كشفت كاميليا السادات، ابنة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، أن الرئيس حسني مبارك كان رافضًا بشدة لخروج عمها عاطف في الضربة الجوية الأولى، لكنه أصر وطالب الرئيس السادات بالسماح له، فنال الشهادة في المعركة . وقالت كاميليا، لبرنامج "الحياة والناس" على فضائية "الحياة"، عندما وصول الصندوق الأسود لطائرة عاطف السادات سمعنا صوته يقول "الله أكبر الله أكبر.. ضربت مركز القيادة، وبعدها اختفى صوته، واستُشهد وهو في الرابعة والعشرين من عمره . وأكدت أن الرئيس الراحل تأثر بشهادة شقيقه الذي دفن في قريتنا ميت أبو الكوم، موضحة أن السادات نفسه لم يدفن في مدافن القرية بعدما قال الرئيس مبارك لأسرته إنه ليس ملكهم وحدهم، ولكنه ملك للشعب، ولابد أن يدفن في مكان عام كقبر الجندي المجهول كي يزوره الناس . وأضافت: لم أذهب لزيارة قبر والدي في يوم ذكراه مع السيدة جيهان السادات وباقي الأسرة، لأني لا أحب أضواء الإعلام والدوشة، وأحببت أن أزوره وحدي، وأن أتحدث معه، وأقرأ له القرآن بدون أن يكون معي أي شخص. وعن يوم اغتيال الرئيس السادات، قالت: كنت في أمريكا يوم الحادث، لكني لم أشاهد العرض العسكري في التلفزيون وفي الساعة السابعة اتصلوا بي مرة أخرى وانقطع الخط وفتحت التليفزيون فرأيت المشهد ولكني لم أصدق ما أشاهده حيث كان بالنسبة لي صدمة مروعة وتحدثت مع جيهان السادات وأمي وكلهم قالوا لي لا تأتي، ولكني رفضت وعدت للقاهرة . نفت كل ما تردد حول خلافاتها بجيهان السادات، قائلًة: ما كتبته في مذكرتي كان حول أيام طفولتي، ومرض والدتي، وانتقالي من مدرستي الألمانية إلى مدرسة أخرى عادية.. وأنا اعتب على جريدة الوفد لأنها أخذت الكتاب وكتب كل السموم تحت اسم مذكرات كاميليا كما لفقت لي كلاماً لم أكتبه . وتابعت: قابلت جمال حماد وسألته كيف لك أن تنشر هذا الكلام تحت لساني ومن سمح لك بنشره، ونصحتني أسرتي بأن أرفع قضية ضد الوفد، لكني رفضت لأن القضايا في مصر تظل بالمحاكم لسنوات طويلة . وعن علاقتها القوية بضباط الثورة، قالت إن الرئيس جمال عبد الناصر كان يسمح لها بحضور اجتماعات ضباط الثورة ويسألها عن مدرستها ويستمع لحكاياتها الطفولية وكان يرسل لها العربية كي تحضرها من المدرسة ويتحدث معها في حديقة منزله، وعندما سأله السادات عن ذلك، قال له ناصر: كاميليا عينيها تتحرك بطريقة غريبة، ولابد أن أعرف فيهم إيه . وحول حياتها الخاصة، قالت إنها تزوجت وعمرها 12 عامًا وبشهادة ميلاد بالتسنين والشهود على عقد زواجها كان الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، موضحًة أنها وقفت ضد هذه الزيجة بسبب صغر سنها لكن الزواج تم واستمر لمدة عشر سنوات أنجبت خلالها ابنتها التي تعيش في أمريكا وتعمل مديرة إحدى شركات التأمين. وأشارت إلى تأسيسها معهد "السادات للسلام"، لتعليم كل الناس مبادئ السلام، مضيفة: ذهبنا إلى إسرائيل كي نقدم هذا المنهج للتدريس بالمدارس أيام إسحاق رابين عام 1995، وزرنا الرئيس عرفات، ووضعنا منهج للابتدائي والإعدادي والثانوي، كما قدمنا الكتب لإسرائيل وفلسطين وبالفعل بدأت توزع على المدارس، وحصلت وقتها على جائزة الكنيست . وأوضحت كاميليا أن زيارتها لإسرائيل سببت لها مشكلة كبيرة في مصر، قائلًة: رئيس الكنيست أخذني وعرض علي صور والدي وأوقفني في المكان الذي ألقى منه خطابه الشهير، وبكيت، فهدأني ووضع رأسي على صدره ويده على كتفي، فالتقت أحد الصحفيين الصورة وكتب في الجرائد المصرية كاميليا في أحضان إسرائيل لعمل ضجة وحرب إعلامية ضدي .