كشفت الملامح الرئيسية لمشروع البيان الختامي لقمة المؤتمر الإسلامي في دورتها ال12 التي تستضيفها القاهرة يومي 6 و7 فبراير/ الجاري عن سيطرة الأزمة سوريا على اهتمام القمة. وبحسب ملامح مشروع البيان الختامي التي ظهرت خلال اجتماعات كبار المسؤولين في الدول أعضاء التعاون الإسلامي اليوم السبت بالقاهرة تتجه دول المنظمة لتحميل نظام بشار الأسد مسؤولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات في سوريا داعيا في الوقت ذاته لوقف فوري لأعمال العنف والقتل والتدمير واحترام القيم الاسلامية وحقوق الانسان وتجنيب سوريا مخاطر الحرب الأهلية الشاملة. وتتجه دول القمة وعدد اعضائها 56 دولة إلى جانب سوريا المعلق عضويتها إلى التشديد على "صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها منددة باستمرار عملية سفك الدماء في هذا البلد"، بحسب النقاط الرئيسية لمشروع البيان الختامي التي اطلع عليها مراسل وكالة الأناضول. وستطرح القمة، بحسب النقاط الرئيسية لمشروع البيان إلى "حوار جاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وبين القوى السورية المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا مباشرة بأي من أشكال القمع وافساح المجال أمام عملية انتقالية تمكن أبناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته للإصلاح الديمقراطي والتغيير". وتتجه القمة للتشديد أيضا على "حل سياسي للأزمة في سوريا ودعم مهمة المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الابراهيمي والترحيب بتشكيل التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة". وقال مراسل وكالة الأناضول للأنباء بأن وفد دولة قطر المشارك في اجتماعات كبار المسئولين بالقمة اليوم السبت طالب بإضافة فقرة في مشروع البيان الختامي للقمة تتضمن "الترحيب بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية يوم 11 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي برعاية الدوحة وتشكيل الائتلاف الوطني السوري للقوى الثورة والمعارضة". وبخصوص الوضع في مالي ستدعو القمة إلى "وحدة مالي وسيادتها وسلامة أراضيها منددا بمحاولات الحركة الوطنية لتحرير أزواد وغيرها من الجماعات المسلحة التي تهدد سلامة أراضي هذا البلد". وسيعلن دول القمة عن تضامنها الكامل مع حكومة مالي وترحيبها بقرار مجلس الأمن رقم 2085 وتتعهد أيضا بتقديم الدعم للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ومبادرة الاتحاد الافريقي للسلام". وستدعو الدول إلى "المساعدة في تخفيف من معاناة الآلاف من اللاجئين والنازحين في مالي مدينا الاعتداءات التي قامت بها الجماعات المسلحة ضد المدنيين وتدمير المواقع التراثية خاصة في مدينة تمبكتو شمال البلاد". وستحرص دول القمة بحسب ما خلصت إليه اجتماعات اليوم السبت إلى التشديد على الطابع المركزي لقضية فلسطينوالقدس الشريف بالنسبة للأمة الاسلامية جميعا وضرورة قيام الأمة بالدفاع عن الأماكن المقدسة بكل طاقتها والوسائل المشروعة. وسيدين المشاركون في القمة وفق ملامح البيان الختامي "بشدة اسرائيل كقوة احتلال لاعتدائها المستمرة على الأماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة في القدس واستمرارها في بناء جدار الفصل العنصري حول مدينة القدس كما سيدينون العدوان الاسرائيلي على غزة في نوفمبر/ تشرين الماضي ومواصلة فرض سلطة الاحتلال عقابا جماعيا على أبناء الشعب الفلسطيني ولاسيما الحصار غير الانساني المفروض على غزة . وستتجه القمة إلى الدعوة لعقد مؤتمر للمانحين على وجه السرعة بالتنسيق مع دولة فلسطين لتمويل الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس والتي تبنتها القمة الاسلامية في مكةالمكرمة أخيرا، وسترحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو بالأمم المتحدة. وفيما يخص لبنان تؤكد ملامح مشروع البيان الختامي على دعم "لبنان لاستكمال تحرير جميع اراضيها مدينا بشدة الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان برا وبحرا وجوا". وفيما يتعلق باليمن سيعلن عن "الدعم الكامل لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه مشيدا بمبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية وتحقيق الانتقال السلمي للسلطة". كما سيتناول مشروع الاعلان الختامي عدد من البنود المعتاد صدورها فى البيانات الختامية الصادرة عن اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي كالأوضاع في السودان والصومال وجيبوتي واتحاد جزر القمر والنيجر وكوت ديفوار وغينيا وأذربيجان وأفغانستان وجامو وكشمير وكوسوفو والبوسنة وشمال قبرص بالإضافة الى مكافحة الارهاب ونزع السلاح وظاهرة ازدراء الدين الإسلامي في المجتمعات الغربية المعروفة ب"الاسلاموفوبيا".