عدم الاستقرار السياسى فى مصر إن الهدف الحقيقى للجبهة هو إسقاط د مرسى وهو ماصرح به الكثير من المنتمين اليها وإلى الأحزاب المنطوية فى هذه الجبهة بالرغم من التصريحات المتضاربة لكبار قادتها مابين استكمال الرئيس مدته، والدعوة لإسقاطه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ،ولعل ماصرح به عمرو موسى أنه والبرادعى يؤيدان بقاء د مرسى، وأن صباحى هو الذى يصر على رحيله ،وهو الأمر الذى نفاه صباحى يعطى دلالة ومؤشر على مايدور فى الحجرات المغلقة حول هذا الأمر ويوضح حقيقة ماتسعى إليه جبهة الإنقاذ فعليا وماتعلنه ظاهريا على الملأ من شروط مسبقة لحضور جلسات الحوار الوطنى، وهى شروط تعلم مسبقا صعوبة قبول الرئاسة بها لأن قبولها يمثل عملية إذعان مهينة، وتجعل من هذه الجبهة وصية على السلطة الحاكمة إن استمرار الجبهة فى هذا النهج ومحاولة إسقاط الرئيس لن يؤدى إلا إلى فوضى شاملة وتقويض لعملية التحول الديمقراطى فى مصر فإذا افترضنا سقوط الرئيس فما البديل والخيارات المطروحة؟ :. البديل الأول: هو تدخل الجيش والاستيلاء على السلطة ،وهذه المرة لن يتركها بسهولة وسيجد ذلك دعما من الشعب الذى سيكون قد كفر بالثورة البديل الثانى تحرك القوى المؤيدة للرئيس وعلى رأسها الاخوان للدفاع عن الشرعية التى يمثلها الرئيس مما قد يؤدى لحالة من الفوضى والحرب الأهلية البديل الثالث: تشكيل مجلس رئاسى وبالرغم من أنه خيار بعيد التحقق، ومن الصعب أن يقبل به الجيش وكذلك القوى الإسلامية إلا أنه سيطرح العديد من الإشكالات حول من يرأسه وأعضائه ومدى شرعيتهم ومدى تمثيلهم للقوى السياسية المختلفة، وماذا لوحدث خلاف فيما بينهم ،وهل من حقهم نزول الانتخابات الرئاسية الجديدة البديل الرابع: هو دعوة الرئيس نفسه لانتخابات مبكرة وهذا البديل يطرح العديد من الأسئلة فماذا لو فاز الرئيس نفسه مرة أخرى، أوفاز مرشح أخر للإخوان أو للتيار الإسلامى، هل ستتفبل القوى الأخرى لهذه النتائج؟ وهل ستسلم للرئيس الجديد باستكمال مدتة ولاتخرج عليه بعد شهور مطالبة بإسقاط النظام ؟ وماذا لوفاز مرشح يسارى وخرج عليه الليبراليون أو الإسلاميون مطالبين بإسقاطه والدعوة لانتخابات جديدة استنادا الى السابقة الأولى التى لم يحترم فيها الصندوق ؟ وماذ الو تكرر الأمر ذاته مرة أخرى؟ فهل نخرج من انتخابات إلى أخرى ونغير الرؤساء كما نغير ملابسنا ؟ إن أى خيار غير استكمال الرئيس لمدته وتغييره بالأليات الديمقراطية من خلال الصندوق الذى أتى به لن يقودنا إلا إلى فوضى عارمة،وتقويض للدولة المصرية،وهدم المعبد على رؤؤس الجميع * مدرس التاريخ الحديث والمعاصر كلية التربية – جامعة دمنهور [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]