أكدت أول مناظرة تجمع بين حزبى النور والمؤتمر بالإسكندرية، سلمية الثورة ونبذ العنف ومساندة الرئيس محمد مرسى مع تحقيق التكامل بين جميع الأطراف السياسية لبناء مصر. وناقشت المناظرة التى نظمها المعهد المصرى الديمقراطي، مساء أمس الرؤية الاقتصادية، ومفهوم الحريات، وقضية المرأة، ومشكلة البطالة، وحل الأزمة السياسية الراهنة . وبدأ محمد قمرة، رئيس اللجنة الإعلامية لحزب النور، فى الحديث عن الرؤية الاقتصادية للحزب التى تلخصت فى الاهتمام بالعشوائيات التى وصلت إلى نسبة 40%، وضرورة وجود رجال أعمال مصريين للمساهمة فى تطوير هذه العشوائيات. وأشار إلى ضرورة وجوب تحويل البنوك المصرية إلى مصارف إسلامية خاصة بعد أزمة الولاياتالمتحدة، وتجميع الصدقات لعمل تنمية شاملة لمساعدة الفقراء وينتقلوا إلى شريحة المكتفين. بينما حذر الدكتور عمرو الفقي، ممثل حزب المؤتمر، من خطورة الوضع الاقتصادى الحالى، وضرورة وجود إجراءات سريعة خاصة مع اقتراب الاحتياطى النقدى إلى الصفر، مشيرا إلى أهمية إعادة ترتيب الأوراق السياسية المصرية فهو يقوم على عدد من المقومات. وألمح الفقى إلى أهمية قطاع السياحة فهو قادر على أن يدر موارد للدولة بأشكال مضاعفة عما كان عليه فى النظام السابق، لأن هناك بنية تحتية جاهزة، موضحًا ضرورة عمل سلة نقدية لتوفير الموارد المطلوبة للبرنامج الاقتصادي، وعقد مؤتمر دولى ينبثق منه خط إنمائى يشترك فيه جميع الهيئات الدولية. ونوه إلى أن مصر مليئة بالموارد التى لا نعلم عنها إلا القليل ومنها شباب مصر الذى يعد مصدر مهم للنقد الأجنبي، قائلا: "لا يمكن لأى مستثمر فى ظل هذا الجو الأمنى أن يأمن على رأس المال، ومن السفسطة أن ندعوا رؤوس مال أجنبية للاستثمار فى مصر." . وحول مفهوم الحريات أكد الفقى أن مفهوم ممارسة الحرية للشعب المصرى مفهوم منتقص، وأنه لابد أن يعى المواطن المصرى معنى الحرية ومعنى الاختلاف الذى يكون فيه ثراء، لذلك علينا خلق قنوات قادرة على خلق منظومة نتمكن من خلالها التعبير عن الآراء والمعتقدات، وأن يكون هدفها هو تثقيف الشعب المصري. بينما رأى قمرة أن الحرية مفهوم فضفاض وإذا أطلقنا الحرية فى مداها الواسع ستؤدى إلى الفوضي، التى تؤدى إلى " القبلية"، لذلك لابد من وجود منظومة قيم. وحزب النور له سقف من الحرية بما لا يخالف القرآن والسنة بفهم سلف الأمة. وقال إن منظومة القيم تختلف من مجتمع إلى آخر وبدون ثقافة السلام تتحول الحرية إلى فوضي، لذلك يجب وضع مادة للأطفال فى المدارس حول الحرية وثقافة السلام فى المناهج التعليمية. وعن المرأة المصرية قال "قمرة" إن المرأة هى مصنع الرجال ونحن نعانى فى المجتمع من مفهوم الذكورية، مشيرا إلى أن حزب النور يسعى لتقديم برنامج توعوى خاصة فى القرى والنجوع لتمكين المرأة، وإقامة ورش عمل لتنميتها والنظر إلى المرأة بوصفها كائن اجتماعى وليس كائنا بيولوجيا، وكذلك إقامة ورش أخرى حول مشكلة المرأة المعيلة لإعالتها ومساعدتها. وبدوره أكد الفقى أنه لا يمكن تهميش المرأة فهى مواطن مصرى كامل الأهلية وليس فى حاجة إلى وصاية عليه، والنساء المصريات قادرات على نجاح أى مرشح يخوض الانتخابات، لافتا إلى أن حزب المؤتمر يقوم بعمل دورات سياسية لتثقيف المرأة التى تطمح فى دور لها مستقبلا، وورش أخرى لإعانة المرأة المعيلة. وحول البطالة استعرض الفقى رؤية الحزب باعتبارها جزءا من منظومة سوء الإدارة والكساد الاقتصادى العالمي، وجزءا من قصور المؤسسة التعليمية، وكان أول مراحل البطالة هو جنوح الشعب إلى الوظيفة الحكومية بكل ما تعنيه من تراكم غير مبرر وفكر انتاجى غير متطور وجمود الفكر الاقتصادى فى مصر. وركز " الفقي" على ضرورة خلق منظومة اقتصادية ناجحة لهذا البلد على المستويين الأمنى والاقتصادي، وخلق فرص استثمارية جديدة لخلق فرص عمل ووجود مناخ استثمارى ناجح فى مصر، وإعادة اكتشاف ورسم الخريطة السياسية المصرية مع تأهيل العامل المصرى لكى يتواكب مع المعرفة الحديثة فى ظل تعليم متخصص تنتج عنه عمالة قادرة على التحدى ولديها رؤية. فيما قال قمرة، إن هناك بطالة مقنعة وأخرى حقيقية مع وجود فائض من العمل وكثرة الموظفين لا يساهم فى تحريك الناتج القومي، محملا الشباب المسئولية أن الشباب لا يستطيع تسويق نفسه وعليهم اكتشاف قدراتهم من جديد. وأوضح أن الحزب يقوم بعمل دورات تأهيلية للعمالة ودراسة برامج أخرى يتبناها الحزب عن طريق الاتصال مع الشركات الكبرى لتشغيل الشباب معلنا صراحة عدم وجود "وعد" صريح بحل أزمة البطالة. واتفق الحزبان فى المناظرة على حرمة سفك دماء المصريين أقباط ومسلمين مشددين على سلمية الثورة، ونبذ العنف، والحوار مع جميع الطوائف بما فيها أعضاء الحزب الوطنى المنحل وتمكين الشباب سياسيا وتنميته ومساندة الرئيس للعبور بالمرحلة الانتقالية وبناء مصر.