أكد مارك وارد نائب المنسق الخاص المسئول عن عملية التحول فى الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية أنه اتفق - خلال زيارته للقاهرة - مع رموز من المعارضة السورية ومن بينهم نائب رئيس الائتلاف السورى المعارض، على تقديم مساعدات مباشرة لهم لتأسيس مكاتب لهم فى مصر وتدشين نظام محاسبى خاص بهم. وقال المسئول الأمريكي - خلال لقاء مع الصحفيين المصريين اليوم /الاثنين/ - "لقد تعهدنا بتقديم مساعدات لإقامة مكاتب لهم على الحدود مع سوريا هناك، مضيفا "إن لديهم مكتبا رئيسيا للائتلاف في مصر لكنهم يريدون تأسيس مكاتب على الحدود مع كل الدول التى لها حدود مشتركة مع سوريا". وأكد أنه تم نصح المعارضه السورية بعدم انفاق أموال كثيرة على تلك المكاتب على الحدود لأنها مؤقتة وسيعودون قريبا الى داخل سوريا .. مشيرا إلى أنها تطلب المساعدتة فى بناء قدرات وإقامة مكاتب لهم للبدء فى العمل كحكومة انتقالية. وأوضح أن سبب وجوده فى مصر ولقاءاته مع المعارضة السورية هو مساعدتهم في بناء مكاتبهم بالقاهرة ورفع قدراتهم في العمل بشكل احترافي في هذا الصدد خاصة بعد اعتراف العديد من الدول بالإئتلاف السورى .. مشيرا إلى أنه بحث معهم وضع نظام محاسبى يتعلق بهم ليحدد ويوضح أين تذهب المساعدات الأمريكية المقدمة فى هذا الإطار لأن الكونجرس معنى بمتابعة ذلك . وقال مارك وارد نائب المنسق الخاص المسئول عن عملية التحول فى الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية إن وظيفته هى تنسيق المساعدات الامريكية التي تتجه إلى سوريا .. مشيرا إلى أن معظم تلك المساعدات إنسانية. وأوضح أن الولاياتالمتحدة أعلنت في الكويت منذ أسبوع تخصيص 155 مليون دولار مما لتبلغ حجم المساعدات التى قدمتها واشنطن حتى الآن لسوريا 365 مليون دولار سواء في الداخل السورى أو في معسكرات اللاجئين على الحدود الأمر الذى يجعل الولاياتالمتحدة أكبر المانحين. وأشار المسئول الأمريكي إلى أن هناك دولا أخرى تبذل أيضا جهودا متميزة في هذا الإطار بما فيها مصر والتى يوجد بها نحو خمسة عشر ألفا من اللاجئين السوريين حتى الآن حيث يستضيف العديد من المصريين هؤلاء اللاجئون. وأضاف أن جزءا من عمله أيضا هو تنسيق المساعدات الاخرى مثل التدريب والمعدات وبناء القدرات، مؤكدا أهمية هذه المساعدات لأنه يجب أن نضع اعيننا على حقيقة أنه وفى يوم من الايام ستنتهى تلك الكارثة، وسيكون هناك زعماء جدد فى سوريا ممن لايعرفون الكثير عن الادارة، وقال "إننا نحاول تدريبهم بالنسبة للأسس المطلوبة لادارة مجتمع مثل كيفية وضع ميزانية تسهل عملية الحصول على الاستثمارات والمنح". وقال "إن الولاياتالمتحدة أنفقت حتى الآن نحو خمسين مليون دولار على برامج التدريب العديدة لإناس نعتقد أنهم سيكونون قادة لمجتمعهم في المستقبل .. سواء على المستوى المحلي أو الحكومي في سوريا .. وهى عملية ليست سهلة بسبب الأوضاع الأمنية الموجودة حاليا لأن هناك كما تعرفون صداما قائما حاليا ما يخلق أمامنا تحديات كثيرة من بينها أننا لا نستطيع أن نصل بالمساعدات الانسانية لكل الاماكن التى نريد الوصول إليها". وقال مارك وارد نائب المنسق الخاص المسئول عن عملية التحول في الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية، إنه عقد خلال زيارته لمصر مباحثات مع عدد من قادة المعارضة السورية على مدى اليومين الماضيين.. مشيرا إلى أنه أبلغهم أنه لا يمكن الوصول لكل مكان بسبب الصراع الدائر هناك. وقال "أما التحدى الاخر الذى يواجهنا فهو أنه وعندما نوصل المساعدات الانسانية للداخل فاننا لا نريد أن نحصل على استحسان من ذلك ولهذا فان الولاياتالمتحدة لا تضع اسمها على المساعدات المقدمة لان ذلك يضع المنظمات غير الحكومية العاملة فى سوريا فى خطر .. كما أنها تضع المجتمع الذى يتلقى من الولاياتالمتحدة هذه المساعدات فى خطر". وأشار إلى أنه ولهذا السبب تدور تساؤلات دوما أين المساعدات الامريكية لسوريا رغم تقديمها ولماذا لا تساعد واشنطن الشعب السورى .. لكن الاجابة هى أننا نقدم مساعدات للسوريين دون كتابة اسم دولتنا .. فما يهم واشنطن مساعدتهم وليس أن نحظى بتقدير وإشادة. وأضاف أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما إشار فى خطابه الاسبوع الماضى للمساعدات الامريكية والتخوف الامريكى من وضع الناس فى خطر .. وهذا هو اهم شيىء .. وفى يوم من الأيام عندما تهدأ الامور داخل سوريا سيكون باستطاعتنا وقتها الافصاح عن هذه المساعدات الامريكية ومن اين كانت الاغذية والاطباء وغيرها تأتى . وردا على سؤال حول تقديم مساعدات أمريكية للسوريين للبقاء أحياء فقط وليس لتمكينهم من المقاومة .. قال مارك وارد انه مختص بمساعدات لا تتعلق بالتسليح .. مشيرا إلى أن المساعدات المعنى بها ليس لها علاقة حتى بالتدريب على السلاح. وأضاف أننا نقوم مع ذلك باعطائهم تدريبات تتعلق بتأمين الاتصالات ووسائل الاتصال وهذا يساعدهم على المقاومة .. وفى ضوء تجارب الثورات فى مصر وليبيا وتونس فان التواصل بين المواطنين بدون رقابة النظام أمر مهم .. وقد قدمت واشنطن كثير من المعدات والتدريبات للصحفيين الشباب فى سوريا ونشطاء ومدونين لمساعدتهم على التواصل معا داخل البلد بشكل آمن .. وبالتالى فان تدريباتنا لهم لكيفية قيادة البلاد فى المستقبل تعتبر نوعا من المساعدة على المقاومة . وعما إذا كانت المساعدات الأمريكية للسوريين تقدم فقط للأجنحة الليبرالية فى سوريا دون التيارات الاسلامية وتاثير ذلك على مستقبل سوريا.. قال مارك وارد نائب المنسق الخاص المسئول عن عملية التحول في الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية "إن هذا تحدى بالفعل لنا ولكن ليس لأننا نحاول الوقوف خلف جبهة واحدة فالتحدي هو القدرة على الوصول فى أماكن شرق ووسط وغرب سوريا لا يمكننا الوصول اليها ولكنهم يحتاجون مساعدات انسانية وتدريب وأجهزة للتواصل .. وأحيانا لا يتمكنون من الخروج من مناطقهم لمناطق مجاورة للحصول على المساعدات". واستطرد قائلا أنه عندما نتحدث عن المساعدات الانسانية فإننا لا نتساءل حول أيديولوجية من يتلقون المساعدات .. فالمساعدات يتم منحها طبقا للمبادىء الانسانية. وحول ماذا كانت المساعدات لقادة المستقبل فى سوريا تقدم فقط لمن يتبنون نفس النهج الامريكى الليبرالى قال "إننا لا نختار من نقوم بتدريبهم .. ونحاول دائما تعليمهم وتدريبهم وفى نفس الوقت تعليمهم كيفية التواصل مع بعضهم والعمل معنا .. ولهذا فنحن نقوم بتدريب الجميع الليبراليين وغير الليبراليين لاننا نريد لهم أن يتعاونا معا. وقال متسائلا هل نجحنا فى ذلك بشكل كامل ؟ مجيبا بالطبع لا ففى بعض الاحيان كانت الدورات التدريبية تنتهى بأن يتشابك الطرفان معا ويلقون بزجاجات المياه على بعضهم البعض .. ولكننا لن نيأس من ذلك لأننا نعتقد أنها فرصة جيدة أن نجمع الاشخاص من أطراف مختلفة ليتعلموا كيف يفعلون شيئا مفيدا لبلادهم على مدار اسبوع او اثنين وربما ينتهى الأمر بأن يصبحوا اصدقاء. وأضاف المسئول الأمريكي أنه يتم أيضا تقديم مساعدات أخرى كسيارات إسعاف ومستشفيات صغيرة يكون معظم المرضى القادمين اليها من الثوار .. وأحيانا يأتى جندى من النظام ويتم علاجه دون ان يتم سؤاله. وتابع أن المشكلة ليست فى توفير تمويل للمساعدات بقدر ما تتعلق بالقدرة على توصيل المساعدات وتجنب المخاطر فى بعض المناطق فى الداخل . وحول نسبة الأراضى السورية التى يمكن لواشنطن توصيل المساعدات لها أو نسبة الاراضى التى لا يزال نظام الأسد يسيطر عليها .. قال إنه لا يستطيع تحديد ذلك لأن الأمر متغير يوميا، مضيفا أن هناك نحو مليونين ونصف مليون سورى فى حاجة لغذاء. وقال مارك وارد نائب المنسق الخاص المسئول عن عملية التحول في الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية إنه اتفق - خلال زيارته للقاهرة - "إننا متأكدون من أننا نوصل الغذاء لمليون ونصف منهم وبالتالى فهناك مليون شخص داخل سوريا نحتاج لتوصيل الغذاء اليهم .. ونحاول تحقيق ذلك مع تقديم مساعداتنا من خلال برنامج الغذاء العالمى أيضا .. ونحاول كذلك الوصول لتلك المناطق عبر منظمات غير حكومية أخرى". وأشاف المسئول الأمريكي "إننا حاولنا وضع خريطة للأماكن التى يمكننا الوصول اليها لكن وفى اليوم التالى يتم التغيير". وأوضح أن هناك مناطق فى البلاد خاصة بالشمال والشمال الشرقى لدينا قدرة أكبر على الوصول اليها .. وقال "اننا بحلول نهاية فبراير الحالى يمكننا القول ان الولاياتالمتحدة وحدها استطاعت تقديم مساعدات لمواجهة برد الشتاء لتسمعائة الف سورى". وقال انه سيأتى يوم بعد انتهاء الأزمة فى سوريا يعرف فيه السوريون حجم المساعدات الامريكية التى تم تقديمها لهم خلال هذا الصراع وأن الخبز الذى يتناولونه جاء من الولاياتالمتحدة لكننا لا نريد الافصاح عن ذلك الان كى لا نعرضهم للخطر .. وتابع "إننا نأمل أن الحكومة السورية الجديدة ما بعد الاسد تضع اولوياتها حتى نستطيع مساعدتها وايضا سيكون فى الصدارة على المدى القصير تقديم اموال لاصلاح منازلهم الحصول على وظائف وشراء غذاء ومنازل .. وعلى المدى الطويل لابد من اقامة مشروعات بنية تحتية وسيحتاج الامر لمشاركة عدة دول واطراف والبنك الدولى ودول الخليج لأن الولاياتالمتحدة لن تكون العنصر الاساسى فى المشروعات على المدى الطويل". ووجه المسئول الأمريكى الشكر للعائلات المصرية التى تستضيف عائلات سورية وكذلك الشكر للحكومة المصرية التى رحبت بخمسة عشر الفا من اللاجئين السوريين رغم المشاكل التى تواجهها الحكومة المصرية . وأضاف أن هناك ميزانية لمساعدة اللاجئين السوريين فى مصر تقدم من خلال مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، ويمكننا بحث غمكانية تقديم مساعدات مباشرة اذا تم طلب ذلك من واشنطن . وعما إذا كان حل الأزمة فى سوريا بات مرتبطا بتسوية أمريكية مع ايران حول ملفها النووى تجنب المسئول الامريكى الاجابة على هذا السؤال.