الاختلاف سنة الحياة والكون الذى نعيش فيه والطبيعة البشرية التى فطرنا الله عليها منذ أن خلقنا تنزع الى الأنانية لا النحنية والاستئثار لا الايثار والتعالى لا التواضع والأخذ لا العطاء وما ظهر الفلاسفة عبر العصور ومابعث الله من رسل إلا لكبح جماح الحيوان الهائج داخل نفوسنا الجانح نحو هذه الصفات المرذولة وتعريف الناس على الكنز الذى يحملونه داخل قلوبهم والحاوى لكل أفعال الخير من بذل وعطاء وايثار وتواضع وسمو بالروح لنفوز فى النهاية بجنات النعيم حيث لا لغو ولا تأثيم ولكن بالرغم من وجود الاديان فإننا نلاحظ استمرار الخلافات لا الاختلافات حتى بين أتباع الدين الواحد لتفرق الاهواء وتشعب الآراء وللاسف الشديد فإن الجميع مازالوا يتعاملون بمنطق إما نحن وإما هم وهو ما يطلق عليه منطق البديلين فكل طرف يرى أنه على حق وغيره على الباطل وأنه الأجدر والأقوى والأصلح وغيره ليس على شيئ من هذا لذلك تنشب المعارك بين الطرفين او الاطراف المتصارعة ويحاول كل طرف الدفاع عن نفسه وتوجهه ضد الطرف الآخر فى الوقت الذى يشوه فيه كل منهما الآخر ويحاول أن يهد مايبنيه ليثبت للمراقبين أن مفاتيح نجاحهم ورفاهتهم فى يده هو ولا أحد غيره وهكذا ينفرط عقد أعمارنا ونحن نتأخر بينما الكيانات البشرية فى البلاد التى سبقتنا لتطبيق منطق البديل الثالث تتقدم وتزدهر وتقفز نحو الألفية الثالثة أيدى أبنائها متشابكة وعقولهم متعاونة تعاونا ابداعيا ينعكس راحة ورفاهة وقوة على شعوبهم فما هو هذا البديل الثالث الذى نادى به وطبقه اول من نادى وطبق (ستيفن آر كوفى ) عضو لجنة التقريب بين أمريكا والشرق الاسلامى وصاحب أشهر كتاب فى التنمية البشرية وهو العادات السبع للاشخاص الاكثر فاعلية ؟؟ يتلخص هذا المنطق فى أربعة نماذج الأول أن يرى كل انسان نفسه ( ونعنى بالانسان المسئولين ومن يسمون أنفسهم بالنخبة ) انسانا يعى ذاته ويتجاوز مجرد التوجه الذى يتبناه او المجموعة التى ينتمى اليها فلا المعتقدات ولا الجماعات تحدده ، فتفكيره ينبع من داخله الى خارجه والنموذج الثانى أن يرى كل إنسان الآخر انسانا له قيمته بعيدا عن توجهه الفكرى والعقائدى لذا فهو يحترمه ويظهر حبه الصادق له فيسود جو من التعاون بين الجميع فيصبح مجموع الاطراف اكبر بكثير من مجموع أجزائها والنموذج الثالث أن يرى الانسان وجهات نظر الاخرين ويقدرها لأنهم يرون الامور بصورة مختلفة فهم جديرون بالاستماع اليهم وتفهمهم فتتسع وجهات النظر لتصير اكثر اتساعا مما يؤدى الى حلول وبدائل افضل أما النموذج الرابع فى تسلسل هذا المنطق فهو يرى ان واحد زائد واحد تساوى عشرة او ربما مائة واكثر فهو يسأل الآخر ( الطرف الثانى فى اى صراع ) هل هو مستعد للتوصل لحل أفضل من الحلول التى يفكر فيها كل منهما منفردا أم لا فإن كان فسوف يجنيا معا بذلك ثمرة ما يسمى بالتعاون الابداعى الذى نحن – المصريين – فى مسيس الحاجة اليه الآن والآن قبل الغد بدلا من هذا الشجار وتلك المعارك التى يصر كل طرف فيها على رأيه مما يضطرهم فى النهاية الى الحلول الوسط التى تجعل الواحد زائد الواحد يساويان واحدا ونصفا فلا يحصلون الا على المزيد من التأخر والتشرذم ؟؟؟؟ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]